شارك نحو لمائتي فرد، يوم أمس الجمعة، ضمن وقفتي الاحتجاج الرمزيتين اللتان دعت إليهما اللجنة التنسيقية لفعاليات المجتمع المدني بشمال المغرب أمام كلّ من مقر القنصلية العامّة الإسبانية بالنّاظور وبوابة مليلية على المعبر الحدودي ببني انصار، إذ اعتبر المشاركون ضمن الوقفتين بأنّ كافّة الاستفزازات التي تفعّلها الحكومة المركزية الإسبانية والتنظيمات السياسية المشتغلة بالجار الشمالي للمغرب، زيادة على الحكومتين المحلّيتين المسيّرتين للشأن العام بكلّ من مليلية وسبتة، لا تزيد الشعور الوطني للمغاربة إلاّ قوّة وإيمانا بضرورة الالتفاف حول الملفّات الماسّة بالوحدة الترابية للمملكة المغربية. وقد رُفعت شعارات عدّة خلال الوقفتين اللتان سهر عليهما النسيج الجمعوي للفاعلين المدنيين بشمال المغرب، إذ أجمعت كلّها على عدم تجزئة المطالب الوحدوية المغربية بإدراج ثغري سبتة ومليلية ضمن لائحة المجالات الترابية الضروري ممارسة السيادة المغربية فوقها.. كما عبّرت الكلمة الاستهلالية للاحتجاجات على كون زيارة زعيم الحزب الشعبي "ماريَانُو رَاخُوي" ردّا على تحرّكات الملك محمّد السّادس بالريف.. حيث تمّ التنصيص على كون "زيارة زعيم الحزب اليميني الإسباني المتطرّف استهدافا لمجهودات المصالحة مع الريف التي ما لبثت أعلى سلطة في المغرب تعبّر عنها لتجاوز إرث الماضي والتأسيس لحاضر ومستقبل تنموي". كما اعتبرت الكلمات المتداول على إلقائها ضمن الموعدين الاحتجاجيين المفعّلين بالنفوذ الترابي بالنّاظور بأنّ استمرار تعامل سياسيي إسبانيا مع المغرب وفق عقلية "السنوات العجاف" من القرن الماضي تدلّ على تشبّث سياسيي مدريد بالعقلية الكولونيالية التي استأنسوا تفعيلها ضدّ المغرب بالثغرين المحتلّين والجزر التابعة لهما.. مولجة زيارة "مَارْيَانو رَاخُوي" ضمن سياسة "الإرهاب" التي دأب على تفعيلها الحزب الشعبي الإسباني بمساندته للتطرّف ودعم التوجّهات الاستعمارية عبر ربوع العالم. "زيارة راخوي لا يمكن أن تلقى إلاّ التنديد الشعبي من لدن ساكنة الريف، بما فيها السكان المغاربة الأصليون بمليلية، وهي مسّ بكرامة ومشاعر المغاربة كافّة بمحاولتها تكريس الوضع الاستعماري الإسباني بشمال المغرب.. وهو ما يدفعنا كمحتجّين إلى مطالبة الحكومة المغربية إلى تعاط حقيقي وصريح وفعّال مع التواجد الإسباني بكل من سبتة ومليلية والجزر التابعة لهما بغية إرغام إسبانيا على فتح قنوات حوار مسؤول وقادر على إعادة هذه المجالات الترابية لأحضان المملكة المغربية بصفتها وطنا أمّا".. يقول عبد القادر طلحة باسم اللجنة التنسيقية المنظّمة.