خلّفت صورٌ للمستشارة البرلمانية عن حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، لطيفة الزيواني، وهي تمدّ علبة ياغورت لطفلة قروية تُمسك قطعة خبز وتبْدو في وضع بئيس، رفقة أمّها، ردودَ فعلٍ من طرف رواد موقع التواصل الاجتماعي "الفيسبوك"، صبّ أْغلبها في انتقاد إقدام المستشارة البرلمانية على "استغلال وضعية الطفلة وأمّها للبرهنة على أنّها تقوم بعمل إحساني"، حسب ما جاء في عدد من تعليقات "الفيسبوكيين" المغاربة. يقول إدريس في تعليق له على الصور التي نشرتها المستشارة البرلمانية الاتّحادية على صفْحتها، والتي عمَدتْ إلى حذفها، بعدَ الضجّة التي خلّفتها الصور، (يقول) إنّ "استغلال الفقر والوضعية المُزرية التي يعيشها المغاربة هي عقلية متجذرة في طبقة المسؤولين، فقط تختلف الوسائل والآليات"؛ ووصف إدريس إقدام المستشارة البرلمانية على نشر صور لفتاة وأمّها الفقيرتين بكوْنه ينمّ "عن الانحطاط الفكري والنضالي". ردود الفعل "الغاضبة" على تصرّف ليلى الزيواني، طالتْها أيضا من طرف زميل سابق لها في الحزب، عبد الرحمان الغندور، الذي كتب في تعليق له على الصورة، "لأني بقيت أحافظ على حدّ من الغيرة على حزب القوات الشعبية (...)، و أنا أراك سيدتي تلتقطين صورة بئيسة في موقع بئيس مع طفلة وأمّ يجللهما بهاء البؤس البئيس...أيقنت أنّ الاتحاد بلغ الدرك الأسفل من التردي والتدني والاقتيات من أسوء ما في المستنقع السياسي من طحالب التخلف سواء من حيث الاستثمار أو الانتاج أو التسويق. وذهب الغندور في "تحليله" للصورة قائلا، إنك لا تعرفين يا سيدتي بكل تأكيد أننا في المؤتمر الرابع للحزب وصلنا في تحليلنا إلى أن المجتمع المغربي أصبح يعرف ظاهرة التدني المطلبي (أي أن المغاربة انحدروا من المطالبة بمشروع مجتمعي إلى مطالب تافهة)، وكان رد فعلنا هو الرفع من مستوى المطلب السياسي لمواجهة ظاهرة التدني"، وأضاف "أنت الآن بصورتك المخجلة تؤكدين أن السياسة حكومة وبرلمانيا وحزبيا أصبحت أكثر تدنيا من الأوضاع المجتمعية". وفيما ذهب بعض "الفيسبوكيين" إلى أنّ نشر الصور من طرف المستشارة البرلمانية الاتحادية قد لا يكون المقصود منها استغلال وضعية تلك الصبيّة وأمّها الفقيرتين، "من أجل الظهور"، كتبَ نزار "في البداية ظننت أن لها صورة وحيدة وهي تتصدق بدانون معتقدا أنها في إطار حملة شوفوني... لكنّي حينما وجدتُ أنها (المستشارة البرلمانية) قامت بنشر أكثر من صورتين، وفي وضعيات مختلفة، مستغلة ببشاعة قذرة هاته الأسْرة المسكينة، فقد صُدمت لدرجة الذهول". أمّا مصطفى، فقد استعان، للتعليق على الصور، بجُملة من كتاب "رجال في الشمس" للكاتب اللبناني غسان كنفاني، يقول فيها "يسرقون رغيفك، ثم يعطونك منه كِسرة، ثم يأمرونك أن تشكرهم على كَرمهم، يا لوَقحاتهم"؛ بينما عالجَ جمال الموضوع من زاوية دينية، موجّها نصيحة إلى المستشارة البرلمانية الاتحادية، بكون الدّين الإسلامي يحثّ على التصدّق باليمين حتى لا تعلم اليد اليسرى ما تصدقت به اليمنى"؛ وتساءل قرّاء آخرون عمّا إذا كانت المستشارة البرلمانية على عِلْم أنْ لا حقّ لها، قانونيا، في نشر صور الصبيّة، إلا بإذنها.