ركزت جل الصحف العربية، الصادرة اليوم الثلاثاء، على الأوضاع الأمنية بكل من مصر والعراق، والوضع السياسي بلبنان في ظل الفراغ الرئاسي، وكذا الوضع بالأراضي الفلسطينية المحتلة. ففي مصر، أولت الصحف المصرية اهتمامها للوضع الأمني بالبلاد بعد وقوع ثلاثة انفجارات أمس الاثنين بمحيط قصر الاتحادية الرئاسي ومقتل ضابطين وجرح العشرات، فضلا عن ردود الفعل التي خلفتها هذه الأحداث الدموية. وكتبت جريدة (الأهرام)، في مقال تحت عنوان "في جريمة إرهابية غادرة استشهاد ضابطين وإصابة مدير إدارة المفرقعات في تفجيرات الاتحادية"، أن المصريين قد استيقظوا صباح أمس على انفجارين متتالين بمحيط قصر الاتحادية، مستحضرة كأول رد فعل تعهد الرئيس عبد الفتاح السيسي ب"القصاص العادل الناجز لأسر شهداء الإرهاب الأسود(...) الذي وصفه بأنه إرهاب خسيس لا يتردد في سفك دماء الصائمين والأطفال، و(...) بأنه يحاول الوقوف ضد إرادة المصريين". أما جريدة (الوطن) فكتبت تحت عنوان "الإرهاب يفجر الخلافات بين القوى السياسية حول الاحتفال بÜ"ثورة 30 يونيو" أن قوى سياسية وثورية انقسمت حول الاحتفال بذكرى ثورة 30 يونيو أمام قصر الاتحادية بعد انفجار ثلاث عبوات ناسفة في محيطه، مشيرا إلى أنه في الوقت الذي "تمسك فيه حزب المصريين الأحرار، حتى مثول الجريدة للطبع، بإقامة احتفاليته الشعبية أمام "الاتحادية" مساء، أعلن محمد عطية، عضو "تكتل القوى الثورية"، تأجيل الاحتفالات إلى حين استقرار الأوضاع الأمنية. ونقلت الصحيفة عن المتحدث باسم "المصريين الأحرار" قوله إن "العملية الإرهابية التي استهدفت قصر الاتحادية في ذكرى 30 يونيو تؤكد أن تنظيم الإخوان يريد محو الأثر التاريخي للمكان في نفوس المصريين، بسبب الثورة، لكننا سننظم احتفاليتنا للتأكيد على أن مثل تلك التفجيرات لن تؤثر على فرحة الشعب". وفي لبنان، اهتمت الصحف بمبادرة الزعيم المسيحي ميشال عون الذي دعا إلى تعديل محدود للدستور ما يسمح بانتخاب رئيس للبلاد بالاقتراع المباشر عوض انتخابه عن طريق البرلمان، الذي سينعقد غدا الأربعاء للمرة الثامنة لهذا الغرض. وكتبت (الأخبار)، "فيما لا يزال رئيس الجمهورية العتيد في (ثلاجة) الانتظار، تمارس (وكيلته) مهماتها كالمعتاد، وتبحث الخميس جدول أعمال، من ضمنه نقل اعتمادات لوزارات وتجديد تراخيص لمؤسسات إعلامية مرئية وطلبات سفر كثيرة وقضية الأساتذة المتعاقدين في الجامعة اللبنانية، لم يطرأ جديد على موضوع الاستحقاق الرئاسي عشية جلسة الانتخاب المقررة غدا، والتي سيكون مصيرها التأجيل كسابقاتها لعدم التوافق على مرشح واحد. فيما تواصل الحكومة (الوكيلة) عملها في تسيير شؤون البلد الحياتية". أما (السفير) فعلقت بأن "لبنان بلا رئيس للجمهورية لليوم الثامن والثلاثين على التوالي. في خضم زلزال إقليمي كبير يضع المنطقة عند حافتي التسويات أو (الدويلات)، وفي زحمة تحديات أمنية"، مشيرة إلى أن العماد ميشال عون "فجر قنبلة سياسية صوتية، أراد من خلالها حرف مسار النقاش السياسي، من أصل الرئاسة، إلى أصل النظام، بعدما أيقن أن حظوظه الرئاسية باتت شبه معدومة". ومن جهتها، أشارت (النهار) إلى أنه و"مع أن ردود الفعل السلبية الفورية على المبادرة المزدوجة التي أعلنها أمس رئيس (تكتل التغيير والإصلاح) العماد ميشال عون والمتعلقة بتعديل الدستور لانتخاب رئيس الجمهورية بالاقتراع الشعبي المباشر وإجراء الانتخابات النيابية على أساس انتخاب كل طائفة نوابها، لم تكن مفاجئة نظرا إلى الطابع الجذري لهذه المبادرة في تغيير أسس الطائف والنظام، فإن توقيت إطلاق عون مبادرته وسط الظروف التي تحكم البلاد والأزمة الرئاسية ساهم في زيادة الشكوك في جدوى إطلاقها". وفي الأردن، ركزت الصحف اهتماماتها على أهداف وانعكاسات إعلان "تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام" إقامة دولة الخلافة على الأراضي العراقية التي يسيطر عليها. فتحت عنوان "وتحقق الوعد"، كتبت صحيفة (الغد) أن الهدف من الخطوة الجديدة يتمثل بدرجة رئيسة في تكريس الشرعية الدينية والفقهية لما يقوم به التنظيم في محاولة فرض هيمنته وبسط نفوذه على الأراضي التي تقع تحت يديه، وحربه الدموية مع أشقائه سابقا، خصومه حاليا، "جبهة النصرة لأهل الشام"، ومعها الحركات والجبهات الإسلامية في العراق وسورية أيضا. وأضافت أن أهدافا أخرى تتوازى مع هذا الهدف، يتمثل أبرزها في سحب البساط من تحت أقدام "القاعدة" و"جبهة النصرة"، واستثمار انبهار أبناء التيار السلفي الجهادي في العالم بما حققه التنظيم خلال الفترة الماضية، لجذب أكبر عدد ممكن منهم إلى الفكرة الرومانسية التي تدغدغ مشاعرهم وتمثل حلما لديهم، وهي إقامة الخلافة الراشدة. أخبار دولية / الاتصال والإعلام ومن جهتها، اعتبرت صحيفة (السبيل) أن الإضافة النوعية الوحيدة المتوقعة بل المباشرة لإعلان الخلافة هو مزيد من المواجهات الدموية التي قد تنقل العراقيين إلى مرحلة البراميل المتفجرة على الطريقة السورية. وأضافت أن "التنظيم كعادته ينقذ الموقف باستمرار ويوفر غطاء جيدا لعمل عسكري أكثر فاعلية وأطول أمدا ضد ثورة المحافظاتالعراقية الشمالية والوسطى، قاضيا بذلك على أي محاولة للحل السياسي، في محاولة لجذب العرب السنة إلى مربعها وخلق أمر واقع خصوصا إذا تفاعل الخصوم مع هذا الطرح واندفع الإيرانيون والروس والمليشيات إلى المواجهة المسلحة وتم تجاهل المطالب السياسية للعرب السنة". ومن جانبها، اعتبرت صحيفة (الدستور)، في مقال بعنوان "بدعة الخلافة خرجت من رحم التطرف"، أن "وهم إقامة الخلافة سيطل على أمتنا برأس التطرف من جديد، وستدفع فاتورة (البيعة) الواجبة التي ستعيدها إلى عصور الاستبداد والقهر، وستجد نفسها وسط هذا العالم المتحضر الذي استعاد الإنسان فيه عافيته وحريته وكرامته (جزيرة) معزولة ومكروهة .. فلا أحد يمكن أن يتصور الحياة بلا تعددية، والحكم بلا ديمقراطية، والدين الذي جاء لسعادة الإنسان وهدايته وقد تحول - على يد - هؤلاء إلى أداة للشقاء والقهر والاستبداد". وفي قطر، انصب اهتمام الصحف على رصد تداعيات قضية الإسرائيليين الثلاثة المفقودين منذ 12 يونيو الماضي خاصة بعد إعلان اسرائيل أمس العثور على جثثهم وتحميلها حركة (حماس) مسؤولية خطفهم وقتلهم. فتحت عنوان "إسرائيل تدق طبول العدوان" قالت صحيفة (الراية)، في افتتاحيتها، "إن إسرائيل لا تحتاج أبدا لأن تتخذ من خبر مقتل المستوطنين الثلاثة والعثور على جثثهم ذريعة لشن حرب إجرامية جديدة على الفلسطينيين، فإسرائيل دأبت منذ تأسيسها على ارتكاب الجرائم الفظيعة بحق الفلسطينيين والعرب"، مؤكدة أن مجازر دير ياسين والانتفاضة الأولى والثانية وحروبها العدوانية على غزة "خير دليل على أن إسرائيل دولة فاشية بامتياز تسعى لاجتثاث الفلسطينيين والعرب عبر احتلال أرضهم وتصفيتهم ونهب خيراتهم وتهويد أراضيهم". ودعت الصحيفة المنتظم الدولي إلى التدخل لحقن دماء الفلسطينيين وإيقاف آلة الحرب الإسرائيلية التي بدأت بالدوران مجددا مهددة حياة الفلسطينيين، مبرزة أن ما يعانيه الفلسطينيون من إسرائيل "يفوق كل احتمال ولا يجب أن يترك لإسرائيل المجال كما في كل مرة للمضي بعيدا في جرائمها وسط عجز وتحامل المجتمع الدولي، خصوصا مجلس الأمن العاجز عن إجبار إسرائيل للامتثال لقرارات الشرعية الدولية التي تكفل قيام دولة فلسطينية متصلة جغرافيا وعاصمتها القدس الشريف بعيدا عن الاستيطان والتهويد وجرائم إسرائيل البغيضة التي فاقت كل احتمال". وفي قراءتها لحيثيات هذه القضية، اعتبرت صحيفة (الشرق)، في افتتاحيتها، أن الأمر يتعلق "بمؤامرة مكشوفة، بإخراج سيئ، وببصمة واضحة للموساد"، مؤكدة في هذا الصدد أن المقاومة الفلسطينية "لا تقتل أسراها إلا في لحظة اليأس الكامل، وتجربة نجاح أسر الجندي شاليط، تؤكد أن المقاومة تساوم على أسراها للحصول على أعلى ثمن، ولا تسعى إلى قتل أشخاص هم في النهاية أوراق رابحة في يدها للمقايضة". وترى الصحيفة أن اتفاق المصالحة الفلسطينية وإنهاء الانقسام بين حركتي فتح وحماس، الذي لم يرق للحكومة الإسرائيلية، وعملت على إجهاضه بمختلف الوسائل وشتى السبل، "كان لابد له من فبركة سيناريو لإشعال حرب جديدة تكون غزة مسرحها والمقاومة هدفها"، مبرزة أن جميع هذه المعطيات "تؤكد أننا أمام جريمة حرب جديدة، وعملية إبادة واسعة، تستهدف غزة من جديد، الأمر الذي يتطلب، من المجتمع الدولي والجامعة العربية والمؤتمر الإسلامي، التحرك فورا، ومن الآن، للوقوف في وجه هذا العدوان، بدل التفرج عليه، والاكتفاء ببيانات الإدانة والشجب". وبدورها، أكدت صحيفة (الوطن) أن هذا التصعيد "الخطير ينذر بكارثة جديدة يتعين على العالم الحيلولة دون تنفيذها، على اعتبار أن ما تضمره إسرائيل لا علاقة له على الإطلاق بعملية الاختطاف، إذ أن كل ما تسعى إليه إسرائيل هو إجهاض اتفاق المصالحة الفلسطيني وفرط عقد حكومة التوافق، لكن الثمن سيكون أمن واستقرار أهالي قطاع غزة في وقت صعب للغاية". وبعد أن أشارت إلى أن إسرائيل عازمة مجددا على تنفيذ عملية عسكرية واسعة النطاق، طالبت الصحيفة بدورها المنتظم بالتدخل لمنع ذلك، خاصة وأن حركة حماس أكدت مجددا أن قصة اختفاء ومقتل المستوطنين الثلاثة تعتمد على الرواية الإسرائيلية فقط، وأن الاحتلال الإسرائيلي يحاول أن يستند لهذه الرواية لتبرير حربه الواسعة ضد الشعب الفلسطيني وضد حماس على وجه الخصوص.