توزعت اهتمامات الصحف العربية، الصادرة اليوم الجمعة، بين عدد من الملفات الراهنة، في مقدمتها تطورات المشهد السياسي المصري، والوضع السياسي الهش في لبنان في ظل استمرار الفراغ في منصب الرئاسة، والتحديات التي تواجه الفلسطينيين عقب تحقيق المصالحة الوطنية. ففي مصر، واصلت الصحف قراءتها للنتائج الأولية غير الرسمية للانتخابات الرئاسية بعد ثلاثة أيام من التصويت، وردود الفعل المحلية والدولية. فتحت عنوان، "السيسي يؤدى اليمين أمام الدستورية خلال أيام وحمدين يعترف بالخسارة ويؤكد احترامه إرادة الشعÜب"، كتبت صحيفة (الأهرام) أن "مصادر مطلعة رجحت أن يؤدي المشير عبد الفتاح السيسى اليمين رئيسا للجمهورية خلال أيام أمام المحكمة الدستورية العليا، بعد إعلان نتائج الانتخابات رسميا الاثنين المقبل، في الوقت الذي واصل فيه ملايين المصريين أمس احتفالاتهم في الشوارع والميادين فرحا بإنجاز الاستحقاق الثاني في خريطة المستقبل، وإتمام الانتخابات الرئاسية التي أوضحت نتائجها Ü غير الرسمية Ü حصول السيسي على 23 مليونا و381 ألفا و262 صوتا، مقابل 735 ألفا و285 صوتا لمنافسه حمدين صباحي، بينما بلغ عدد الأصوات الباطلة مليونا و780 ألفا و49 صوتا". وتناولت صحيفة (الأخبار) الموضوع تحت عناوين رئيسية "السيسي رئيسا لمصر بÜ8ر23 مليون صوت بنسبة 9ر96 في المائة والفصل في الطعون اليوم وغدا (..) وإعلان النتيجة الأربعاء (..) الرئيس يؤدي اليمين أمام المحكمة الدستورية يوم 7 يونيو". أما صحيفة (الوطن) فرصدت أولى ردود الفعل الدولية عقب الانتخابات، حيث نقلت عن مدير المعهد الدولي للسلام والعدالة وحقوق الإنسان بسويسرا، هال جان فاشينو، قوله إن "تحولا رائعا حدث في المضي قدما على طريق الديمقراطية في مصر"، مضيفا خلال كلمته في مؤتمر البعثة الدولية المشتركة لمتابعة الانتخابات، الذي انعقد أمس بالقاهرة أن "ما حدث خلال الأيام الثلاثة الماضية بالانتخابات الرئاسية يجعلنا نقول بصراحة أهلا بكم فى مصر الديمقراطية". كما نقلت الصحيفة ذاتها عن رئيس الشبكة الدولية للحقوق والتنمية بالنرويج، عضو البعثة الدولية المشتركة، لؤى الديب، قوله إن "اكتمال الانتخابات الرئاسية المصرية يعد خطوة هامة على طريق التحول الديمقراطي"، مشيرا إلى أن الإجراءات والآليات والعملية التنفيذية الخاصة بالعملية الانتخابية "كانت صحيحة وتتسم بالنزاهة والشفافية، طبق ا للمعايير الدولية". وفي لبنان، واصلت الصحف اهتمامها بالاستحقاق الرئاسي واستمرار الفراغ في منصب الرئاسة، حيث كتبت يومية (الأخبار) أنه "في ظل غياب أي تدخل خارجي جدي يحرك جمود الاستحقاق الرئاسي، واكتفاء القوى الخارجية ببيان من مجلس الأمن يدعو لانتخاب رئيس للجمهورية (...) وفي ظل رد الفعل السياسي المنقسم على مشهد المد السوري (...) صدر عن رئيس تكتل التغيير والإصلاح، ميشال عون، قوله: بدأنا نشم محاولات مشبوهة لتهريب الاستحقاق الرئاسي، وذلك بأساليب ملتوية ووسائل مريبة، وكأن المطلوب تجميل الشغور لا الاتفاق على مستحق للرئاسة". أما (المستقبل) فأشارت إلى أن رئيس مجلس الوزراء، تمام سلام، "يحرص على أن يكيل هذه الأوزار ويصقلها دستوريا وميثاقيا مع ترجيح كفة التوافق في ميزان ملء الشغور على مستوى قرارات الحكومة وجداول أعمالها"، وذلك قبيل انعقاد أول مجلس للوزراء اليوم الجمعة في عهد الشغور. وعلقت (السفير) قائلة "لبنان بلا رئيس للجمهورية لليوم السادس على التوالي (...) عداد الأيام لا يبدو أنه سيتوقف قريبا (... ) كما حصل قبل انتخاب ميشال سليمان في العام 2008". واهتمت (النهار) بمجلس الوزراء الذي سينعقد اليوم وقالت إن حكومة تمام سلام "تبدأ اليوم عهدها الانتقالي في الجلسة الأولى لمجلس الوزراء منذ انتهاء ولاية الرئيس السابق ميشال سليمان وخلو منصب رئاسة الجمهورية وانتقال الصلاحيات الرئاسية دستوريا إلى مجلس الوزراء مجتمعا"، مسجلة أن الجلسة التي ستعقد اليوم "تعتبر بمثابة انطلاقة حكومية ثانية سترتب على الحكومة اختبارا دقيقا في مواجهة تعقيدات مرحلة الشغور الرئاسي". وفي قطر، أولت الصحف اهتمامها للتحديات التي تواجه البيت الفلسطيني عقب تحقيق المصالحة الوطنية، ومصير بلدان الربيع العربي بعد ثلاث سنوات من انفجار الانتفاضات الشعبية. فتعليقا على قرار الرئيس الفلسطيني محمود عباس، بالأمس، تكليف رامي الحمد الله بتشكيل حكومة التوافق، التي نص عليها أحد بنود مصالحة 23 أبريل الماضي بين(فتح ) و(حماس)، أعربت صحيفة (الوطن) عن الأمل أن تكون حكومة التوافق "على قدر عزيمة الفلسطينيين، الذي قدموا أرواحهم من أجل القضية، وأن تكون بحق قادرة على مجابهة التحديات". وأوضحت أن حكومة التوافق مجابهة بجملة من التحديات الكبرى، أهمها "تهديدات إسرائيل الغاضبة من المصالحة بفرض عقوبات اقتصادية على السلطة الفلسطينية، وإعادة بناء مؤسسات الدولة وفق أسس جديدة، وإعادة القضية مرة أخرى كقضية مركزية للعرب، بل وللعالم، إذا ما أراد هذا العالم حقا السلام، ذلك الذي يقوم على رد الحقوق، والعدل والاعتدال." و في قراءتها لمخرجات منتدى (الجزيرة ) الذي استضافته الدوحة مؤخرا، وسلط الضوء على مصير بلدان الربيع العربي، اعتبرت صحيفة (العرب) أنه بالرغم من "تعدد النتائج التي توصل إليها المحللون فإن الحقيقة الأساسية التي ينبغي الانطلاق منها هي أن الربيع العربي قد أحدث تغييرا جذريا في الواقع العربي لا سبيل لإنكاره أو تجاوزه، وأن عالم ما بعد تلك الانتفاضات هو بكل المقاييس عالم عربي جديدº لأن المواطن العربي تحرر تماما من عقدة الاستسلام لهيمنة القوى التي احتكرت السلطة والثروة، وأدرك حقيقة قدراته وعرف الطريق لتحقيق طموحاته المشروعة واسترداد حريته السليبة، وهذا هو المتغير الأهم في معادلة السلطة". وترى الصحفية أن "الانتكاسات" التي تعرفها حاليا عدد من بلدان الربيع العربي وخاصة في سورية "لا تلغي حقيقة التغيير الذي حدث، بل وتفرض على قوى الثورة أن تواصل نضالها حتى تنجز مشروعها للتحول الديمقراطي الكامل واستعادة الاستقرار الذي يفتح الطريق لتنمية متوازنة وعدالة اجتماعية كاملة".