بطاقة استيعابية تتجاوز ألف سرير، ستعمل وزارة الشباب والرياضة على افتتاح مخيم السعيدية الجديد بالشمال الشرقي للمملكة في غشت القادم، وذلك بعد أن كان المخيم القديم، مثالاً لسوء التسيير ولظروف عصيبة لم تكن تساعد الأطفال على الاستمتاع بعطلتهم. فقد نظمت الوزارة التي يرأسها محمد أوزين، أمس الخميس زيارة لوسائل الإعلام الوطنية بالمخيم المذكور، وذلك قصد الوقوف عن كثب على الأشغال التي شارفت على نهايتها، ولتقديم معلومات حول المنشأة الجديدة، التي تأتي في إطار استراتيجية الوزارة للنهوض بقطاع الطفولة والشباب، عبر تأهيل البنى التحتية وفق حاجيات الجمعيات والمنظمات الوطنية المهتمة بالتخييم، وضمان استفادة الفئات المعوزة من أنشطة العطل. وصلت تكلفة إعادة بناء المخيم إلى 56 مليون درهم، وكلفت دراسته التقنية لوحدها قرابة مليوني ونصف مليون درهم. حيث يشرف عليه على دراساته التقنية فكري بنعبد الله، شقيق وزير الإسكان والتعمير، نبيل بنعبد الله. تصل مساحة المخيم إلى 6600 متر مربع، ويشمل عدداً كبيراً من المرافق، منها الإدارة المركزية، مطعمين، قاعة التمريض، مطبخين، ملاعب رياضية، سكن وظيفي، ومسبح. وحسب ممثلي وزارة الشباب والرياضة بعين المكان، فتجربة إعادة بناء المخيمات لن تتوقف فقط عند محطة السعيدية، بل ستصل إلى محطات أخرى منها "رأس الماء" بإفران، "طماريس" بالدار البيضاء، "الحوزية" بالجديدة. وذلك من أجل أن تصل المخيمات الأربع إلى التجربة ذاتها التي تعرفها محطة بوزنيقة ببن سليمان. وأشار الممثلون إلى أن الوزارة حريصة على الإجابة عن تطلعات الأطفال المغاربة الراغبين في التخييم خلال عطلة الصيف، خاصة وأن هناك منهم من لا يتخوّف من السفر لمخيمات بعيدة كل البعد عن أسرته، معطيين المثال بأطفال المدن الصحراوية الذين يعتبرون من بين أكثر الوافدين على محطة السعيدية. ومن المكتسبات الجديدة بهذا المخيم حسب الممثلين، انفتاحه بشكل مباشر على شاطئ البحر الأبيض المتوسط، ثم إمكانية استقباله لجمعيتين في الوقت نفسه بشكل يسمح لكلتيهما بمباشرة أنشطتهما دون أية مشاكل، فضلاً عن توفيره لطاقم متخصص في المطعمة بشكل يريح الأطر من عملية المساعدة في تجهيز الوجبات الغذائية كما كان عليه الأمر سابقاً. إلا أنه وخلافاً لما تردد عن جودة عالية لهذا المخيم، فإن معاينته أظهرت أنه عادٍ للغاية مقارنة بالمبلغ المادي الكبير الذي خُصص من أجل تشييده، وبالضجة الإعلامية التي رافقته، فضلاً على أن وضع الأسرة في المراقد سيأتي بشكل عمودي (كل جانب يحتوي على عدد من الأسرة)، مع ما قد يشكّله ذلك من خطر على الأطفال، ممّن قد يسقط بعضهم من علو يتجاوز متر ونصف. وعموما يبقى إصلاح وإعادة بناء هذا المخيم، عملية إيجابية لصالح الأطفال المغاربة الراغبين في زيارة شاطئ السعيدية، فقد كان المخيم القديم في وضعية سيئة للغاية من جميع الجوانب( المراقد الليلية، المطعمة، المرافق الصحية..)، وقد سبق أن تعرض فيه 99 طفلاً لتسمم غذائي مباشرة بعد تناولهم وجبات غذائية سنة 2012، كما عرفت مخيمات أخرى حالات مأساوية كمخيم "رأس الماء" الذي توفيت فيه ست فتيات سنة 2005 بسبب حريق، زيادة على تفشي حالات السرقة والاعتداء الجسدي، الأمر الذي تسبّب بانتقادات كبيرة لبرامج التخييم التي أطلقتها الدولة.