درس المركز الجهوي للاستثمار بالجهة الشرقية، خلال 2011 - 303 مشاريع استثمارية بغلاف مالي إجمالي فاق 6?8 ملايير درهم.وأوضح المركز، في حصيلة أنشطته لسنة 2011، أن اللجنة الجهوية للاستثمار واللجنة الجهوية المكلفة ببعض العمليات العقارية أعطت الضوء الأخضر لفائدة 222 مشروعا (73 في المائة من مجموع المشاريع المقترحة) بقيمة استثمارية تقارب 4.7 ملايير درهم، مسجلة ارتفاعا قدره 89 في المائة مقارنة بسنة 2010. وأضاف أن 40 مشروعا (بمعدل 13 في المائة) بقيمة استثمارية قاربت 653 مليون درهم لم تلق القبول، في حين يوجد قيد الدرس 41 مشروعا آخر تبلغ قيمتها نحو 1.5 مليار درهم.وفي ما يتعلق بتوزيع هذه الاستثمارات بحسب عمالات وأقاليم الجهة الشرقية، أشار المصدر ذاته إلى أن وجدة تحتل الصدارة بنحو(48 في المائة) من المشاريع المعتمدة، متبوعة ببركان (ب 24 في المائة) والناظور (ب13 في المائة) وتاوريرت (ب8 في المائة) وجرادة (ب5 في المائة) وبوعرفة (ب 2 في المائة). ويكشف توزيع هذه الاستثمارات بحسب قطاعات الأنشطة عن استحواذ قطاع السكن على أكثر من 1.6 مليار درهم (35 في المائة) متبوعا بقطاع السياحة (994 مليون درهم)، ثم قطاع الصناعة الغذائية والقطاع الصناعي عموما على التوالي ب 709 مليون درهم (15 في المائة) و416 مليون درهم (9 في المائة). وفي المقابل، عرف قطاع التعدين زيادة كبيرة مقارنة بسنة 2010، باستثمارات تصل إلى 376 مليون درهم، وذلك على الخصوص بفضل إنشاء مصنع بإقليم تاوريرت لمعالجة المعادن الخام (السيليكا) باستثمار يفوق 220 مليون درهم. وبحسب المركز الجهوي للاستثمار بالجهة الشرقية فإن المشاريع المعتمدة خلال 2011 سيكون من شأنها أن تخلق 10 آلاف منصب شغل، منها 25 في المائة بقطاع البناء و24 في المائة بالمجال الصناعي و18 في المائة بمجال السياحة. وبخصوص الإنجازات المرتقبة خلال 2012، شدد المركز الجهوي للاستثمار، على الخصوص، على انطلاق العمل بتسويق المنطقة الحرة «وجدة كلينثك»، وبدء العمل بإنجاز المركب الجامعي الخاص بالمعرفة التكنولوجية بوجدة، وتدشين المقر الجديد للمركز في يوليوز المقبل. والجدير بالاشارة ، فقد أعطت انطلاقة خارطة الطريق لاستقطاب المنعشين السياحيين وتشجيعهم على الاستثمار في هذا المجال، سيما وأن الجهة الشرقية تزخر بتنوع جغرافي وطبيعي جد متميز، يمتد مداه من البحر إلى الواحة ومن الجبل إلى السهل، ومناخ يوفر أكثر من 300 يوم مشمس، كما أنها تتوفر على أكثر من 32 موقع جذب سياحي بحاجة إلى التأهيل والاستغلال الأمثل. وفي هذا الإطار أثبتت دراسة لغرفة التجارة والصناعة والخدمات بمدينة وجدة أن نسبة الاستثمار في القطاع السياحي بالجهة الشرقية وصلت إلى 52.40% بمبلغ استثمار يقدر ب2.632.55 مليون درهم، عن 28 مشروعا سياحيا حظي بالموافقة، وكلها مشاريع تهم إقليمي الناظور وبركان وهي إما في طور الإنجاز أو مزمع إنجازها، لمواكبة مشروع «المحطة السياحية الجديدة للسعيدية». تتوفر المنطقة الشرقية على شواطئ بالشريط الساحلي للبحر الأبيض المتوسط ممتدة على مسافة 190 كلم من السعيدية شرقا إلى تازغين غربا وكلها شواطئ تتميز بجودة مياه الاستحمام والرمال وجمالية الطبيعة. وبحكم موقعها الاستراتيجي القريب من أوربا ومنطقة المغرب العربي، وقربها من مطاري وجدةوالناظور الدوليين، حظيت السعيدية -جوهرة المغرب الزرقاء- باحتضان مشروع مديتيرانيا السياحي في إطار المخطط الأزرق، وأصبحت بذلك تشكل قطبا سياحيا متميزا... احتضان المدينة لهذا المشروع ساهم في إعادة تأهيل مدينة السعيدية حتى تكون في مستوى المحطة السياحية المنجزة، حيث عرفت إنجاز عدة مشاريع رصدت لها اعتمادات بقيمة369 مليون درهم همت التأهيل الحضري والسياحي، كبناء الطريق الدائري لمدينة السعيدية والمحطة السياحية الجديدة ومشروع حماية المدينة ومحطتها السياحية من الفيضانات وتهيئة المدخل الجنوبي للمدينة عبر تثنيته وتهيئة شارع الحسن الثاني وترميم القصبة إضافة إلى تهيئة كورنيش المدينة وذلك بهدف مواكبة مشروع المحطة السياحية للسعيدية، وتسهيل الوصول للساحل المتوسطي واستقطاب مزيد من الاستثمارات السياحية. وغير بعيد عن مدينة السعيدية نجد قرية رأس الماء الساحلية بمينائها الصغير المخصص للصيد البحري قبالة الجزر الجعفرية، وشاطئها الممتد إلى غاية مصب نهر ملوية برماله الناعمة، وما يجعل هذه المنطقة الساحلية أكثر تميزا هو ذلك التداخل بين الغابة والبحر والجبل، غير أنها تعاني من غياب البنيات التحتية الضرورية ومراكز الاصطياف والتخييم، إذ لا تتوفر قرية رأس الماء سوى على مخيم متوسط لا يفي بحاجيات الزوار وبعض الإقامات السياحية الصغيرة والمطاعم والمقاهي، لهذا نجده لا يستقطب إلا عددا قليلا من المصطافين المغاربة الراغبين في قضاء عطلة هادئة بعيدا عن مراكز الاصطياف المكتظة، إلى جانب عدد من الإسبان القادمين من مدينة مليلية المحتلة، والذين يشكلون نسبة مهمة من زوارها طوال السنة للتمتع بجمالية شاطئها وبلذة أسماكها...