وسط قرية زومي الجبلية التي تستغرق الرحلة إليها، انطلاقا من وزّان، ساعة زمن وسط مسالك وعرة، تنقل وفد من حزب الاستقلال للقاء ساكنة احترفت زراعة "العُشبَة" وراكمت بين صفوفها عشرات الآلاف من المبحوث عنهم بناء على مذكرات أمنيّة للضبط والاحضار. تحرّك الاستقلاليّين، مصدّرين بنور الدين مضيان ومن معه، جاء بنيّة الاستماع إلى مزارعِي الكيف بزومي، وذلك بمبادرة من الفرع الإقليمي ل "تنظيم الميزان" بوزّان الذي اختار للموعد شعار: "تحقيق التنمية الاقتصادية بمنطقتي زومي وموقريصات رهين بتقنين زراعة نبتة الكيف وإصدار عفو عام وشامل عن كافة المتابعين".. وقد أفلح الموعد في معرفة حضور لافتا لساكنة المنطقة الجبلية التي يهمّها الأمر أولا وأخيرا. محمد بكاري، رئيس جماعة زومي، كان أول المتدخلين ومقِرا ضمن كلمته التقديمية بوجود مشاكل يعانيها منها مزارعو نبتة الكيف، أبرزها الشكايات الكيدية للمبتزّين، ومعلنا أنّ الجماعة يقطنها حاليا 62 ألفا من المبحوث عنهم.. وزاد بكاري ضمن كلامه مطالبة بإنشاء هيئة جديدة للإنصاف والمصالحة من أجل جبر أضرار من هم متابعون منذ سنين طويلة.. "شبح السجن يطارد الريفيّين من ساكنة جبالة ل7 مرات أكثر من باقي المناطق الأخرى يورد نفس المتدخّل. أمّا الحبيب حاجي، الحقوقي الممثّل للائتلاف المغربي للإستعمال الطبي والصناعي للكيف، فقد قال إنّه "لا وجود لأي نص أو دراسة تثبت تسبب الكيف في أمراض خبيثة، و الشيء الواجب تفهمه هو كون الكيف، أو الحشيش، يدِرّ على البلد عملة صعبة، وعلى الدولة الاعتراف بهذا المكسب"، وزاد حاجي: "لو كنت من مقربي الحسن الثاني، في فترة حكمه، لطلبت منه تحويل نبتة الكيف إلى سجائر، على غرار باقي السجائر المتداولة في السوق". أما نور الدين مضيان، القيادي الاستقلالي، فقد اعتبر الكيف "نبتة مباركة"، وزاد: "لولاها لما عرفت بوجود زُومِي".. "الكيف كالشعير والعنب اللذان تنتج منهما أنواع من المشروبات الكحولية، وهو مثل التين الذي يحوّل إلى مَاحْيَا، وإذا كانت الدولة تحارب الكيف فعليها محاربة باقي المزروعات أيضا" يقول مضيان باللقاء الذي احتضنته ملحقة دار شباب زومي. رئيس الفريق الإستقلالي للوحدة والتعادلية تطرق لمقترح قانون تقدم به حزبه من أجل تقنين زراعة القنب الهندي.. "الكيف به دواء، تماما كما به سمّ، ويجب أن نعمل على استغلال ذلك.. فحزب الاستقلال قدّم مقترحا يحصر استفادة مناطق بالريف وجبالة من زراعة هذه النبتة دون باقي المناطق" يزيد البرلماني الحسيميّ. أما عبد العزيز لشهب، وضمن كلمته باعتباره برلمانيا عن إقليموزان، فقد تحدث عن تهديد يخلق رعبا يوميا في صفوف المزارعين المبحوث عنهم، "تواجد حزب الاستقلال بزومي هو بعيد عن أي حسابات أومزايدات سياسية أو إنتخابية، ذلك أنّ هناك إشكال تجب معالجته، وزراعة الكيف ليس لها بديل بالنسبة للفلاحين البسطاء" يقول لشهب. مداخلات الحاضرين للقاء الاستقلاليّين، وهو الذي يأتي بعد أسابيع من لقاء مماثل نظمه الPAM بباب برّد من إقليم الشاون،أجمعت على ضرورة تواجد خدمات وبنيات تحتية تستفيد منها ساكنة منطقتي زومي وموقريصات، حيث تمت المناداة، في السنة ال15 من الألفية الميلادية الثالثة، بطرق ومدَارس ومراكز صحيَّة.. وكذا ضرورة وضع جماعة سيدي رضوان ضمن المناطق المسموح لها قانونيا بمزاولة نشاط زراعة القنب الهندي.