يا ناطح الجبل العالي ليوهنه، أشفق على الرأس لاتشفق على الجبل. والله عجيب أمر هؤلاء، فعبثا حاولوا ويحاولون، وعبثا سيحاولون وسيكررون، لكن محاولات رجال الظلام لخفض ذلك النور المشع الذي أعمى أبصارهم باءت وستبوء حتما وأبدا بالفشل. أظنوا أنهم سيخفتون نور التاريخ، نور الحاضر والمستقبل. أبمحاولاتهم البائسة فكروا أنهم سيطفؤون نور المجد والكرامة، نور العزة والبطولات. هل اعتقدوا أنهم بضرب شرف نسائنا، سيضعفون مكانة أحفاد أبطال معركة أنوال ووادي المخازن. لا وثم لا، ولو اجتمع على هذا الأمر شياطين إنسهم وجنهم. ليست المغربية تلك العاهرة الراقصة أو الساحرة خاطفة الرجال كما حاولوا تصويرها وتجسيدها في أعمالهم الرديئة، إنما هي العالمة الداعية، السياسية المقاومة، الفنانة الرائدة، والرياضية المتألقة على اختلاف مكاناتها، الحاملة لهم هذا الوطن، فكانت ولا تزال مثالا للمرأة المشرفة الطموحة. أين نساؤهم من فاطمة الفهرية أم البنين، المرأة العفيفة، راعية العلم والعلماء، بانية جامعة القرويين، أولى جامعات العالم، لما كانوا هم يتخبطون وسط براثين الجهل والتخلف. أينهن من فانو بنت الوزير عمر بن ينتان المرابطي، المرأة الشجاعة المجاهدة، التي كانت تتنكر في هيئة رجل وتحارب الأعداء، الذين كانوا يسقطون تباعا الواحد تلو الأخر، لما كانوا هم يحرمون على نسائهم حتى الخروج من خيامهم البالية. أين نساؤهم من زينب النفزاوية، السياسية المتدينة، زوجة يوسف بن تاشفين، والذي بمشورتها وحكمتها إستطاع هذا الأخير فتح أكثر بلاد المغرب، في حين كانوا يموتون هم جوعا وعطشا. أينهن من عائشة بن راشد، المرأة الحاكمة والقائدة، التي أعلنت الجهاد ضد الغزاة شمال المملكة، فكانت نعم المحاربة، في حين هرب شجعان رجالهم دقائق قليلة بعد غزو بلادهم. أين نساؤهم من نوال المتوكل، المرأة البطلة، أول عربية، إفريقية ومسلمة تفوز بالميدالية الذهبية في الألعاب الأولمبية، في حين لا يعرف البعض منا لحد الأن حتى مكان بلدهم على الخريطة. أينهن من مريم شديد، المرأة العالمة، أول مرأة في العالمين العربي والإسلامي تصل إلى القطب المتجمد الجنوبي، لتضع العلم المغربي خفاقا، في حين تبرع نساؤهم فقط في رقصة المعلاية. أين نساؤهم من ثريا الشاوي أول طيارة في العالمين العربي والإسلامي، أينهن من بشرى البرنوصي أول ربانة طائرة عربية، أينهن من عائشة المكي أول مظلية عربية، أينهن من سعيدة عباد أول سائقة قطار عربية، أينهن من أمينة الصنهاجي أول عربية تلتحق بوكالة الناسا...في حين مازالوا هم يعتبرون صوت نسائهم عورة وجب إسكاته. أينهن من يطو بنت موحا وحمو الزياني وعائشة عبد الله الباعمرانية وتوزنيت وعدجو موح العطاوية اللواتي ضحين في سبيل وطنهن بالغالي والنفيس، متخذات من الجبال والكهوف مأوى، حاملات المؤونة والأسلحة بل وحتى مشاركات في العمليات ضد الأعداء لإعلاء راية هذا الوطن هؤلاء وغيرهن هن نساء المغرب الحقيقيات، هن جدات وأمهات وأخوات وزوجات وبنات المغاربة الأحرار، فربع ما صنعن وأنجزن تصنع به دول كثيرة تاريخها. فماذا صنعتم أنتم ونساؤكم ؟ للتواصل مع الكاتب http://www.facebook.com/KarimBelmezrar