أنقذوا تشومس... بهذه الصرخة، تم اعلان يوم الأحد 22 غشت "يوما لمدينة ليكسوس الأثرية"، . وذلك من أجل تعميق النقاش حول الموضوع وتهييئ المائدة المستديرة المقترح عقدها في سبتمبر 2010. لم يكن أحد يعتقد بن مدينة ليكسوس الأثرية التي بنيت سنة 1180 قبل الميلاد أن تكون قيمتها التاريخية تحت رحمة الاسمنت والحديد، فقد تفاجأ المجتمع المدني والباحثين التاريخيين في غشت 2010 بقيام وزارة الثقافة في شخص مديريتها بجهة طنجة تطوان بأشغال تهيئة موقع ليكسوس الأثري لإقامة إدارة ومتحف وسكن لمحافظ ليكسوس داخل الموقع التاريخي وهو عمل يسيء إلى الموقع ويشوه معالمه التاريخية لكونه لا ينسجم مع اركيولوجيته التاريخية ويضر بالتنوع الايكولوجي وبالفضاء الطبيعي بزحف عمراني لتمدن على الموقع وهذا مناف لاتفافية اليونسكو بحماية المواقع التاريخية التي تعتبر ارثا انسانيا. ومنذ 21/08/2010 انطلقت حملة ماتقيسش ليكسوس SOS LIXUS على الفايسبوك بالعرائش من أجل مناهضة ومنع تشييد بناية حديثة داخل مجال الموقع الأثري بتأطير عدد من الفعاليات المحلية مؤيدة من جمعيات أجنبية على رأسها جمعية عرائش العالم LARACHE DEL MUDO. قبل ذلك تم ترحيل قطعها الأثرية والتاريخية إلى متاحف مدينة الرباطوتطوان . وقبل ذلك أيضا أغلقت وزارة الثقافة متحف المدينة كما هو حال العديد من الآثار بالعرائش.. بالإضافة إلى أن عملية التنقيب الذي حصل بليكسوس لم تتجاوز سوى عشرة في المائة %10 من مساحة ليكسوس المفترضة، ذلك أن جل الآثار التاريخية لم ينقب عنها بعد،رغم اختيارها من ضمن أهم المدن الأثرية بالمغرب. ومنذ إعلان بداية الأشغال لا زال المجتمع المحلي يتفاعل بأشكال الاحتجاج والتعبير عن مخاوفه من تشويه الموقع الذي يمكن ان ينضاف الى ضعف برنامج التأهيل الحضري لمدينة العرائش الذي أتى على ما تبقى من ثراتها المعماري والطبيعي كما يقول- الأستاذ عبد القادر السبيطي عضو اللجنة المحلية لإنقاذ مدينة ليكسوس الأثرية- والبحث عن صيغ لإيجاد مخارج ومقترحات بديلة وإثارة الانتباه إلى خطورة التشويه عبر الاتصال بمنظمة اليونسكو ومنسقيها بالمغرب واسبانيا ومراسلة الصحافة الوطنية والأجنبية. وتقديم ربورطاجات مصورة عن التخريب الحاصل. وقد استجاب لنداء اللجنة المحلية العديد من الفعاليات والجمعيات الدولية باسبانيا والسويد وفرنسا وانجلترا من أجل الضغط على إيقاف الأشغال. وليست هذه هي المرة الأولى التي تتدخل جهات خارجية من اجل الحفاظ على الملامح التاريخية للعديد من البنايات الأثرية فقد سبقت لحكومة الأندلس أن تدخلت من اجل ترميم سوق الصغير وحي القصبة العتيقين، وساحة التحرير. هذا في الوقت الذي يستغرب فيه الكثيرون من الاحتفال الكبير الذي أقيم بمناسبة مرور 1200 عام على تأسيس مدينة فاس فيما تعيش العديد من المواقع الأقدم تاريخيا، واقعا يمكن الاصطلاح عليه بالمغرب الأثري الغير النافع- على ما يظهر لوزارة الثقافة- الوصية على هذا القطاع.