يعود الملك محمد السادس، اليوم، إلى أرض الوطن بعد زيارة لافتة قام بها إلى تونس، زاوجت بين زيارة العمل الرسمية التي امتدت ثلاثة أيام بين 30 مايو وفاتح يونيو الجاري، وبين زيارة راحة واستجمام قضاها منذ ذلك الوقت إلى حدود اليوم في ربوع بلاد الياسمين. ويكاد يُجمع مراقبون على أن زيارة الملك محمد السادس لتونس كانت "استثنائية ومثيرة" بامتياز، بالنظر إلى المؤشرات والوقائع التي تضمنتها الزيارة الملكية لتونس بدعوة من الرئيس منصف المرزوقي، منها أنه أول زعيم عربي يزور تونس بعد الثورة التي أطاحت بنظام زين العابدين بن علي، ويلقي خطابا في المجلس التأسيسي البرلمان" التونسي. وشهدت الزيارة الحافلة للعاهل المغربي إلى تونس محاولة أطراف جزائرية التشويش على نتائجها منذ البداية، من خلال مقالات وعناوين صحفية تشكك في خلفيات زيارة الملك لتونس، واتهام المملكة بمحاولة عزل الجزائر إقليميا، وإعادة ترتيب أوراق التحالفات بالمنطقة المغاربية. وبلغ التشويش ذروته بأن راجت في مواقع إخبارية بأن حادثة دبلوماسية تمثلت في سوء تفاهم كبير حصل بين الملك محمد السادس والرئيس منصف المرزوقي، بسبب رؤية هذا الأخير لقضية الصحراء المغربية، وهو ما نفاه بشدة بلاغ للديوان الملكي في حينه، وقبله الناطق الرسمي بالرئاسة التونسية. وكانت لغة بلاغ الديوان الملكي حازمة في وصف جهات لم تعينها بالاسم، رغم أن التلميح كان موجها إلى الجزائر بالأساس، بكونهم أعداء التقارب بين الشعوب ومناوئي بناء الصرح المغاربي"، مبرزا أنهم "لن يشعروا بالارتياح لنجاح هذه الزيارة"، ومبديا أسفه من "هذا المستوى من الدناءة الذي نزلت إليه هذه الأطراف". ولعل أكثر ما لفت انتباه الكثيرين إلى زيارة الملك لتونس، طيلة مقامه الخاص هناك، جولاته العديدة إلى شوارع وأزقة وأسواق ومطاعم في تونس، دون أن يكون مصحوبا بحراسة أمنية مشددة، حيث شوهد بشكل غير مسبوق من قبل في صور جمعته بمواطنين توانسة" ومغاربة. وأثارت صور الملك محمد السادس وهو يجوب شوارع وأسواق وجوامع تونس إشادة وإعجاب الكثير من التونسيين، الذين أعربوا عن انبهارهم من "تواضع ملك وزعيم عربي يمشي في الشوارع بمفرده، أو برفقة نجله ولي العهد، واستجابته لمواطنين تونسيين طلبوا منه التوقف لالتقاط صور تذكارية. وبلغ إعجاب "التوانسة" بالعاهل المغربي إلى حد مطالبة بعضهم رؤساء وحكام تونس بالاقتداء بالملك، والتجول مثله في شوارع البلاد دون حراسة أمنية كثيفة، معتبرين ما قام به الملك بكونه دعم سياسي كبير من المغرب، وإشارة قوية إلى أن تونس تعيش الأمن والاستقرار، خاصة في خضم الظروف الصعبة التي تعيشها حاليا. وطالب ناشطون فايسبوكيين تونسيون ظرفاء أن يبقى الملك محمد السادس في بلدهم، حتى ينصبوه ملكا عليهم من فرط إعجابهم به، وبشخصيته وطريقته في التجاوب مع "توانسة"، فيما تغزلت مطربة تونسية معروفة بالعاهل المغربي، وأهدته أغنية تشيد بخصاله وتشكره على زيارته لتونس الخضراء.