سباق محموم بين الفنانين المصريين واللبنانيين حول ريادة الأغنية الدينية، وشركات الإنتاج الرابح الأكبر يبدو أن شهر رمضان المبارك بات مناسبة تجارية مربحة لشركات الإنتاج الفني على صعيد الدراما والأغنية، حتى أن بعض الفنانين بدأوا بركوب "موجة رمضان" من خلال تسجيل بعض الابتهالات "الكليبات الدينية" التي أثارت جدلا لدى البعض. وتؤكد صحيفة "الأخبار" اللبنانية أن تقديم الأغاني الدينية خلال رمضان ليس جديدا على الساحة العربية "لكن الجديد هذه المرّة هو إقبال شركات الإنتاج على إطلاق ألبومات وكليبات دينية". ولعل شركات الإنتاج أدركت "لعبة السوق" فبدأت بإنتاج ألبومات دينية حققت نجاحا كبيرا في ظل تدهور مبيعات الأغاني العاطفية، وهذا ما يفسره النجاح الكبير الذي حصده ألبوم "في حضرة الحبيب" للفنان اللبناني وائل جسار خلال النصف الأول من العام الحالي. ويؤكد موقع "مصراوي" أن بورصة سوق الكاسيت انتعشت بعد انطلاق مدفع رمضان وضخ شركات الإنتاج والمطربين لألبوماتهم الدينية "التي أعادت الأمل لسوق الكاسيت بعد فترة ركود طويلة بسبب المونديال وقصر الموسم الصيفي. واتجه العديد من المطربين في الفترة الأخيرة إلى تقديم هذا اللون الغنائي مدفوعين بالنجاح اللافت للمطرب البريطاني سامي يوسف الذي بدأ عصر "الأغنية الدينية الحديثة"، بالإضافة إلى سعي البعض للاستفادة من المد الديني والرغبة في كسب قطاع عريض من المستمعين. ويرى مراقبون أن الموسم الغنائي الرمضاني الحالي يشهد صراعا مصريا لبنانيا حول الأغاني الدينية، حيث قرر بعض المطربين تقديم ألبومات دينيه كاملة وخاصة بعد النجاح الكبير لألبوم وائل جسار، حيث يقدم الفنان هاني شاكر ورضا إضافة إلى وائل جسار 90 رباعية دينية من كلمات نبيل خلف، وألحان وليد سعد. وتدخل المطربة أنغام ماراثون الأغاني الدينية بألبوم غنائي كامل يحمل اسم "الحكاية محمدية" كلمات نبيل خلف، وألحان وليد سعد، ويتضمّن الألبوم 10 أغنيات، منها أغنية عن أم الرسول صلى الله عليه وسلم السيدة آمنة رضي الله عنها، وأغنية عن مرضعته السيدة حليمة السعدية ومربيته وزوجاته رضي الله عنهن. كما أصدرت شركة "أرابيكا ميوزيك" ألبوما دينيا يحمل اسم "رباعيات في حب الله" يشارك فيه العديد من النجوم العرب مثل هاني شاكر، حسين الجسمي، رضا، وائل جسار وآخرون. وأغنيات الألبوم عبارة عن أغنيات قصيرة لا تزيد مدتها عن دقيقة واحدة، كلمات نبيل خلف وألحان وليد سعد، وتبثّ على محطات الراديو وشاشة التليفزيون قبل وبعد أذاني المغرب والفجر. وبقول محمد عبد الرحمن (صاحب إحدى محال بيع الكاسيت) إنه حقق في السنوات الماضية أرباح كبيرة نتيجة الإقبال الشعبي الكبير على الأغاني الدينية، لافتا إلى أن الألبومات الدينية التي أطلقها العديد من المطربين أعادت الأمل لسوق الكاسيت بعد فترة ركود طويلة. ويضيف لموقع "دي برس" أن شهر رمضان المبارك غالبا ما يشهد كسادا في جميع الأنواع الغنائية المألوفة نتيجة انصراف الناس للعبادة "إلا أن الإقبال الكبير لهؤلاء الناس على الألبومات الدينية يعد الداعم الأساسي الذي ينقذ صناعة الكاسيت من الانهيار في ظل التردي والتراجع الغنائي وفشل العديد من المطربين". وقامت الفنانة التونسية لطيفة بتصوير مجموعة من الأدعية الدينية الجديدة ليتم عرضها على شاشة التلفزيون المصري خلال رمضان، في أول تجربة لها مع هذا اللون من الغناء. والأدعية من ألحان الموسيقار الكبير عمار الشريعي ومن كلمات الشاعر الكبير الراحل عبد الوهاب محمد الذي قدمت معه لطيفة مجموعة من أشهر أغنياتها العاطفية التي ساهمت في صنع نجوميتها في مصر والوطن العربي.