هو فنان عربي عاش حياة فنية متذبذبة، سطع نجمه عاليا في بداياته الفنية، ونافس جيل عمرو دياب، لكنه سرعان ما اختفى ولاحقته الشائعات،وهاهو اليوم يعود إلى الساحة من جديد، غير مكتف بالغناء فحسب، بل محاولا خوض غمار التمثيل من خلال مجموعة من الأعمال الدرامية، إنه الفنان السوري مجد القاسم، شقيق فيصل القاسم، الإعلامي بقناة الجزيرة للأخبار. ينشغل مجد حاليا بتحضير مجموعة من الأعمال الفنية، التي من المنتظر أن ترى النور قريبا، منها أدعية دينية سيصدرها في رمضان المقبل، وفيديو كليب جديد لأغنية "ضيعة مني"، باللهجة اللبنانية، صوره، أخيرا، في لبنان. عن جديده الفني، واعتزازه بالفن المغربي وبصداقاته مع فنانين مغاربة، من بينهم نعمان لحلو، وحياة الإدريسي، كان للفنان السوري مع "المغربية" الحوار التالي. ما جديدك الفني؟ قمت، الأسبوع الماضي، بتصوير أحدث كليباتي، الذي يحمل عنوان "ضيعة مني"، باللهجة اللبنانية، كتب كلماتها ولحنها وسام الأمير، وجرى تصويرها في بيروت، وهي أغنية "سينغل"، ستصدر قريبا ضمن شريط يضم مجموعة من النجوم اللبنانيين، من بينهم ربيع الأسمر، وليال عبود، وجود، ورانيا باسيل. كما أستعد لإصدار ألبوم ديني، بمناسبة حلول شهر رمضان الكريم، يضم مجموعة من الأدعية والأغاني الدينية، كتب كلماتها نبيل الفكهاني، وعبد المنعم طه، فيما لحنتها بنفسي، من بينها "أسماء الله الحسنى"، و"إصحى إنت في رمضان"، و"أنا في حماك يارب"، كما قمت بتصوير هذة الأدعية بطريقة الغرافيك والمناظر الطبيعية. كما أستعد لإصدار أحدث ألبوماتي الغنائية، خلال فترة عيد الفطر بإذن الله. إلى جانب هذه الأعمال الغنائية، أقوم حاليا بجولة فنية في عدد من الدول العربية، منها مهرجان "الأوبرا" بمدينة الإسكندرية المصرية، إلى جانب مهرجان "محكي القلعة"، فضلا عن سهرات أخرى بكل من سوريا، والأردن، فضلا عن التحضير لجولة فنية مع الجاليات العربية المقيمة في الولاياتالمتحدة الأميركية، شهر أكتوبر المقبل. كيف تقيم مستوى الساحة الفنية المغربية؟ لاشك أن الفن المغربي من الفنون الراقية والعريقة في الوطن العربي، والمغرب بلد غني جدا بالأصوات الأصيلة والجميلة على مر التاريخ، فهي أنجبت لنا أحلى وأعذب الأصوات، من قبيل عبد الوهاب الدكالي، وسميرة سعيد، وحياة الإدريسي، وعبدو الشريف، وجنات مهيد، وعبد الفتاح الجريني، وليلى غفران، وغيرهم، لأنني أخاف أن أنسى أحدا، كون الساحة الغنائية المغربية مليئة بأسماء تستحق كل التقدير والاحترام. لكن مقابل ذلك، أرى أن الأغنية المغربية ينقصها الانتشار إعلاميا أكثر مما هي عليه حاليا على مستوى الدول العربية. هل لديك علاقات مع بعض الفنانين المغاربة؟ طبعا لدي أصدقاء من الفنانين المغاربة، وأحرص على لقائهم عندما أزور المغرب، مثل الفنان نعمان لحلو، والفنانة حياة الإدريسي، والفنانة حياة المغربية. ألا تفكر في أداء أغنية مغربية أو تقديم ديو مع فنان مغربي؟ قمت بالفعل بغناء أغنية "مقصر بحقك" وهي من اللون المغاربي في ألبومي السابق، كما قدمت قبل ثلاث سنوات أغنية "ديو" بعنوان "بنسى الدنيا" مع الفنانة حياة المغربية، وهو عمل حقق نجاحا على مستوى الإذاعات العربية، كما احتل مراتب متقدمة ضمن سباقات الأغاني، وهو "ديو" رومانسي من ألحاني، وصورته بطريقة "السينما كليب"، رفقة المخرج السينمائي مازن الجبلي. لماذا نراك غائبا عن حضور المهرجانات والتظاهرات الفنية التي تنعقد في المغرب؟ السبب الرئيسي في ذلك يرجع إلى تقصير مني في السعي وراء المشاركة في هذه التظاهرات الفنية المهمة، وأنا فعلا أشتغل هذه الأيام على التخطيط لمجموعة من المشاركات في عدد من المناسبات بأرض المغرب. إجمالا كيف تقيم الساحة الفنية العربية في الوقت الحالي؟ في رأيي أن الساحة الغنائية أصبحت مليئة بالعديد من الأشخاص الدخلاء على الفن، ولا يمتون للفن بصلة، ولا نغفل وجود القليل من الأصوات الجيدة، التي أثبتت وجودها على الساحة، في الوقت الذي يبقى للجمهور الوعي الكافي للتمييز بين الجيد والرديء، وفي النهاية لا يصح إلا الصحيح. لماذا لم تنضم لإحدى شركات الإنتاج، في الوقت الذي بات العديد من الفنانين يفضلون ذلك للبحث عن الشهرة؟ أنا والحمد لله حققت شهرة ولدي جمهوري في جميع أنحاء الوطن العربي، أما بالنسبة لموضوع شركات الإنتاج، فلم يعد هناك شيء يدعى شركات إنتاج، وذلك يرجع إلى قرصنة الأنترنت، فأين المنتج، الذي يغامر بالملايين لإنتاج ألبوم وبعد لحظة يعرض على الأنترنت؟ فعدد من هذه الشركات أعلنت إفلاسها، كما أن الموجود حاليا هي شركات الاحتكار، فهي تختار المطربين المطلوبين في الحفلات من أجل الحصول على نسبة من هذا العائد، فأنا أنتج لنفسي، منذ سنين وصورت معظم كليباتي على حسابي الخاص، كما أنني عانيت السنة الماضية من شركات الإنتاج، من خلال اقتسامي معها عائداتي بأكثر من 50 في المائة من العائد الإجمالي. ما هي الأسباب الكامنة وراء اختفائك عن الساحة الفنية في الفترة الماضية؟ أبدا، بالعكس، أين هذا الاختفاء؟ أنا موجود دائما في الساحة الغنائية، وبقوة الحمد لله، أصدرت السنة الماضية ألبوم "إهمالك ليا"، وحقق نجاحا كبيرا على المستوى الجماهيري، وجرى تحميل آلاف النسخ على شبكة الأنترنت، كما حصلت على مجموعة من التكريمات من جامعات مصرية، كان آخرها تكريمي في جامعة "طيبة"، كأفضل مطرب عربي، برسم سنة 2009، وأيضا تكريمي في الأردن، ضمن مهرجان "غوردن أوورد"، إلى جانب ظهوري في العديد من البرامج التلفزيونية المهمة، بينما تتناقل وسائل الإعلام العربية مختلف أخباري، كما تبث مجموعة من أعمالي على شاشات القنوات الفضائية. بعيدا عن الفن، العديد يفسر مغادرتك بلدك الأصلي سوريا، في اتجاه مصر، بأنها نابعة من تداخل المجالين السياسي والفني في ما بينهما، ما ردك على ذلك؟ لا لا لا، هذا كلام غير صحيح أبدا، دخولي إلى مصر نابع من القولة الشهيرة في الوطن العربي "مصر أم الدنيا"، كما أنها "هوليوود الشرق"، وأي فنان عربي يسعى إلى تحقيق شهرة واسعة، تبقى مصر مرحلة مهمة في حياته، لأن مصر حلم أي فنان يود تحقيق شهرته، فهي قبلة الفن والفنانين. في بداياتي الفنية، نصحني الفنان القدير الراحل، سيد مكاوي، بالمجيء إلى مصر، وكانت انطلاقتي الفنية من هناك منذ ذلك الوقت. أما بالنسبة إلي فمصر وسوريا، يمثلان لي بلدا عربيا واحدا، نظرا لحجم العلاقات الأخوية التي تجمع بينهما، ومدى ارتباط عاداتهما وتقاليدهما. كيف هي علاقاتك بشقيقك المذيع في قناة الجزيرة فيصل القاسم؟ (يضحك ويجيب باللهجة المصرية)... زي الفل، فهو أخي الأكبر، وحبيبي، وشقيقي. هناك مجموعة من الأخبار التي تتداول، تهم أنك على أهبة تقديم برنامج تلفزيوني، ما مدى صحة هذا الخبر؟ فعلا، عرضت علي إحدى القنوات العربية مشروعا لتقديم برنامج تلفزيوني من طبيعة "توك شو" (البرامج الكبرى) لاختيار المواهب الشابة، لكن مازلت في مرحلة التفكير بالعرض، إما بالقبول أو الاعتذار عنه. عودة إلى المجال الفني، كان الفنان المصري أحمد شاكر أعلن، في وقت سابق، أنه سيجسد دور البطولة في مسلسل يحكي حياة الفنان الراحل فريد الأطرش، قبل أن تعلن أنك أنت من سيجسد هذا الدور، ما تعليقك على ذلك؟ أود أن أفسر لك أنني سبق وأعلنت عن موضوع مسلسل "الربيع" عن حياة الموسيقار الراحل فريد الأطرش منذ أكثر من 9 سنوات، حيث كانت الفكرة هي إنتاج فيلم سنيمائي، والسيناريو والحوار كان آنذاك للسيناريست رفيق الصبان، قبل أن نرى أن الفيلم السينمائي ستكون مدتة ساعتين، لكنها غير كافية لسرد قصة فنان رائع مثل هذا العملاق العربي بأعماله. لتأتي فكرة تحويلها إلى مسلسل تلفزيوني، وأعلنت أنا وقتها في أكثر من برنامج تلفزيوني أنني سأقوم بدور بطولته، فوسائل الإعلام تشهد على ذلك. وسبق أن أديت دور فريد الأطرش في الإذاعة، على أمواج محطة "صوت العرب" خلال سنة 2007، قبل أن يجسد أحمد شاكر دور فريد في مسلسل "أسمهان" سنة 2008، وكان تجسيدي لدور فريد ضمن أحداث مسلسل "أميرة الحب والحرب" أمام النجمة رغدة، والعديد من النجوم اشتركوا في هذا العمل مثل سمير صبري، عايدة عبد العزيز، وغسان مطر، وأركان فؤاد، وغيرهم، ونال هذا العمل الجائزة الذهبية في مهرجان الاعلام العربي، بالقاهرة، علما بأن التمثيل الإذاعي أصعب في الإقناع من التمثيل التلفزيوني، لأنه من خلال الصوت فقط تصل الصورة إلى المتلقي. أيضا، كان عرض علي المنتج السوري، فراس إبراهيم، دور فريد الأطرش في مسلسل "أسمهان" قبل أن يعرضه على أحمد شاكر، وأنا رفضت، والسبب وراء ذلك، هو أنني أفضل أن أقوم بالدور في مسلسل يحكي السيرة الذاتية لفريد الأطرش، وليس أسمهان، وسبب رفضي أيضا، هو أنني عندما قرأت السيناريو وجدت دور فريد الأطرش صغيرا مقارنة مع الأدوار الأخرى. كما أن هناك حاليا جهة إنتاج أسترالية – لبنانية مشتركة، رصدت ميزانية حوالي 35 مليون جنيه مصري، لإنتاج العمل لما تتضمنه القصة من أحداث غنية تحتاج لميزانية ضخمة في الديكورات، والملابس، والتصوير الخارجي، واختياري لهذا الدور جاء لأنني أقرب إلى فريد في الشبه والتركيب الفيزيائي، ثم إننا من بلدة واحدة وهي منطقة "السويداء"، فضلا عن إجادتي للعزف على العود والغناء، مع كل احترامي أنا الأحق بهذا الدور بكل المقاييس، والسير الذاتية ليست حكرا على أحد فكل فنان له طريقته الخاصة في الأداء والبقاء في النهاية للأصلح. ما المكانة التي تحتلها الأنشطة الإنسانية والاجتماعية في حياتك الفنية؟ تحتل مكانة كبيرة طبعا، فأنا أشارك كل عام بمهرجان اليتيم العربي، وأناشد كل الفنانين العرب للمشاركة في هذا المهرجان لإسعاد الطفل اليتيم، وقمت، أخيرا، بإحياء حفل جمعية "أحباء مصر"، متنازلا عن أجري كاملا وكان دخل الحفل مخصصا لأجل المرأة المعيلة. كلمة للجمهور المغربي؟ أحبكم ولكم كل التقدير والاحترام، فأنتم جمهور راق ومتذوق للفن الأصيل وانتظروا ألبومي القادم وأعمالي القادمة، فلكم مني كل الحب والتحية.