ترامب يهدد بمحاولة استعادة قناة بنما    هيئة المعلومات المالية تحقق في شبهات تبييض أموال بعقارات شمال المغرب    المغرب يخطط لإطلاق منتجات غذائية مبتكرة تحتوي على مستخلصات القنب الهندي: الشوكولاتة والدقيق والقهوة قريبًا في الأسواق    تشييع جثمان الفنان محمد الخلفي بمقبرة الشهداء بالدار البيضاء    فريق الجيش يفوز على حسنية أكادير    شرطة بني مكادة توقف مروج مخدرات بحوزته 308 أقراص مهلوسة وكوكايين    دياز يساهم في تخطي الريال لإشبيلية    فرنسا تسحب التمور الجزائرية من أسواقها بسبب احتوائها على مواد كيميائية مسرطنة    المغرب يوجه رسالة حاسمة لأطرف ليبية موالية للعالم الآخر.. موقفنا صارم ضد المشاريع الإقليمية المشبوهة    المغرب يحقق قفزة نوعية في تصنيف جودة الطرق.. ويرتقي للمرتبة 16 عالميًا    حفيظ عبد الصادق: لاعبو الرجاء غاضبين بسبب سوء النتائج – فيديو-    وزارة الثقافة والتواصل والشباب تكشف عن حصيلة المعرض الدولي لكتاب الطفل    فاس.. تتويج الفيلم القصير "الأيام الرمادية" بالجائزة الكبرى لمهرجان أيام فاس للتواصل السينمائي    التقدم والاشتراكية يطالب الحكومة بالكشف عن مَبالغُ الدعم المباشر لتفادي انتظاراتٍ تنتهي بخيْباتِ الأمل    مسلمون ومسيحيون ويهود يلتئمون بالدر البيضاء للاحتفاء بقيم السلام والتعايش المشترك    الرجاء يطوي صفحة سابينتو والعامري يقفز من سفينة المغرب التطواني    العداء سفيان ‬البقالي ينافس في إسبانيا    جلالة الملك يستقبل الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني    بلينكن يشيد أمام مجلس الأمن بالشراكة مع المغرب في مجال الذكاء الاصطناعي    وقفة أمام البرلمان تحذر من تغلغل الصهاينة في المنظومة الصحية وتطالب بإسقاط التطبيع    الولايات المتحدة تعزز شراكتها العسكرية مع المغرب في صفقة بقيمة 170 مليون دولار!    الجزائر تسعى إلى عرقلة المصالحة الليبية بعد نجاح مشاورات بوزنيقة    انخفاض طفيف في أسعار الغازوال واستقرار البنزين بالمغرب    رسالة تهنئة من الملك محمد السادس إلى رئيس المجلس الرئاسي الليبي بمناسبة يوم الاستقلال: تأكيد على عمق العلاقات الأخوية بين المغرب وليبيا    مباراة نهضة الزمامرة والوداد بدون حضور جماهيري    رحيل الفنان محمد الخلفي بعد حياة فنية حافلة بالعطاء والغبن    لقاء مع القاص محمد اكويندي بكلية الآداب بن مسيك    لقاء بطنجة يستضيف الكاتب والناقد المسرحي رضوان احدادو    بسبب فيروسات خطيرة.. السلطات الروسية تمنع دخول شحنة طماطم مغربية    غزة تباد: استشهاد 45259 فلسطينيا في حرب الإبادة الإسرائيلية على غزة منذ 7 أكتوبر 2023    مقاييس الأمطار المسجلة بالمغرب خلال ال24 ساعة الماضية    ندوة علمية بالرباط تناقش حلولا مبتكرة للتكيف مع التغيرات المناخية بمشاركة خبراء دوليين    الرباط.. مؤتمر الأممية الاشتراكية يناقش موضوع التغيرات المناخية وخطورتها على البشرية    البنك الدولي يولي اهتماما بالغا للقطاع الفلاحي بالمغرب    ألمانيا: دوافع منفذ عملية الدهس بمدينة ماجدبورغ لازالت ضبابية.    بنعبد الله: نرفض أي مساومة أو تهاون في الدفاع عن وحدة المغرب الترابية    تفاصيل المؤتمر الوطني السادس للعصبة المغربية للتربية الأساسية ومحاربة الأمية    أكادير: لقاء تحسيسي حول ترشيد استهلاك المياه لفائدة التلاميذ    استمرار الاجواء الباردة بمنطقة الريف    خبير أمريكي يحذر من خطورة سماع دقات القلب أثناء وضع الأذن على الوسادة    حملة توقف 40 شخصا بجهة الشرق    "اليونيسكو" تستفسر عن تأخر مشروع "جاهزية التسونامي" في الجديدة    ندوة تسائل تطورات واتجاهات الرواية والنقد الأدبي المعاصر    استيراد اللحوم الحمراء سبب زيارة وفد الاتحاد العام للمقاولات والمهن لإسبانيا    ارتفاع حصيلة ضحايا الحرب في قطاع غزة إلى 45259 قتيلا    القافلة الوطنية رياضة بدون منشطات تحط الرحال بسيدي قاسم    سمية زيوزيو جميلة عارضات الأزياء تشارك ببلجيكا في تنظيم أكبر الحفلات وفي حفل كعارضة أزياء    لأول مرة بالناظور والجهة.. مركز الدكتور وعليت يحدث ثورة علاجية في أورام الغدة الدرقية وأمراض الغدد    وفاة الممثل محمد الخلفي عن 87 عاما    دواء مضاد للوزن الزائد يعالج انقطاع التنفس أثناء النوم    المديرية العامة للضرائب تنشر مذكرة تلخيصية بشأن التدابير الجبائية لقانون المالية 2025    أخطاء كنجهلوها..سلامة الأطفال والرضع أثناء نومهم في مقاعد السيارات (فيديو)    "بوحمرون" يخطف طفلة جديدة بشفشاون    للطغيان وجه واحد بين الدولة و المدينة و الإدارة …فهل من معتبر …؟!!! (الجزء الأول)    حماية الحياة في الإسلام تحريم الوأد والإجهاض والقتل بجميع أشكاله    عبادي: المغرب ليس بمنأى عن الكوارث التي تعصف بالأمة    توفيق بوعشرين يكتب.. "رواية جديدة لأحمد التوفيق: المغرب بلد علماني"    توفيق بوعشرين يكتب: "رواية" جديدة لأحمد التوفيق.. المغرب بلد علماني    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



السعار الجنسي الملتهب في المغرب
نشر في هسبريس يوم 10 - 08 - 2010


- طابو أخضر ! زنا المحارم..المنعرج الخطير
- اهتمام هيامي سخي للمغاربة بالجنس .. دراسةٌ للحيثيات
قال صلى الله عليه وسلم : ( إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق)
"يجب أن نعمل لتنهار الأخلاق في كل مكان فتسهل سيطرتنا.إن فرويد منا، وسيظل يعرض العلاقات الجنسية في ضوء الشمس لكي لا يبقى في نظر الشباب شيء مقدس ،ويصبح همه الأكبر هو إرواء غرائزه الجنسية ، وعندئذ تنهار أخلاقه"..."لقد رتبنا نجاح دارون وماركس ونتشه بالترويج لآراءهم. وإن الأثر الهدام للأخلاق الذي تنشئه علومهم في الفكر الغير اليهودي واضح لنا بكل تأكيد" (برتكولات حكماء صهيون).. ونذكر في هذا الصدد تعمد إسرائيل رفع قمر يروج للمواد الإباحية طمعا في أن يتمكن الفلسطينيون من مشاهدته دون صحن أو مستقبل ! والكم الهائل من القنوات الإباحية والأفلام والمواقع على الإنترنت التي يعتبر العرب أوائل مدمنيها دون عناء مادي !
إن الثورة الجنسية منذ القرن العشرين المرتبطة بتحولات فلسفية وأخلاقية دينية واقتصادية فتحت "آفاق" ركوب المغامرات وخرق الطابوهات وكسر "أغلال" الدين والأخلاق والتقاليد ،علاقة الذكر والأنثى بادت عادية ومألوفة والمغامرة ستكون بتحريف المسار الجنسي ، ذكر مع ذكر وأنثى مع أنثى وزنا المحارم ! تلك "هدية" العلمانية الشاملة المؤسسة على أصولية إلحادية إلى بني البشر في زمن اهتزت فيه الأركان والثوابت والأصول !
في ألمانيا تعالت أصوات ترفض تجريم زنا المحارم لأنه من بقايا "العصور الوسطى" إثر إنجاب ألماني من شقيقته عن رضا تام وأصوات مضادة تعتبر ذلك خطرا محدقا بالمجتمع، وفي المغرب عرفنا حادثة الشاب الذي احتجز أخته لمدة سنتين وأنجب منها اغتصابا والأب الذي كان يختلي بابنته ذات التسع سنوات وحالة أخرى مشابهة كان الأب فيها أيضا يمارس الجنس مع ابنته طيلة أربع سنوات بعد أن اغتصبها منذ تسع وأجبرها على تناول حبوب منع الحمل والأب الذي مارس وحشيته على ابنته لمدة 3 سنوات إلى أن حملت منه فأجهضها ولم تعلم الأم بالخبر إلا قبيل عيد الفطر لعام 2009 ...وما خفي عنا ! لننتظر بعد هذا بعض "العلمانيين الحداثيين" يطالبون برفض تجريم زنا المحارم لأن ذلك نتيجة طبيعية للإنفصال عن دين "مرت عليه 14 قرنا" بعد أن سمعنا مطالب المثليين والسحاقيات لم الخوف مادام دين الله "عبثا وغباء" بتعبير فرويد فيما يخص ما خلقته "القوى النفسية اللاشعورية" لدى البدائيين !، وفي العالم العربي سعار زنا المحارم لا تمنع محدوديته من أن تشكل أكبر خطر يهدد بنية المجتمع يدل على هذا دراسة قام بها أحمد المجدوب عن زنا المحارم في مصر ووجود منتديات عربية على الشبكة تروج لزنا المحارم أمام الصمت الرهيب أو الغفلة والشرود للحكومات ! هذه هي "الحداثة والتنوير" والنموذج المعياري الغربي بتشريعاته الجنائية اللطيفة الذي قال مستوردوه علينا أن نتبع الغرب "بحلوه ومره" كما قال طه حسين ! حفيظ المسكاوي
) فحياة المدينة تفضي إلى كل مثبط عن الزواج ، في الوقت الذي تقدم فيه إلى الناس كل باعث على الصلة الجنسية وكل سبيل يسهل أداءها. ولكن النمو الجنسي يتم مبكرا عما كان قبل ، كأن يتأخر النمو الإقتصادي. فإذا كان قمع الرغبة شيئا عمليا ومعقولا في ظل النظام الإقتصادي الزراعي، فإنه الآن يبدو أمرا عسيرا أو غير طبيعي في حضارة صناعية أجلت الزواج حتى بالنسبة للرجال، حتى لقد يصل إلى سن الثلاثين . ولا مفر من أن يأخذ الجسم في الثورة ، وأن تضعف القوة على ضبط النفس عما كان في الزمن القديم . وتصبح العفة التي كانت فضيلة موضعا للسخرية ويختفي الحياء الذي كان يضفي على الجمال جمالا ، ويفاخر الرجال بتعداد خطاياهم ، وتطالب النساء بحقهن في مغامرات غير محدودة على قدم المساواة مع الرجال. ويصبح الإتصال قبل الزواج أمرا مألوفا ، وتختفي البغايا من الشارع بمنافسة الهاويات لا برقابة البوليس. لقد تمزقت أوصال قانون الأخلاق الزراعي، ولم يعد العالم المدني يحكم به ) (William James Durant الفيلسوف والمؤرخ الأمريكي في كتابه: مباهج الفلسفة: The Pleasures of Philosophy)
قد يتذمر البعض من مثل هذه الموضوعات التي نتجنب طرحها بابتذال وهذا التذمر إما أن يكون نفاقا وإما أن يكون نتيجة انعزال وعدم البصر بخطورتها، إن مسألة الجنس بنيوية تكشف عن علاقات متبادلة بين العناصر الأساسية المكونة لبنية المجتمع وعلاقاته..ظل موضوع الجنس طابو لا يناقشه أحد إلا في إطار العلاقات الزوجية، ونحن اليوم في مجتمع يشهد أزمة زواج مع ارتفاع السعار الجنسي وحتى وإن وجد الزواج فهو متأثر بالنظرة المادية للمنهج العلماني الحاكم حتى غدا مجرد عقد مدني كالبيع والشراء لا ميثاقا غليظا فلا غرو أن يكون مهددا بالفسخ متى كانت سلعة الزوجة كاسدة أصابتها الإنكماشات أو متى عجز الزوج عن تلبية المتطلبات ومنها متطلبات الصيانة ! وأدى إهمال هذه المسألة من قبل من يفترض فيهم تربية المجتمع بسبب تسيسهم المعلمن وغض الطرف عنها من قبل أصحاب المصالح وسدنة الفجور وتستر "العلماء" الموظفين "علماء السوء" وأهل الخيانة الثقافية "المثقفون" إلى تدمير البنية الأخلاقية للمجتمع مما انعكس سلبا على العلاقات الأسرية والإجتماعية..الزوجة صدأت كما يصدأ الحديد لوجود أجسام مصقولة في المجتمع تعلن عهرها بثمن أو تخفيه أو تمارسه هواية، حقا بدأت العاهرات يختفين بسبب منافسة الهاويات ! الأسرة والزواج والمجتمع عبث لا يطاق وعذاب وذلك هو الإنعكاس الأخطر للمواقع الإباحية والجنس الأخضر على شخصية الفرد بحيث تشكل شخصية رخوية غير قادرة على التجاوز تهرب من المسؤولية ومن مشاركة المجتمع همومه أو تقديم أي تضحية في سبيل إزاحة القهر الذي يرزح الناس تحته حقا هؤلاء يرفعون شعار:(آية) (إذهب وربك فقاتلا إنا هاهنا قاعدون)!
إن المغاربة والعرب عموما يهتمون بالجنس خارج أي منظومة ويؤكد هذا الأمر الإحصائيات المهولة لارتياد المواقع الإباحية والمراتب الأولى التي يحتلها المغرب وأشقائه حتى يمكن معه القول إن العرب هم الذين روجوا لهذه المواقع أكثر من غيرهم. فمثلا نجد الموقع الإلكتروني الشهير alexa لترتيب المواقع على الشبكة يضع العرب في المراتب الست الأولى بالنسبة لارتياد ثالث أكثر الموقع الإباحية تصفحا في العالم والمغرب يحتل المرتبة الثانية بعد العراق وتأتي إسرائيل بعد الدول الست على التوالي كما تشير الصورة أعلاه! وهذا الموقع ضمن أكثر المواقع المفضلة لدى المغاربة وتأتي "هسبريس" بعده مباشرة، فهو يحتل المرتبة 15 في حين يحتل الرتبة 55 لدى الإسرائيليين والرتبة 104 لدى الأمريكيين و 128 لدى الفرنسيين 491 لدى اليابانيين - ومن المحتمل جدا أن يكون العرب في هذه الدول هم من يرتاد هذا الموقع الإباحي بشكل ماحق وأقحموه ضمن الترتيب لأن أخبارهم هناك لا تفرح أحدا - فلك أن تقارن بين الرتبة 15 وهذه الرتب إنها لكارثة عظمى يتمنى المرء معها أن تخسف به الأرض قبل أن يسمع ! أما بالنسبة لموسوعة ويكيبيديا فلم تدخل أي دولة عربية للترتيب في حين يعتبر الأمريكيون أوائل زوارها وتحتل الرتبة 11 لدى الإيرانيين الذين خلا ترتيبهم من أي موقع إباحي ! وتأتي مواقع إباحية أخرى في قائمة اهتمامات المغاربة في حين تتوزع بقية المواقع على التسلية والترفيه ومواقع التحميل downloads وتحتل المواقع الإخبارية الرتب المتأخرة باستثناء "هسبريس" ولا وجود لموسوعة ويكيبيديا ! هذه الملاحظات وغيرها إنما تعني أن المغاربة خاصة والعرب عموما هم من أكثر الكائنات الإباحية على وجه الأرض كما قلت من قبل والطامة أن المتعلمين والجامعيين هم أيضا من عشاقها ومدمنيها ما ينعكس على أدائهم وإدراكهم وفهمهم ! ويعطي الموقع الإحصائي إلفئات العمرية المرتادة للموقع الإباحي ذاك في المغرب إذ تتوزع ما بين 18-24 و65 ويكاد يتساوى المتعلمون وغير المتعلمين في ذلك ما يطرح إشكالية تأهيل المنظومة التربوية للمتعلم وبغض النظر عن هذه الإحصائيات فثمة واقع شاهد ! والمسؤولية لا تقع على هؤلاء وحدهم بل تقع أولا على من وفر لهم المناخ العفن وأفرز واقعا موبوءا أرغم الناس على إتيان الحرام، أهل الفجور الذين أعجزوا الناس عن ردعهم لأنهم هم من شكل الناس!
تعتبر بعض الحوائط في المغرب – منها حيطان المؤسسات التعليمية- وكذا بعض صفحات الأنترنت على البلوكات blogs وغرف المحادثات والتعليقات البذيئة في الفايس بوك وغيره إضافة لما أشرت إليه موثقة للتدني التربوي الذي وصل إليه الجيل الناشئ وتأكيدا لترديه الأخلاقي بما تأثر به من البرامج الإباحية لوسائل الإعلام والإتصال وهنا مكمن الخطورة والقصور للمنظومة التربوية التي تنادي بغرس القيم الدينية والوطنية في نفوس النشء لكن لم تحضر لهم سوى الطباشير ودفاتر 24 بينما الوسائط المتعددة والتكنولوجيا الحديثة الغير المراقبة - والتي تنفث سموما قاتلة اهتزت معها كل الأركان والثوابت الإنسانية منها الثوابت الأسرية نفسها تنخر عقل هذا الجيل وتنتن قلبه وتعفن روحه ليتخرج شخصية رخوية وريشة في مهب رياح الماكرين تبحث عن ذاتها في التوقح والتمرد على كل شيء لا معنى عندها لحرام أو لطابوهات ولا محل لديها للعقد والتصورات المكبوتة!.. لم يتلقوا تربية من أسرة يعيش أعضاؤها وحدات منفصلة، أب معسر ينعزل بهمومه تتعاون زوجته مع الزمان عليه وأب باذخ مترف يبحث عن الجديد في سوق الشهوة،أو من أمهاتهم العاملات أوالموظفات أو أمهات فارغات متصابيات مشغولات عنهم بالمسلسلات والغيبة والمباذل وربما بالخيانة! لنتأمل قول "ألكسس كاريل" في كتابه (الإنسان ذلك المجهول) :" ولقد ارتكب المجتمع العصري غلطة جسيمة باستبداله تدريب الأسرة بالمدرسة استبدالا تاما. ولهذا تترك الأمهات أطفالهن لدور الحضانة، حتى يستطعن الإنصراف إلى أعمالهن ، أو مطامعهن الإجتماعية، أو مباذلهن، أو هوايتهن الأدبية أو الفنية، أو للعب البريدج ، أو ارتياد دور السينما. وهكذا يضيعن أوقاتهن في الكسل.إنهن مسؤولات عن اختفاء وحدة الأسرة واجتماعها التي يتصل فيها الطفل بالكبار، فيتعلم عنهم أمورا كثيرة..." هكذا ينطبق قول كاريل على الأمهات المغربيات اللواتي انصرفن عن تربية أطفالهن ومتابعتهم ولكن للأسف لا يتركنهم في الحضانات بل في براثن الشوارع وفضاءات الأنترنت والميلتي ميديا حتى بكرت لديهم الرغبة الجنسية قبل أوانها، وهي حقا جريمة إهمال الأسرة غبش عليها القانون الجنائي إذ لا يكملها إلا بركنها القانوني بمغادرة بيت الأسرة بما يزيد على الشهرين دون موجب قاهر..بلا مقياس ولا معيارية بل يرى أصحابه المعيارية في النموذج الوضعي! والأخلاق هي المقياس والقانون الوضعي "تلمود" العلمانية التي سرقت الأخلاق - أعني أخلاق السطح - من معينها الأصلي،الدين، وعلمنتها وأفرغتها من قصدها ليس بوسعه أن يصفو من الأضرار والأهواء فهو ليس مطلقا – إن الإستغلال يقع على القانون نفسه، لنقترح مسألة تيسير الزنا لغرض قانوني : يكون من حق أحد الأزواج أن يطلب الطلاق إذا ارتكب الآخر جريمة الزنا ماذا لو رغبت الزوجة في التطليق للضرر؟ ستلجأ للإيقاع بزوجها في الجريمة متلبسا بكل يسر والقانون لا يجيز المتابعة إلا بناء على شكواها..ثغرات في القانون يستفيد منها القضاء والمحامون!- والضحية في الأخير هو الطفل الذي حطمت أبعاد شخصيته وهو بالكاد استبدل أسنانه اللبنية والذي توظفه الأم في حربها ضد الزوج الأب !
سمعت أحد الأصدقاء المدرسين يخبرني عن تلميذة في الثانية ابتدائي ترسل رسالة غرام لزميل لها وتدعوه للزواج ! ولو تمت الزيجة لدخل المغرب "قياسية" وشهرة أخرى كما دخلها في ضرب المثل في الإباحية وتجارة الرقيق الأبيض وزنا الجثث والشذوذ نهار رمضان – مثلا : الجثة التي استخرجها شبان بسلا ليمارسوا عليها الجنس، والشاذان في فاس نهار رمضان الفائت هذه فكرة تعبر بجلاء عما قلته من ألا محل للطابوهات لدى شخصية أفرزتها مرجعية ذاتية رسختها العلمانية المتوحشة التي استغلت الدين ولم تفعل قيمه التي تشكل عنصرا من معادلة لا تقبل التجزئ !- وأمور أخرى يفتخر بها "التنويريون" الذين جعلوا من العاهرات "نجمات" و "عاملات" ذاع صيتهن في كل بقاع العالم حتى قرن المتفحشون العهرَ بالجنسية المغربية للنساء لأن المغرب يصدر المؤخرات أكثر مما يصدر العقول ! دعاة فصل الأخلاق الدينية عن الحياة وعن الجنس كما دعا "سلفهم الصالح" "دوركايم" و"فرويد" صاحب "عقدة أوديب" و طابو المحارم،التي ألهمت "أدبيات بورنوغرافية" تصرف زنا المحارم في "فنها السابع"وفي كتبها ومجلاتها غايتها الربح بالخروج عن المألوف لأن العلاقات "العادية" تمارس واقعا فإيذاعها لن يثير الإهتمام لن يجلب ربحا فلابد من الخروج عن المعتاد وركب المغامرة ولك أن تتصور إنعكاس ذلك على من يشاهدها وهي أقرب منه لاشك سيصبح الأمر طبيعيا مرده في الأخير إلى المرجعية المادية الذاتية لا إلى مرجعية متجاوزة تربى عليها وتعلمها وعاش جماليتها، إن مدمن الإباحية هو عرضة لمقولة منتج إباحي لمجلة أمريكية : " نحن لا نرضي الأذواق بل نخلقها"، وهي نتيجة متوقعة لفصل الجنس عن الأخلاق الدينية واعتباره مسألة بيولوجية محضة، والخطير في الأمر أن هذا التيار يسعى للإنتشار مستفيدا من الأنترنت وهو نتيجة للثورة الجنسية المتفجرة التي عرفت منذ القرن العشرين تحت شعار "يمنع المنع" والأمر كله مرتبط بالتحولات الأخلاقية والفلسفية والدينية والإقتصادية التي عرفتها المرحلة، إن زنا المحارم هو مغامرة في نظرهم ينبغي خوضها ولتكسر الأخلاق وليخرق الدين! وفي المنتوجات الإباحية يكثر استعمال كلمة "طابوtabou" وأول من استعملها في نظرنا هو فرويد وأخذها من البولينيزيين وعسرت عليه ترجمتها وهي تحمل معنى الحرام والمحظور والمقدس، والحرام المقدس، والحرام المدنس، لاشك أنه في ظل الإنفصال عن الله والأخلاق الدينية أو الإنفصال عن "قوة الجن والعفاريت" نظير الآلهة عند فرويد ، والكل عنده من مخلوقات (القوى النفسية اللاشعورية) للإنسان !،و التي عزا لها "فونت" الخوف من خرق الحرام سيكون خرق الطابو أمرا مثيرا للإهتمام فتأمل ! كلمات تنم عن السعار الجنسي وعناوين مواقع إباحية مكتوبة على الحيطان ورسومات للأعضاء التناسلية التي تنال اهتماما سخيا وصور...! ناهيك عن التردي الأخلاقي والتحلل حتى شهدنا عصابات من الأطفال يهاجمون البيوت يكسرون نوافذها وأبوابها ويضعون الأحجار على الطرقات لتنقلب العربات، عصابات في الملاعب، عصابات المخدرات وإرهاب الناس بالأسلحة البيضاء، أطفال يسرقون ويهربون وشباب يزوغ من دفع أجرة تذكرة، تلميذات حاميات يرددن ببذاء : " إذا كان قضيبك كبيرا فاتصل بي على الرقم..."، يلقين كلاما بذيئا على شبان ورجال... شكلا من أشكال التعبير ! إسأل عن الجالية المغربية في الخارج، إنهم مضرب المثل في خرق القوانين والنظام الإجتماعي هناك حتى أصبحت كلمة Marocchino في إيطاليا نعتا احتقاريا غير مرتبط بالجنسية يطلق على كل من أتى فعلا مشينا وإن لم يكن مغربيا ! ليست هذه المقالة متسعة بما يكفي لنشير إلى دلائل ارتباط الجريمة وسوء الأخلاق وتردي الأذواق بالإباحية والسعار الجنسي وفورانه في هذا البلد.ليس غرضنا التنكيل ولا التشهير ولكن..إلى أين نسير ؟ ما حال رجال المستقبل ونساءه ؟
ليست مسألة اللباس العاري الذي ترتديه غالبية الفتيات المتعلمات والموظفات وحتى بعض النساء المتزوجات في بلدنا بلد "الحريات" مسألة عفوية ، فاللباس هو شكل من أشكال التعبير عن سلوك معين خصوصا أن المرأة لم تعد تستحيي من منطقتها التناسلية البارزة من لباسها والداكنة في سروالها – بل الرجل هو الذي أصبح يستحي وإلا فمن حقه هو الآخر أن يرتدي قميصا وسروالا دون كيلوت أو جلبابا وكيلوت ويستعرض جهازه التناسلي كما تفعل كثيرات - وتجاوزت فكرة كون بظرها هو دون القضيب فتشعر بالَغَبَن- وهي فكرة نفسية جنسية عند فرويد - بل هي واعية بخصوصيتها الجنسية وسلطنتها على الرجال رغم أن علم التشريح أثبت أن المرأة أكثر تلذذا من الرجل في الجماع فالمغبون حقا هو "الرجل" ورغم ذلك يهيم ويدفع أحيانا للقهرمان ! أعتقد أن "نجمة البورنو" مثلا والتي تقف عارية معتزة بمنطقتها التناسلية لن ترتدي إلا اللباس المثير قبل الشروع بحكم "فنها" الذي ينعته بعض "التنويريين" عندنا ب "الإبداع" والمرأة التي تبحث عن زبناء لتجارتها لابد وأن ترتدي لباسا مثيرا يحرك الزبناء كما تثير الومضة التجارية للمحلات ! هي تلك حقا..الومضة ! فالتي ترتدي "الجينز" والأزياء القصيرة أو "لابسة من غير هدوم" بتعبير عادل إمام وتضيف إلى ذلك مساحيق الماكياج وتسريحة الشعر أو "الحجابَ المحتال المثير" تعطي صورة تعبيرية عن سلوك جنسي تجاه الذكران، هي وسائل للإيقاع بفتى الأحلام أو البحث عمن يشبعها في ظل قصور الزوج أو اختبار لجاذبيتها بلفت لأنظار المتعطشة وإن كانت متزوجة..الخيانة الزوجية طابو يسكت عنه الأزواج !
سأل أحد زملائي مرة إحدى زميلاتنا وكانت تشبه دمى المحلات التجارية ونحن في الباكالوريا فقال لها : كيف تجدين الشاب الذي يغض عنك بصره وغير آبه بك ؟ ردت : أحترم قوة نفسه ومن أمثاله أشتهي سماع كلمة ! ثم قال : لاشك أن الذي يمطر عليك بكلمات الغزل والفحش في الشارع له حظوة لديك ؟ قالت : بل على العكس لأنه ضعيف النفس..فقلت سبحان الله تشتهين سماع الكلمات ولا تحترمن إلا من يمسكها عنكن ! إنها تعطي مثالا عن ازدواجية الشخصية كما أعطته ضيفة في برنامج على قناة LBC اللبنانية حيث قالت إنها تكره زوجها الذي لا يشبعها رغم أنه يرضيها بكل ما تشتهيه من ملذات الحياة، أرأيت كيف يكون الجنس وحده سببا لبناء العلاقات أو هدمها وأن كل الجميل في ظل الحرمان من "الأورغازم" لا يساوي شيئا ويستحق النكران وبالعكس قد تبذل المرأة كل ما لديها مع خدنها "ذو الرجولة والقوة على الباه" والحق مع من ينصح الضعفاء بعدم الزواج لألا تخونهم زوجاتهم بسبب الضعف الجنسي الذي يشكل "الفن الإباحي" إحدى مسبباته ونحن في زمن صارت فيه الأخلاق الدينية غباء ومثارا للسخرية بل العقل نفسه صار مسخرة ! وبالمناسبة على هذا البرنامج ظهرت مغربية رفعت راية المغرب عالية حين قالت إنها شبقة لا تشبع من الجنس وأنها تمارسه مع العديد من الرجال..هكذا يصير العهر موضع الإفتخار وإثبات الذات هكذا تصير الرغبات الجنسية هي المرجعية النهائية والمطلقة في حين تكون الأخلاق الدينية نسبية وهذا هو المقصود بالعلمانية الشاملة، فصل الدين لاعن السياسة فقط بل عن الحياة العامة والخاصة وحين نقول الدين فإنما المقصود مكارم الأخلاق ومفهوم الأخلاق أعمق من التصور السائد لها فهي مرتبطة بكل فعاليات الإنسان نظرية وعملية !
لقد كان المغاربة الغارقون في حمأة الجنس يخجلون من إعلان الفواحش فكان "الحبيبان" المبتدئان يختبئان ليقبلا بعضهما ويتبادلا اللمسات أما "الحبيبان" المحترفان فيختاران مكانا بعيدا عن المناظر والمسامع ليمارسا قمة "حبهما" المتوهج المتشظي، وكلمة "الحبيبان" تصدق على المثليين والسحاقيات ! كان المغاربة يستترون عن الأنظار لمشاهدة الأفلام البورنوغرافية، واليوم تبدل الحال ودخلنا مرحلة العلن كما خطط صناع الفجور في هذا البلد تحت يافطات "التنوير والحداثة والتقدم " وأقنعوا الناس أن الجنس عملية بيولوجية محضة لا علاقة لها بالأخلاق فليمذي بعضهم بعضا وليخلص كل واحد الآخر من ماءه ! هكذا يتسابق المغاربة لإعلان الفواحش في الطرقات وفي الشوارع والحدائق والشواطيء وحتى في القفار، والسينما تشهر "البورنو" للزبناء الراغبين "المتذوقين" ! طالب "المناضلون" المثليون بحقوقهم "الطبيعية" والإعتراف بها وطالبت "المناضلات" السحاقيات وكل هؤلاء منتظمون في تنظيم دولي يسعى لعولمة الشذوذ..لقد كان "التنوير" الذي أرادوه للمغاربة هو حصر هويتهم في الجنس ليس إلا أو في اللغة والعرق أو التبعية الثقافية أي إخراجهم من "ظلمات" الولاء لله وعبادته إلى "أنوار" الولاء للجنس والعرق والتبعية وعبادتها،إلى إنسان يتصور أنه قتل الإله ثم ما يلبث أن يبحث عن إله جديد خفي لكن هذه المرة فعلا أوجده (بلاشعوره) وهذا الفعل بالذات بمقتضى نظرية فرويد الذي يحبونه يدخلهم ضمن (الأقوام البدائية) ويتقربون إلى هذا الإله ب"طقوس" لا تختلف عن "طقوس" البدائيين لها رموزها! لقد تم خرق "الطابو" وهدم الحرام و"التحظيرات الوسواسية" فكما خلقها (الإنسان بقواه النفسية اللاشعورية) أوحى إعلام الحداثة المنفصلة عن الله وعن الأخلاق الدينية لهذا الإنسان (في لاشعوره) أن يخرقها إذ علمته أن الله (غير حاضر) وأقنعه (لاشعوره) أنه لاعقاب ولا خوف والأخلاق والشرف والحلال والحرام غباء وعبثية ! أما من بقي في (ضميره) أثر (لتحظيرات فرويد الحرمية) فإن الشيطان يوحي إليه بمكر قوله تعالى "إن الله غفور رحيم" فيخرق الطابو – وهو الحرام المدنس- بطابو آخر وهو الحرام المقدس ! أما الآخرون المتدينون المتألمون فيعانون من موقف ازدواجي حيال الأمر فهم يرغبون فيه لكن يمسكون عنه لأنهم خائفون فيتولد عنهم عصاب ولأنهم لم يدركوا القيمة المتجاوزة للتدين - والتي فاتت من ينعتون الإسلام ب"الطقوس" إسقاطا غبيا و(لاشعوريا) أحيانا لنعت فرويد لأفعال "البدائيين" العاجزين عن تعليلها أو بإفادة شيء بخصوص أصل الحرام وهو عنده (اللاشعور) بما أفاده تفسيره الجنسي للتاريخ - فسيستسلمون للرغبة لأنه من قوانين العصاب أن تخدم الأفعال الإستحواذية الرغبة وتقتربَ من المحظور.
لا تكاد ترى سطحا من سطوح المنازل المغربية إلا وثبت عليه صحن هوائي أو أكثر يشاهد عليه الناس ما أرادوه بضغطة زر وكل القنوات من شتى الألوان قريبة بما فيها قنوات "البورنو"، والجنس أولى الإهتمامات وأعتاها في ظل الفقر والبطالة وفوران الشهوة وتأخير سن الزواج وفي ظل لا معنوية الطابوهات التي قادت بعض المغاربة المحدودين إلى ما تعدى العلاقات "العادية والطبيعية"، فالحداثة المنفصلة عن الأخلاق التي ثبطتهم عن الزواج في ظل المدنية تقدم لهم على الأقمار وجبات متخمة تسهل كل باعث على ممارسة الجنس - وبالمناسبة أشارت دراسة لعالم اجتماع مصري وهو أحمد المجدوب في "كتابه زنا المحارم الشيطان في بيوتنا" إلى أن الفقر والبطالة وتأخير الزواج هي من أهم بواعث زنا المحارم الذي أخذ منحا خطيرا في المجتمعات العربية وأضيف له لا معنوية الطابوهات وهامشية الإله في تصوراتهم (اللاشعورية).أمام عدم اكتراث الأنظمة والحكومات وتساهل القانون الوضعي و وما أسميه ببرجانية فقهاء البلاطات وطوباوية دعاة الفضائيات – كما قدمت هذه الحداثة المنفصلة عن الأخلاق حبوب منع الحمل والعوازل الطبية ما ساهم أيضا في تغير أخلاق الناس وتحول علاقة الذكور بالإناث إلى علاقة جنسية محضة تمتطى قيمة الحب – والحب بين رجل وامرأة أجنبيين لايخلو من اشتهاء طبعا خلاف ما تصوره بعض الأفلام والروايات - من أجل الظفر بالمؤخرات المكتنزة والفروج الشريدة ولمسات شاب وقبلاته ولذاته المخلصة من الماء والموصلة للأورغازم وسرعانما تنطفئ شعلة هذا الحب أيام التجاعيد والإنكماشات وقد يحصل الزواج ولكنه يكون منفصلا عن الحياة وعن الأبوة والأمومة وعن الأسرة، يصير علاقة جنسية محضة أو كما قال "ويل ديورانت": "تنتهي الغيرية الموجودة في الحب إلى فردية يبعثها ضغط المساخر.وتعود للرجل رغبته الطبيعية في التنويع،حيث تؤدي الألفة إلى الإستخفاف.فليس عند المرأة جديد تبذله أكثر مما بذلته.. " ! نحن لسنا في مجتمع ملائكة ، لكن في مجتمع المنافقين والطوباويين المنكرين لشمس المناكير،إن مقولة "ول ديورانت" في اختفاء العاهرات بمنافسة الهاويات لتصدق حقا في المغرب ودونك الواقع المشهود!
لقد كان الخليفة العادل عمر بن عبد العزيز عميق النظرة حين زوج الشباب في عهده حفظا للمجتمع من الفساد وفي الفلسفة الإجتماعية الإسلامية نظام أوقاف فيه وقف لتزويج المحرومين والفقراء لا منة وتكرما بل حقا للمحروم عرفه المغرب من قبل واليوم تعطل الأوقاف باسم وزارة "الأوقاف" الحداثية ! واليوم من حمى مجتمعنا من الفساد المستشري الذي يندى له الجبين- بل من كرسه وخصب تربته بأسمدة الإستحواذ وسقاها بالفجور- والذي تمنى البعض لو انشقت الأرض لتبتلعهم حتى لا يسمعوا ! أطفال يحترفون ونساء خائنات بله العلاقات التي أصبحت "عادية وطبييعة" ! طابوهات يحجبها النفاق الإجتماعي وطوباوية إسلاميين معلمنين و "علماء" موظفين بمذهبهم المالكي ولسنا ندري أين هذا المذهب المالكي أفي الكتب الصفراء وصلوات أم في آنيات الوضوء ؟! من العجب أن يفتأت على المذهب المالكي باسم المذهب المالكي من أناس هم أسارى الكتب الصفراء والمتون والحواشي ! إنه توقيف "العالمية الدينية" وحصرها في باب الطهارة ووضعها في قفص.
يبدو أن مجلة "تيل كيل" العلمانية المفرنسة لم تخطئ الواقع إذ قالت إن المغاربة متخمون بالأفلام المذاعة على "ميلتي فيزيون" مولعون ب "ياسمين" "نجمة البورنو المغربية" التي رفعت راية المغرب عالية أيضا بما عجز عنه الرياضيون ! هناك مقاهي ومحلبات ولاشك تقدم هذه الخدمة لزبناء الليل الدامس ! هناك انعكاسات للمواقع الإباحية على الأنترنت والتي ترتادها الفتيات اللواتي منهن من تمارس العادة السرية -الإلطاف- في زاوية متوارية في السيبير كما تفيد برامج التجسس أو ملفات التجسس patch وأحصنة طروادة trojans التي تمكن من رؤية الفتاة من الكاميرا التي تستخدمها لتري لصديقهما في عالم الإفتراض عبر أثير الماسنجر ما تكتنزه من لحوم وليريها بدوره حجم عضوه التناسلي وبعضهن افتضح أمرها وسجلت ونزلت على مواقع في الأنترنت تتخصص في جمع السلوكات الإباحية للعربيات و "المحجبات" بلا أبه بالعواقب فقد يؤدي ذلك إلى سكته قلبية للأب أو للأم والمعنى أن الإباحية تلغي كل القيم بما فيها الأبوة والأمومة ! وقل ذلك في المثليين والسحاقيات في إطار ما يسمى ب "الحب الإلكتروني" و"الجنس الإلكتروني"، إنه واقع مشهود لاينكره إلا منافق جحود، أو إنسان "جسده في الحانوت وقلبه في الملكوت" على حد تعبير الطرقيين المتصوفين !
لا تسأل الفتاة عن ألبستها المثيرة الواصفة الكاشفة ولا عن وجهتها فهي المتمردة التي لا ترضى أن تعيش في جلباب أبيها - ! ممارسة الجنس حقها "الطبيعي والبيولوجي" ، الدين والأخلاق،المجتمع والأسرة كل ذلك في حيز اللامبالاة وعدم الإكتراث أو هو عبث لايطاق ! مرجعيتها النهائية وقدوتها المثلى نجمات الأغاني و الأفلام! ثم جاءت مدونة الأسرة تحت ضغط التيار النسوي الذي يهدم النظام الأسري التقليدي بالوكالة لتقرر زواج الفتاة البالغة سن الرشد بدون وليها أخذا برأي الحنفية بكل تمويه ومراوغة دون مراعاة للسياق الإجتماعي والأخلاقي لرأي الأحناف ثم يزعمون أخذهم بالمذهب المالكي ومالك منهم براء! ألاعيب لجنة غير متجانسة تدرك تماما أن "رشد" الفتاة المغربية تحفه بيئة أخلاقية عفنة تجعله موقوفا،إذ ما نراه حتى من اللواتي يبلغن سن الثلاثين هو التصابي لا الرشد بله ابنة 18 حولا،وهو قمة سن التصابي والإغترار بجاذبية الجسد عندنا،والتي لا تدرك من أبعاد الشخصية إلا الجنس بلفافة "حب" يحسس بظرها و يبلل ثيابها! لك أن تعجب من صديقة كندية تحدثني وأنا في الجامعة عن نظرية داروين وسقوطها وأثر هذه النظرية على الأخلاق وعلى الفلسفة بتفصيل مذهل وكانت تبلغ آنذاك من العمر 17 عاما بصوت جاد حازم ! هل ستجد مغربية في العشرينات تحسن كتابة رسالة أو طلب أو تتحدث بجدية وأدب من دون الخضوع بالقول ؟ صادفت منهن من تخصصت في البيولوجيا ولا تحسن رسم أو وصف الجهاز الهضمي ومنهن من تخصصن في التاريخ والجغرافيا والآداب ولا يعرفن متى توفي الحسن الثاني ولا رسم خريطة المغرب ولا من هو نزرا قباني وهو أولى الشعراء بالمعرفة بالنسبة لطالبة تخصصت في الآداب أليس هو شاعر المرأة ؟ وعلى فكرة فكل هؤلاء الفتيات لسن محجبات إشارة فقط لبعض الشهوانيين الذين يربطون التقدم بالمؤخرات..على أي لا تعبر الشواهد عن مستويات أصحابها ، وقل مثل ذلك في الإخوان الذكران.
حين تسأل أحد أصحاب مقاهي الأنترنت فستذهل حقا عما سيخبرك به من ارتياد الزبناء للمواقع الإباحية مراهقين ومراهقات وأطفالا وشيوخا وأزواجا! وبإمكان "غوغل" أن تمدنا بإحصاء مرات ارتياد المواقع الإباحية من المغرب ولقد جعلت المغاربة من قبل في الصدارة !
إن سلوكات الشباب المغاربة اليوم ذكورا وإناثا والمتجهة نحو العنف والمخدرات والخبل الراسية على التمرد و "ندير اللي بغيت" دون اعتبار للتداخل الثقافي والديني والقيمي والإجتماعي حولتهم إلى رخويات لا مسؤولة ناجمة عن الإباحية التي تروج لها مواقع تسوق للجنس والتي تحتل مساحة هائلة من حيز الشبكة العنكبوتية وحمالة لقيم خطيرة لا تستحق حتى وصفها بالبهمية بل أوغل في دناءة لا توصف ورذالة تذهل الأم عن وليدها، لأن من نتائج فصل الجنس عن الأخلاق - الأخلاق التي تميز الإنسان عن البهائم- إتيان البهائم ! لا أتحدث عن مضاجعات علنية للحيوانات في الغرب بحكم الخروج عن المألوف ولأن البهائم هم "إخوة" و "أبناء" يستحقون التوريث أحيانا إنها "أسرة" حداثية هجينة عجيبة حين يصير إنسان أبا لكلب أو أخا لقط يعطف عليهما بما لا يعطف به على إنسان مثله ، ولكن أتحدث في المغرب عمن يصل به الإحتقان الجنسي إلى إتيان حمارة أو دجاجة أو جثة عذراء كما أومأنا أو طفلة صغيرة – نذكر حادثين منفصلتين في الرباط التي اعتدى فيهما شابان على طفلتي الجيران الصغيرتين إحداهن ذات الخمس سنوات على ما أتذكر!- وقد يتحول الخيار أو الجزر أو أي أداة أخرى مستقيمة إلى أنيس للفتيات في انتظار القضيب المخلص، وقد تحصل إحداهن على أجهزة اللذة الإهتزازية أو ما يسمونه love machine أوsex machine للجنسين معا ! هكذا تأتلف الحيوانات والخضر والأدوات والآلات مع الإنسان في انتظار ربوت يلعب دور الخِدْن الآلي مستقبلا ولنترجمه ب: robot boyfriend أو robot girlfriend وطبعا سيحرص صناعه ألا يكون "الجهاز التناسلي" لهذه الربوتات إلا إرضاء للتطلعات ولن يحتاج المغاربة المرضى لفتاوى مريضة كفتاوى الزمزمي بالتأكيد ! ربما تلعب الآلات دورا في حسم التبعية الجنسية أو التخفيف منها ! وحتى الأطفال الذين لم يظهروا على الشهوة باتوا من رواد المواقع ومدمنيها وسط غفلة الأمهات والأسر وكأننا في غاب لا حكومة لدينا ولا قانون ولا وزارة تعليم أو تربية، ووزارة التعليم التي "تجهد نفسها" للإصلاح لا تزال تقدم للتلاميذ الطباشير والسبورة دون وصل مع المؤسسات الأخرى بما فيها الإعلام والثقافة ولنا أن نتساءل عن مصداقية هذا الإصلاح بعد برمجة مهرجان "إلتون جون" في موعد الإمتحانات، أعتقد أن "إلتون جون" مثال جيد على تطبيع المغاربة مع الشذوذ الجنسي بل ومع كل الأذواق ، هل سيترك المتعلمون والمتعلمات "لذة" الأنترنت والفضائيات والميلتي ميديا لأجل درس ممل لأستاذ لا يزال مغرقا في سلوكية بائدة مغلفة بالكفايات والإدماج ؟! ليس عندنا ميثاق أخلاقي يضبط استخدام هذه المواقع وشركات الاتصال لا تحجبها لأنها تربح الخيالات من ارتياد المدمنين لها والدولة تستفيد فالكل يغض الطرف والأسر لاهية والمجتمع "في ستين داهية"، فلننتظر الدمار والخراب والنهاية "الحتمية" !
[email protected]


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.