خصصت الصحف الصادرة اليوم الثلاثاء بأمريكا الشمالية حيزا هاما للحديث عن التداعيات السياسية للمعايير الجديدة التي وضعتها إدارة أوباما لتقليص الانبعاثات الغازية من محطات توليد الكهرباء، والتطورات الأخيرة للنزاع الغازي بين روسياوأوكرانيا، ومشروع الميزانية الأولى للحكومة الليبرالية بإقليم كيبيك بكندا. وهكذا، كتبت (نيويورك تايمز) أن المخطط الذي كشفت عنه الوكالة الأمريكية لحماية البيئة لخفض حجم انبعاثات غاز ثاني أوكسيد الكربون بحوالي 30 في المئة في أفق 2030 مقارنة مع سنة 2005 ستكون له عواقب سياسية بالنسبة للديمقراطيين خلال الانتخابات النصفية المرتقبة في نونبر المقبل، بالنظر إلى أن عددا من الولايات المنتجة للفحم ستكون بمثابة أرض معركة انتخابية بين الحزبيين للتحكم في مجلس الشيوخ. وأوضحت الصحيفة، التي نقلت عن خبراء أن هذا القرار قد يتسبب في إغلاق مئات محطات توليد الطاقة انطلاقا من الفحم، أن الجمهوريين واعون بأن الفحم يشكل المصدر الأول للطاقة الكهربائية في حوالي ست ولايات ستكون معنية بالانتخابات النصفية، وأن هذا القرار قد يؤدي إلى فقدان مناصب الشغل وارتفاع أسعار المواد الطاقية. وفي مقال آخر، أبرزت الصحيفة أن خبراء الصحة العمومية أشادوا، أمس الثلاثاء، بهذا القرار الجديد، معتبرين أن نتائجه ستكون إيجابية على صحة آلاف الأشخاص. ومن جانبها، اعتبرت صحيفة (دو هيل) أن التشريع الأخير المقترح من طرف الوكالة الأمريكية لحماية البيئة جاء ليصعب من مهمة الديمقراطيين في جهودهم من أجل الدفاع عن أغلبيتهم الهشة في مجلس الشيوخ. وبهذا الصدد، لاحظت الصحيفة أن عددا من النواب الديمقراطيين "الموجودين في وضع مهزوز" ينتمون إلى الولايات المنتجة للفحم، مضيفة أن الجمهوريين ينتقدون مجددا مخطط إدارة أوباما، الذي قد يكلف فقدان مناصب شغل، ويؤدي إلى ارتفاع الفاتورة الطاقية. على صعيد آخر، كتبت صحيفة (وول ستريت جورنال) أن أوكرانياوروسيا يقتربان من التوقيع على اتفاق غازي يضع حدا للخلاف الذي يهدد بعرقلة تموين كامل أوروبا بالغاز المنتج بروسيا. ونقلت الصحيفة عن المسؤول المكلف بالملف الغازي بالاتحاد الأوروبي، غانتر أوتينغر، الذي يقود الوساطة في المفاوضات بين كييف وموسكو، أن الجانبين اتفقا على مناقشة الأسعار الجديدة ووضع جدولة زمنية لتسديد المتأخرات المترتبة عن أوكرانيا لفائدة روسيا. بكندا، اعتبرت صحيفة (لو جورنال دو مونريال) أن الميزانية الأولى التي ستقدمها حكومة فيليب كويار تعتبر "انتقالية" ما دام أن رئيس الحكومة على غرار سلفه، بولين ماروا، سيسعى إلى استعادة التوازن المالي في 2015 2016، وهي مهمة تبدو شاقة بالنظر إلى مطالب ممثلي قطاعات عدة، خاصة الصحة والتعليم، موضحة أن تنفيذ الوعد باستعادة التوازن المالي سيكون له تأثير على الخدمات المقدمة، لكنه سيمكن بالمقابل من مواصلة دعم البرامج الاجتماعية ومساعدة الأشخاص في وضعية هشاشة. ومن جانبها، كتبت صحيفة (لو دوفوار) أن مجلس اتحاد أرباب المقاولات بكيبيك يرى أنه على حكومة الليبراليين اغتنام، ودون إبطاء، الانفتاح الموجود لدى المواطنين على التحولات الكبرى في السياسات العمومية، خاصة وأن الكيبيكيين، منذ مدة، يؤكدون على ضرورة تطهير المالية العمومية والقيام بإصلاحات اقتصادية واجتماعية، داعيا الحكومة إلى التحرك لمواجهة الوضع الاقتصادي المتعثر، عوض الاكتفاء بالقيام ببعض الاقتطاعات والإعلان عن إجراءات في إطار الميزانية المقبلة. على صعيد آخر، أبرزت صحيفة (لو سولاي) أن اللجنة المكلفة بتحديد معايير التنافس حول زعامة الحزب الكيبيكي أدرجت ضمن أجندتها، بشكل رسمي، مقترحا يقضي بفتح باب التصويت على الزعيم المقبل لهذه الهيئة السياسية لجميع المواطنين بكيبيك وليس فقط أمام المنخرطين بالحزب، مبرزة أنه رغم أن الرئيس الحالي، رايموند أرشانبو، أكد أن المقترح سيخضع لمناقشة دقيقة، إلا أنه من المستبعد أن يحظى بدعم أغلبية أعضاء الحزب الحاليين الذين ستكون لهم الكلمة الأخيرة. من جهتها، ساقت صحيفة (لابريس) تصريحات لزعيم "حزب مستقبل كيبيك"، فرانسوا لوغو، أكد فيها أن الحزب الكيبيكي، الذي فقد الدعم في أوساط الشباب، أصبح "حزبا مع وقف التنفيذ" و"هيئة سياسية هامشية" تحظى بدعم أقلية صغيرة ما زالت تؤيد فكرة إجراء استفتاء حول السيادة على الإقليم، مبرزة بالمقابل أن "أنصار الحزب الكيبيكي لم يفقدوا الأمل وعازمون على العمل من أجل استعادة مكانته لدى الأجيال الناشئة". وبالمكسيك، تناولت صحيفة (ال يونيفرسال) نتائج المسح الذي أجرته بمعية مؤسسة (وينديا أند لاريدو) بشهر مايو الماضي، والذي كشف أن الاقتصاد وخلق فرص العمل تأتي على رأس الانشغالات الرئيسية للمكسيكيين، بعد موضوع الأمن العام، على اعتبار أن الاستراتيجية الأمنية للرئيس انريكي بينيا جعلت المكسيك بلدا أكثر أمنا. وأضافت الصحيفة أنه عند السؤال عن القضية الرئيسية التي يتعين على الحكومة الانكباب عليها لوحظ أن الاقتصاد والأمن العام تعتبران بمثابة أولوية، مشيرة إلى أن 47 بالمئة من المستجوبين يعتقدون أن المشكلة الرئيسية التي يتعين معالجتها من قبل الحكومة تتمثل في تعزيز الاقتصاد و39 بالمئة يشددون على الأمن. أما ببنما، فقد اعتبرت صحيفة (بنماأمريكا) أن موعد تنصيب الحكومة المنتخبة يقترب ولحد الساعة لم يوضح فريق الرئيس المنتخب، خوان كارلوس باريلا، كيفية أو أنواع المواد الغذائية ال 22 التي سيشملها قرار "التجميد الاستثنائي للأسعار" منذ اليوم الأول لاستلامه السلطة، محذرة من كون هذا القرار، الذي لا يخالف مبادئ المنظمة العالمية للتجارة، سيؤثر بشكل "سلبي" على جودة المنتجات وأن الخاسر الأول سيكون هو المستهلك. وفي تطورات الجدل الدائر حول قرار المحكمة العليا ببنما اعتبار منح اللجوء للرئيسة السابقة للاستخبارات الكولومبية ماريا ديل بيلار هورتادو "غير دستوري"، كشفت صحيفة لا (برينسا) أن الرئيسة الوطنية لجهاز النيابة العامة ببنما، آنا بيلفون، أعلنت عن عدم وجود أي أمر دولي باعتقال هورتادو المطلوبة لدى العدالة ببلدها وانها ما زالت تستفيد من وضع "لاجئة" في انتظار قرار حكومي مخالف، مبرزة أن تصريحات بيلفون جاءت بعد اجتماع، أمس الاثنين، مع نظيرها الكولومبي لبحث هذا الملف. وبالدومينيكان، أشارت صحيفة (ليستين دياريو) إلى ارتفاع عدد الإصابات بداء شيكونغونيا إلى 53 ألف حالة حسب إحصائيات وزارة الصحة، بالرغم من الحملات التوعوية التي تنظمها الهيئات العمومية ومنظمات المجتمع بمجموع مناطق البلاد بمشاركة آلاف المتطوعين، مضيفة أن ممثلة منظمة الصحة للبلدان الأمريكية بالدومينيكان، ليليان فيرنون، ثمنت الجهود التي تقوم بها السلطات لوقف زحف داء شيكونغونيا الذي انتشر في 18 بلدا بالقارة الأمريكية. ومن جانبها، نقلت صحيفة (دياريو ليبري) عن وزير البيئة والموارد الطبيعية، باوتيستا روخاس، قوله أن ملف استغلال شركة التعدين السويسرية الكندية (فالكون بريدج)، لمناجم النيكل المفتوحة، التي تضم ثاني أكبر احتياطي لمعدن النيكيل بالبلاد، قد تم طيه نهائيا من طرف الحكومة الدومينيكانية، مشيرا إلى نتائج الدراسة التي قام بها برنامج الأممالمتحدة الإنمائي لتقييم الجدوى البيئية لمشروع استغلال المنجم، والتي خلصت إلى أن استغلال منجم (لوما ميراندا)، الذي يوجد في محمية طبيعية، لا يلبي المتطلبات البيئية والاجتماعية ولا يستجيب لإكراهات التنمية المستدامة للبلد وسيؤدي استغلاله إلى تدمير مخزون المياه الباطنية مما ستكون له انعكاسات سلبية على الزراعة وإمدادات مياه الشرب.