اهتمت الصحف الصادرة اليوم الثلاثاء بمنطقة أمريكا الشمالية بالتزام وكالة الاستخبارات الأمريكية بعدم اللجوء إلى استغلال حملات التلقيح لأغراض تجسسية، والغرامة القاسية التي فرضتها السلطات الأمريكية على مصرف (كريدي سويس) بسبب التهرب الضريبي، وكذا بمدينة نيويورك التي أضحت "مركزا" لتهريب الهيروين، علاوة على الدخول البرلماني بالكيبيك، وتقرير لجنة مينار حول الأزمة الطلابية لسنة 2012. وفي هذا الصدد، كتبت (واشنطن بوست) أن الولاياتالمتحدة تعهدت بعدم اللجوء إلى حيل استغلال حملات التلقيح لأغراض تجسسية، مشيرة إلى أن "هذه الوسيلة قد استخدمت في محاولة لتحديد مكان أسامة بن لادن. " ونقلت الصحيفة عن الناطقة باسم مجلس الأمن القومي، هايتلين هايدين قولها إن "وكالة الاستخبارات المركزية لن تستعمل برامج التلقيح لأغراض تجسسية، مضيفة أن الوكالة "لا تسعى إلى الحصول أو استغلال الحمض النووي أو عناصر وراثية أخرى حصلت عليها في مثل هذه البرامج". ووفقا للصحيفة، فإن هذا الموقف تم إرساله لعمداء 12 مدرسة صحية عمومية بالولاياتالمتحدة، الذين عبروا عن قلقهم إزاء استخدام حملة للتلقيح لأغراض التجسس. وكتبت صيحفتا (نيويورك تايمز) و(وول ستريت جورنال) أن بنك (كريدي سويس) وافق أمس الاثنين على دفع حوالي 2.6 مليار دولار كعقوبة، وتوظيف مراقب مستقل لمدة تصل إلى سنتين. ونقلت صحيفة (نيويورك تايمز) عن الوزير إريك هولدر ترحيبه خلال مؤتمر صحفي بهذه الخطوة، مؤكدا على أن هذه المؤسسة المالية تعتبر الأولى من نوعها التي تعترف بذنبها أمام العدالة الأمريكية منذ أزيد من عشرين سنة. وذكرت الصحيفتان أن هذه الغرامة تعتبر الأعلى في تاريخ القضاء الأمريكي التي تم فرضها على مؤسسة بنكية في قضية تتعلق بالتهرب الضريبي، مشيرتين إلى أن البنك السوسري (يو بي س) كان قد وافق على أداء غرامة قدرها 780 مليون دولار في قضية مماثلة سنة 2009، لكن دون أن يقر بذنبه. وأضافت الصحيفتان أن بنك (كريدي سويس) سيواصل عملياته البنكية في الولاياتالمتحدة إلا أنه غير من طرق تدبيره لمنع أغنياء الولاياتالمتحدة من إخفاء أصولهم، كما أنه لم يسلم أي قائمة بأسماء زبنائه إلى السلطات الأمريكية، مشيرتين إلى أن الحكومة السويسرية عبرت من جهتها عن ارتياحها للمخرج الذي آلت إليه هذه القضية. على صعيد آخر، كتبت صحيفة (نيويورك تايمز)، تحت عنوان (سلطات مدينة نيويورك قلقة من تزايد تجارة الهيروين)، أن "ترويج الهيروين بنيويورك بلغ مستوى لا مثيل له على مدى عقدين من الزمن". وأضافت الصحيفة أن نيويورك أضحت مركزا لتجارة المخدرات، مشيرة إلى أن ما يقرب من 35 بالمئة من المخدرات، التي تم ضبطها بجميع أنحاء البلاد منذ أكتوبر الماضي، تمت بهذه المدينة. من جانبها، أشارت الصحيفة الالكترونية (بوليتيكو) إلى أن "الديمقراطيين يبحثون بكافة السبل عن استراتيجية للانتخابات النصفية"، لافتة إلى أن شخصيات سواء من داخل الحزب أو من حلفائه يشتكون من عدم وجود استراتيجية عند الرئيس باراك أوباما، وذلك قبل بضعة أشهر عن موعد الانتخابات النصفية. وحسب الصحيفة، فإن باراك أوباما، عكس سلفه بيل كلينتون، لم ينجح على بعد ستة أشهر من الانتخابات النصفية في تقديم خطاب مقنع حول الاقتصاد. وبكندا، كتبت صحيفة (لو جورنال دو مونريال) أن الدخول البرلماني بكيبيك سيرفع الستار حول الدينامية السياسية الجديدة بالإقليم بوجود حكومة ليبرالية ذات أغلبية في مواجهة الحزب الكيبيكي، الذي ضعف بشكل كبير، مشيرة إلى أن الحكومة ستدير شؤون الكيبيكيين تحت شعار التقشف، لكن يتعين عليهم الانتظار من أجل معرفة تفاصيل الميزانية التي لن تقدم حتى منتصف يونيو المقبل. وبعد أن أبرزت أن رئيس الوزراء فيليب كويار سيعمل على إقناع الكيبيكيين بأن الوصفة المتبعة في صالحهم، أكدت الصحيفة أنه للقيام بهذه المهمة، يتوفر كويار على حليف قوي يتمثل في زعيم حزب تحالف مستقبل الكيبيك، فرانسوا لوغو، الذي يبحث عن لعب دور زعيم الحزب المعارض الأول مستفيدا من اندحار الحزب الكيبيكي، مضيفة أن كويار من المنتظر أن يقدم الخطوط العريضة لبرنامجه الحكومي يوم غد الأربعاء أمام الجمعية الوطنية. ومن جهتها، أشارت يومية (لابريس) إلى أن لجنة التحقيق (مينار) حول الأزمة الطلابية لسنة 2012 بكيبيك أوصت بعدة إجراءات من شأنها الجمع بين الحق في الاحتجاج والسيطرة على الحشود الجماهيرية، لكن عدة توصيات تبقى عامة ومجرد أماني لا تستحق 800 ألف دولار التي أنفقت لإنجاز التقرير، مبرزة أن هذه الوثيقة، التي رسمت صورة مواجهة بين شرطة عنيفة وحكومة ليبرالية ضعيفة لطلبة مثاليين ومسالمين، أغفلت أن الطلبة في الواقع رفضوا بشكل قاطع إجراء أي مفاوضات، كما تجاهلت استغلال الحزب الكيبيكي المعارض حينها لهذه المظاهرات التي حظيت بدعم مطلق من النقابات. على الصعيد الدولي، اعتبرت صحيفة (لو دوفوار) أن مأساة اختطاف أزيد من 200 تلميذة بنيجيريا من طرف الجماعة الإرهابية (بوكو حرام) تبرز التقاطع غير المسبوق بين الأزمات الداخلية والوطنية والإقليمية والعالمية، موضحة أن الجيش النيجيري ما زال مترددا بين التجاهل أو الرد القوي الذي قد يتضرر منه المدنيون وقد يلقي مزيدا من الزيت على نار التوتر بالمنطقة. وأشارت إلى أن هذه الأزمة أخذت طابعا إقليميا ما يفسر استجابة زعماء بلدان الجوار لدعوة الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، نهاية الأسبوع الماضي، من أجل مناقشة تهديد الجماعات الإسلامية، مضيفة أن رؤساء بلدان المنطقة يراقبون الوضع بقلق مخافة أن تعبر شظاياه الحدود لتغذي التوترات داخل بلدانهم. وبالمكسيك، واصلت صحيفة (لاخورنادا) اهتمامها بالانتخابات الداخلية التي أجراها الأحد حزب العمل الوطني، والتي أسفرت عن فوز نائب الرئيس السابق للاتحاد أرباب العمل في الجمهورية المكسيكية في ولاية تشيواوا، خوستافو ماديرو (58 عاما) على منافسه إرنستو كورديرو بفارق أزيد من 20 ألف صوتا. وببنما، اعتبرت صحيفة (لا إستريا) أن الأوضاع داخل حزب الرئيس المنتهية ولايته ريكاردو مارتينيلي، حزب التغيير الديموقراطي والذي خسر الانتخابات الرئاسية الأخيرة، "ليست دائما وردية، وهناك أكثر من نائب برلماني بالجمعية الوطنية يفكر جديا في الرحيل إلى حزب سياسي آخر"، موضحة أن العديد من النواب "لا يرغبون في ممارسة معارضة الأقلية بالبرلمان، خاصة وأن تحالفا بين الحزب البنمي الفائز بالرئاسة وغريمه التقليدي الحزب الثوري الديمقراطي للحصول على الأغلبية البرلمانية أصبح أمرا جد وارد". على صعيد آخر، كشفت صحيفة (لا برينسا) أن الحكومة الحالية، التي دعت البرلمان إلى عقد جلسات استثنائية من أجل المصادقة على بعض القوانين، ما زالت تخفي تفاصيل 22 مشروع قانون من أصل 23 ينتظر أن تقدمها للبرلمان قصد المصادقة، موضحة أن تصرف الحكومة خلف شكوكا لدى جمعيات المجتمع المدني والمعارضة التي تخشى من تمرير هذه القوانين دون إجراء المشاورات الضرورية وذلك قبل تسليم السلط بين الرئيس الحالي، ريكاردو مارتينيلي، وخلفه المنتخب خوان كارلوس باريلا في 1 يوليوز المقبل. أما بالدومينيكان، فقد تطرقت صحيفة (دياريو ليبري) إلى المؤشرات الإيجابية للاقتصاد الدومينيكاني التي أعلن عنها محافظ البنك المركزي، هيكتور ألبيزو، حيث أشار إلى نمو الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 5ر5 بالمئة خلال الربع الأول من السنة الجارية، وبلوغ نسبة التضخم 10ر1 بالمئة خلال نفس الفترة، ونمو الصادرات بنسبة 5ر5 بالمئة بفضل ارتفاع صادرات البلاد من الذهب والمعادن ومنتوجات المناطق الحرة، مشيرا إلى أنه تم خلق 72 ألف وظيفة خلال الفترة الممتدة من أكتوبر 2013 إلى مارس 2014 . ومن جانبها، توقفت صحيفة (إل كاريبي) عند تقرير وزارة الصحة الذي أشار إلى ارتفاع حالات الإصابة بداء شيكونغونيا بنسبة 8000 إصابة كل أسبوع حيث بلغ عدد الإصابات 32500 حالة خاصة بمدينة سان كريستوبال (30 كلم غرب سانتو دومينغو)، التي تتمركز فيها 68 بالمئة من مجموع الإصابات المسجلة بالدومينيكان، رغم جهود الوقاية التي تبذلها السلطات الصحية لوقف انتشار داء شيكونغونيا عبر تنفيذ خطة اندماجية لتعزيز قدرات البلاد للقضاء على هذا الوباء الذي ينقله البعوض.