في الصورة أعضاء المكتب التنفيذي للمنتدى يسعى العاملون في الإذاعة والتلفزيون الرسمية بالمغرب من صحافيين وتقنيين وإداريين وغيرهم إلى أن يبرهنوا على تفوقهم وكفاءتهم ليس فقط في مجالات اشتغالهم، وإنما أيضا في العمل الجمْعي، من خلال عقد لقاءات علمية حول قضايا مرتبطة بالإعلام المغربي، بالإضافة إلى تنظيم تظاهرات ذات أبعاد ثقافية وفنية واجتماعية. وقد أوجدوا إطارا مناسبا لذلك، أطلقوا عليه "منتدى أطر الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة" الذي يحرص على أن يكونوا فضاء لجميع المنتمين لهذه المؤسسة بغض النظر عن تخصصاتهم ومراتبهم الإدارية وانتماءاتهم النقابية، كما أنه لا يغفل حتى الإعلاميين الذين أحيلوا على المعاش.
وبهذا الخصوص، يؤكد الكاتب العام للمنتدى إدريس الإدريسي، إن جمعيته تهدف إلى إبراز الكفاءات التي تزخر بها الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة، والمساهمة في إشعاع المؤسسة والتعريف بالجهود التي تقوم بها لتطوير القطاع السمعي البصري في المغرب، وذلك بعقد مجموعة من اللقاءات العلمية والندوات الفكرية التي تهم القطاع سواء من حيث الجانب التقني الذي يخص التجهيزات المتطورة التي أصبحت تتوفر عليها الشركة، وكذلك تطوير الإنتاج التلفزيوني والإذاعي والبرمجة. الكاتب العام للمنتدى إدريس الإدريسي وجوابا على العوامل المساعدة في تنفيذ برامج "المنتدى"، قال الإدريسي: "العمل الجمْعوي كما هو معروف عمل تطوعي يقوم به الأعضاء، وما لمسته لدى أعضاء المنتدى هو وجود رغبة ملحة للمساهمة في إنجاح أية تظاهرة نقوم بها وأيضا التعاون والتنسيق فيما بينهم وكذا بين أعضاء من خارج المكتب التنفيذي، بحيث إن المنتدى أصبح فضاء جديدا داخل المؤسسة، كان هناك شوق وحاجة لوجوده، لإبراز الكفاءات والوجه الآخر للعاملين داخل المؤسسة، فهناك الرسام وهناك الشاعر والكاتب والموسيقي والكوميدي... وغيرهم." وأكد أن "المنتدى" لم يجد منذ تأسيسه سوى الدعم والمساندة من طرف جميع الجهات التي يقصدها للمشاركة في تنفيذ نشاط معين، معتبرا أن هذا يدل على الثقة التي يحظى بها كل أعضاء المنتدى لدى الجهات والمسؤولين والمهتمين بالقطاع، وعلى الصدى الطيب الذي تخلفه مختلف نشاطات المنتدى لديهم. نشاطات متنوعة وأعطى أمثلة بأهم اللقاءات التي عقدها "منتدى أطر الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة"، من بينها: لقاء عقد بتعاون مع جمعية خريجي العلوم السياسية في كلية الحقوق بالرباط حول موضوع "الإعلام والسياسة" حضره وزير الاتصال وعميد الكلية وباحثون وإعلاميون؛ ولقاء ثان عقد بمقر وزارة الاتصال حول موضوع الاقتصاد السمعي البصري بشراكة مع المعهد الدولي للدراسات الاقتصادية في الرباط، افتتحه وزير الاتصال والمدير العام للشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة ورؤساء الإذاعات الخاصة ومدراء شركات الإنتاج. ونظم المنتدى أيضا في فضاء "لامارينا أبي رقراق" ندوة حول الإنتاج الدرامي في رمضان، حيث ناقش الحاضرون كيفية تطوير المنتوج التلفزيوني والرقي به إلى مستوى أفضل يتيح مستقبلا ولوج عالم المنافسة وتسويق المنتوج. كما أن المنتدى كرّم ثمان نساء مغربيات فاعلات بمناسبة اليوم العالمي للمرأة، وكرّم أيضا عميد الموسيقيين المغاربة الأستاذ عبد السلام خشان، والمصادفة أن هذا التكريم جاء قبل عشرين يوما من وفاة هذا الفنان. وكان "المنتدى" حاضرا بقوة في اليوم العالمي للبيئة، وشارك أيضا في احتفال مؤسسة "نجوم بلادي" بالنجوم الإعلاميين في القطب العمومي والإذاعات الخاصة. وبتعاون مع "المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير" نظم لقاء في مدينة العيون احتفالا بعيد الاستقلال المجيد. وبمدينة الداخلة، ساهم المنتدى في الحدث الذي دعت إليه "رابطة الشباب الديمقراطيين" والمتمثل في إنجاز أكبر علم وطني في العالم، حيث نظم المنتدى خلاله ندوة حول "دور الإعلام في الدفاع عن الوحدة الترابية وترسيخ دعائم المواطنة". وشارك المنتدى في "المعرض الدولي للنشر والكتاب" في الدارالبيضاء، بتقديم مجموعة من الكتب التي أصدرها أدباء وباحثون ينتمون إلى مؤسسة الإذاعة والتلفزيون المغربية. وأقام كذلك نشاطين علميين، الأول في طنجة حول "التلفزة الأرضية الرقمية" T.N.T، والثاني في مكناس نظم بشراكة مع "جامعة مولاي إسماعيل" حول "التلفزيون عبر الهاتف المحمول"، وهي تجربة دخل إلى المغرب مؤخرا. وكان النشاطان معا من إنجاز الخبير الدكتور ليشيوي. أما بخصوص الأنشطة الإشعاعية المقرر تنظيمها في المدى القريب، فكشف إدريس الإدريسي أن "المنتدى" يستعد لتنظيم "قافلة البسمة" التي ستتوجه إلى مدينة تارودانت، في مهمة طبية، بشراكة مع شركة "كونيكسيون ميديا" وبتعاون مع سفارة الإمارات العربية المتحدة في الرباط. وذكر أن الدورة الأولى من "قافلة البسمة" التي نظمت العام الماضي، انصبت على توزيع مجموعة من اللوازم المدرسية لفائدة تلاميذ مدرسة توجد بمنطقة نائية بنواحي مدينة الجديدة، وكذا تسليم أجهزة تلفاز لمؤسسات تعليمية، خاصة وأن القطب الإعلامي العمومي يتوفر على قناة رابعة مخصصة للتربية والمعرفة والثقافة. وتابع الإدريسي قوله إن "المنتدى" سيوقع قريباً اتفاقية شراكة مع مؤسسة "نجوم بلادي" في استوديوهات "عين الشق" بالدارالبيضاء. وبعد شهر رمضان، سينظم بتعاون مع "جمعية خريجي العلوم السياسية" في كلية الحقوق ندوة حول "السياسة والتعددية الحزبية". العلاقة مع النقابات وحول العلاقة التي يقيمه "المنتدى" مع الهيئات النقابية المهنية الممثلة داخل الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة، فأجاب بالقول: "الأهداف التي تسطرها أية نقابية مهنية تكون معروفة، وتتجلى بالخصوص في الدفاع عن المصالح التي يخولها "قانون الشغل" للفئات العاملة، والرقي بأوضاع العاملين. و"المنتدى" في قانونه الأساسي ركز على جميع أطر المؤسسة بمختلف رتبهم وكفاءاتهم، لأننا نعتبر أي واحد ينتمي إلى المؤسسة عضوا في "المنتدى". وقد لوحظ هذه السنة أن المكتب التنفيذي قرر عدم الخوض في بطاقات الانخراط، حتى نؤكد للجميع أننا أسرة واحدة ولا يهمنا البحث عن مداخيل مادية، وقد أضفنا في القانون الأساسي فقرة تنص على الاهتمام بالزملاء الذين أحيلوا على التقاعد، فمن غير المعقول الاستغناء عنهم، إننا نرحب بهم وبالأفكار والمشاريع الإيجابية التي يقترحونها، إيمانا منا بأهمية التجربة التي قضوها في مؤسسة الإذاعة والتلفزيون. ولا فرق لدينا بين المنتمي لإطار نقابي معين وغير المنتمي لأي إطار. فأنا شخصيا ككاتب عام سابق لمكتب نقابي معين ما زالت تربطني علاقات أخوية حميمة مع كل الهيئات النقابية الممثلة في الشركة. وللإشارة كذلك، فإننا استدعينا جميع النقابات لأول ندوة نظمناها وكانت حول "الإعلام والسياسة"، علما بأن المكتب التنفيذي للمنتدى يضم بين أعضائه كوادر نقابية تحترم إطارها النقابي وكذا القانون الأساسي للمنتدى، فالانتماء النقابي حق مشروع، والعلاقة التي تربطنا بالنقابات هي علاقة شراكة واحترام، وما زلت أنتظر من المكاتب النقابية الممثلة لأطر المؤسسة مشروع تظاهرة معينة من قبيل ندوة حول وضعية العاملين وكيفية تطوير حقوق العاملين." وسألنا أمين عام "منتدى أطر الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة" عما إذا كان يفكر في تحويل بعض الأنشطة والمشاريع إلى برنامج إذاعي أو تلفزي، فأجاب بالإثبات، وقال: "نحن نطمح إلى أن يصبح المنتدى قوة اقتراحية، فالندوات واللقاءات التي عقدناها بشراكة مع جامعات ومهنيين استعرضنا خلالها أفكارا جديدة أرى أنه من الحيف أن تبقى سجينة فترة ولاية المكتب التنفيذي، باعتبار المنتدى جسرا للتواصل والانفتاح، طالما أن أُطره قادرة على ربح الرهان. وبهذه المناسبة، ناقشت مع مدير الإنتاج والبرمجة في الإذاعة المغربية فكرة ما زالت في المخاض، تتعلق بمشروع برنامج حول الذاكرة الإذاعية تقديم أحد الكفاءات التي قدمت خدمات جلى في دار الإذاعة، هو محمد الجفان الذي يشكل خبرة ومدرسة إعلامية، فالعمل الإعلامي كما يعرف الجميع لا ينتهي بالإحالة على المعاش." *نُشر في جريدة "القدس العربي " اللندنية