وصف محمد الخليفة، الوزير السابق والقيادي في حزب الاستقلال، رئيس الحكومة، عبد الإله بنكيران، بالأخ العزيز والصديق الحميم، والوزير محمد الوفا بكونه قيادي في حزب الاستقلال، فيما قال عن المستشار الملكي، فؤاد علي الهمة، إنه يخدم الدولة من موقع جد حساس، والكثيرون يعتبرونه ذا نعمة، وكل ذي نعمة محسود. وأفاد الخليفة، في حوار مع جريدة هسبريس الإلكترونية، أن المؤتمر الأخير لحزب الاستقلال الذي انتُخب فيه حميد شباط أمينا عاما، لم تسر فيه الأمور بشكل ديمقراطي، وأن جهة ما لم يسمها كانت تحركه من خلف الستار". ورفض الخليفة الإفصاح عن الجهة التي يقصدها، مكتفيا بالقول "إن الذين صوتوا على أي من المرشحيْن ليكون أمينا عاما هم من يستطيعون أن يقدموا شهادتهم للتاريخ، ومن اتصل بهم، ومن وجههم، ومن قال لهم يجب أن تصوتوا على هذا أو ذاك". وفيما يلي النص الكامل للحوار: الأستاذ الخليفة ألقيتم خطابا وُصف بالتاريخي أثناء تخليد جمعية "لا هوادة" لذكرى رحيل الزعيم علال الفاسي، ما هي أسباب نزول هذا الخطاب الذي هاجمتم فيه الجميع؟ مرحبا بهسبريس، وأهنئكم على نجاحكم في الصحافة الإلكترونية، وأتمنى لكم مستقبلا أكثر ازدهارا إن شاء الله. وأرى بأن الخطاب الذي وصفتموه بالتاريخي، كما وصفه الكثير من المتابعين والمحللين السياسيين، كان يمكن أن ألقيه شخصيا باسم الزعيم علال الفاسي أو يلقيه أي شخص آخر لأن المغرب كان في حاجة إلى هذا الخطاب وفي هذا الوقت بالذات. هذا الخطاب يحتاج إليه المغرب، لأنه بكل وضوح وبكل صراحة نحتاج إلى من يأخذ بأيدينا لنلمس الواقع السياسي المغربي، كما هو بدون أن نعطي صورة جميلة لواقعنا والواقع عكس ذلك أو نعطيه صورة سيئة. ولا أتصور بأن هذا الخطاب خطاب هجومي سواء على الحكومة أو على المعارضة، فالخطاب يذهب إلى أبعد من ذلك، صحيح أن بعض الإخوة الصحفيين والإعلاميين فهموا بأن الخطاب هو نفس ما يروج في الحقل السياسي اليوم، أي أن الحكومة تخاطب المعارضة والمعارضة تخاطب الحكومة بأسلوب ربما يبتعد عن التحليل السياسي وتدبير النقاش والمواقف، إلا أن الكل أصبح يهاجم الكل.... ولكن أستاذ.. خطابكم كان كله انتقادات، وطبيعي أن تكون موجهة لجهة ما؟ هي ليست انتقادات.. الموتى لا ينتقدون..الموتى لا يمكن أن يكذبوا.. فلهذا عندما استعرت لسان الزعيم علال الفاسي، فإنني استعرت الزمن أو الدلالة من أجل أن أحلل واقعا سياسيا لا يمكن للعين الناظرة أن تخطئه، ولا يمكن لأي متتبع نزيه أن يقول إن ما جاء على لسان المرحوم سيدي علال في ذكرى أربعين سنة على وفاته، يخالف ما هو قائم في الواقع. لهذا هي عملية جرد، وهي عملية شرح، وهي تشريح لواقعنا المجتمعي وللواقع السياسي بالبلاد بل على العكس من ذلك يمكن أن يقرأ في بعض وفي الكثير من الفقرات عندما يكون الرأي الخاص بأن الحكومة عندها حق أن تسلك الأسلوب الفلاني الذي تسلكه، والمعارضة عندها حق أن تسلك الأسلوب الذي تسلكه.. إذن من ناحية الوقائع هي وقائع لا يمكن لأي محلل سياسي موضوعي نزيه بأن يقول بأنها لا تعبر عن الواقع السياسي المغربي الحالي، وبالتالي فالخطاب هو أبعد من ذلك الخطاب ينحو منحى أن يكون بالفعل خطابا تاريخيا إن صح التعبير، هو ينحو إلى أن هذا هو واقعكم، فما هي أعطابكم وكيف يمكنكم معالجة الأعطاب التي يشتكي منها الواقع السياسي . لا المعارضة الحالية و لا "السي بنكيران" مسؤولان عن توقيف مطالب الإصلاح السياسي منذ سنة 1996 مع أنه المطالبة بالإصلاحات السياسية في دولة مثل دولتنا وفي مجتمع مثل مجتمعنا أوجب الواجبات، لأننا بعد لم نصبح تلك الدولة التي يمكن أن تعد من الدول الديمقراطية العريقة .. نحن في بداية طريق الانتقال الديمقراطي وفي مجتمع مثل مجتمعنا الديمقراطي لا تزال كل يوم تنزل الإصلاحات السياسية فيه كما نرى الكثير من دول العالم. عموما هذا موضوع آخر.. دعني أمر بك إلى محور آخر يتعلق بحزب الاستقلال.. بكلمة ..ماذا يقع داخل حزب الاستقلال أستاذ الخليفة؟ ما وقع داخل حزب الاستقلال لم يقع الآن ..ما وقع يرجع إلى كل ما عشناه منذ أوائل عشرينات هذا القرن، وبالتالي رغم أن المسؤوليات واضحة وكل واحد يعرف ما هي مسؤوليته وأين يتخلى عن واجبه وأين يتخلى عن الدفاع عن حزبه وأين يتخلى عن التشبث بمبادئه.. الكل يعرف ماذا فعل بهذا الحزب من قيادته، ولكنني أستطيع القول بأنه كلنا مسؤولون، ولقد قلت بأننا جميعا مسؤولين، وبأنه يجب أن نعود إلى الطريق الأسلم، وهي الحفاظ على الحزب، لأن الحزب لا نملكه نحن، الحزب عبّر في المراحل الخطيرة من تاريخ المغرب عن ضمير الأمة، وبالتالي هو حزب لا تكتسبه قيادته ولا يكسبه منخرطوه، هو ملك لشعب بكامله. وبالتالي أعتبر بأني عبرت عن هذا بوضوح منذ فاتح شتنبر 2012، واتخذت من القلب ومن العقل ومن المعطيات التاريخية، وقلت بأننا نذهب إلى حتفنا بأيدينا وطالبت الجميع، وناشدت الجميع أن نجعل مصلحة الحزب فوق كل اعتبار، وأن نوقف مهزلة المؤتمر الذي كان سينعقد من أجل انتخاب الأمين العام، لأنه كانت الأمور واضحة وكانت تصريحات الأمين العام للحزب واضحة. وكانت تصريحات السيد وزير التربية الوطنية آنذاك محمد الوفا واضحة، كانت تصريحات الأخوين المتنافسين واضحة، وبالتالي كنا نذهب بالحزب إلى طريق اللاعودة، والذي يراد له أن يطلع سيطلع..والذي لا يراد له أن يكون هو في صدارة الحزب سيختفي، ومن لن يحصل على مبتغاه لن يصبح أمينا عاما للحزب لأن إرادة خارجية كانت تسير الأمور في الوضوح، ولا أقول من خلف ستار. من تقصد بالضبط.. من كان يسير الأمور من خلف الستار؟ أنا ليس عندي ما أخفيه..الذين صوتوا على أي من المرشحين ليكون أمينا عاما هم من يستطيعون أن يقدموا شهادتهم للتاريخ ومن اتصل بهم ومن وجههم ومن قال لهم يجب أن تصوتوا على هذا أو على هذا. إن الأمر الآن تجاوز بالشهور وربما بسنتين، وأعتقد بأنه إنما ننكأ الجروح من أجل أن ندمي القلوب ..ما وقع قد وقع وهذا كان شيئا طبيعي في الظروف التي تم فيها انتخاب الأمين العام لحزب الاستقلال. وبالتالي أعتقد بأن الحزب كان مستهدفا طيلة وجوده طيلة وجوده، الاستعمار الفرنسي ما قصّر في نفي زعمائه وبلغ ضغطه إلى أن يطلب من المغفور له بطل التحرير محمد الخامس أن يتبرأ من حزب الاستقلال. وقال محمد الخامس قولته الشهيرة "أمير المؤمنين لا يتبرأ من أي جماعة من المسلمين"، ولما جاء الاستقلال لم ترتح القوة التي كانت تحارب الحزب دائما حتى انقسم الحزب إلى قسمين والحزب كان مستهدفا دائما، وعلى كل حال واختصارا للوقت فإن ما عليه المشهد الحزبي بالمغرب هو الواقع الذي بكل أسف كله ضغوط واستهدافات ليس لحزب الاستقلال وحده بل للصف الوطني الديمقراطي كله، وهذا ما أوصلنا إلى ما وصلنا إليه. أستاذ الخليفة هل كنتم غير متفقين على قرار الحزب بالانسحاب من الحكومة؟ أولا أعتقد بأن القضية بدأت صغيرة جدا ولكنها كبرت، فمن المطالبة بتغيير الوزراء إلى الانسحاب من الحكومة، لا أعتقد بأن التدبير السياسي يكون بهذا الشكل، إنني أقول دائما إن من حق حزب الاستقلال في صيغته الجديدة أن يطالب بتعديل حكومي. من حقه إن لم أقل من واجبه، لأنه لماذا انعقد المؤتمر أصلا.. انعقد المؤتمر لأن الأمين العام للحزب السابق حوكم محاكمة علنية في اللجنة التنفيذية للحزب على مدى جلسات متعددات كلها تدين تصرفه بمناسبة المشاركة في حكومة السيد عبد الإله بنكيران. تقصد الأستاذ عباس الفاسي ؟ نعم نعم، السيد عباس الفاسي حوكم في اللجنة التنفيذية محاكمة شهيرة لم تسبق ولم تؤرخ في تاريخ أي حزب من الأحزاب المغربية ... ماذا كانت تهمته؟ كانت تهمته أنه لم يستطع أن يدافع عن الحزب في تشكيلة السي بنكيران.. لأننا نحن أقرب الناس في حزب الاستقلال إلى حزب العدالة والتنمية نحن الأقرب إليه... هل كنتم غير راضين على الحقائب التي تولاها الحزب أم على عددها؟ لم يكن الرضا لا على نوعية الحقائب، ولا على الأسماء التي استوزرت باسم الحزب، ولا على العدد الذي خُصص للحزب. ولكن ما الذي أرغمكم على المشاركة أصلا منذ البداية؟ مشاركة حزب الاستقلال في حكومة سي بنكيران هو شيء طبيعي مُسلّم به، لأنه إذا كان حزب بالنسبة لحزب الاستقلال يشاركه المبادئ القيمية والهوية والدفاع عن القيم المغربية بالنسبة لحزب الاستقلال، فهو العدالة والتنمية، وبالنسبة للعدالة والتنمية هو حزب الاستقلال. هذا شيء يجب أن نحافظ عليه دائما لأنه على الأقل بلادنا إذاك ستتوفر على قطب سياسي واضح التوجه، فلهذا السؤال لا يطرح لماذا شاركنا، لأنه من الواجب .. مع من تريد أن نشارك هل نترك السي عبد الإله بنكيران وحده، وكل المبادئ التي يعتنقها حزبه هي جزء مما دافعنا عنه في حياة حزبنا دائما... إذن لماذا الانسحاب؟ قلت لك لم يكن في الأول انسحاب، في الأول كان نظرا للظروف التي انعقد فيها المؤتمر كانت مطالب القيادة الجديدة لحزب الاستقلال في شكله الجديد كانت هي تبديل الأسماء لأن اللجنة التنفيذية كانت تغلي غليانا كبيرا هذا هو الذي أدى إلى انعقاد المؤتمر لأنه كان يمكن أن الأمين العام يقال من الحزب الوطني للاستقلال. لذا بكل موضوعية، أنا لا ألوم الأمين العام لحزب الاستقلال في شكله الجديد على أنه جاء وطلب بهذا، أنا لا ألومه، ولكن في الحقيقة أن الأمر لم يدبر تدبيرا سياسيا، كما يجب بدل الحملة الظالمة التي كانت على حكومة السي عبد الإله بنكيران من حزب الاستقلال والانتقال من تغيير الأسماء بأسماء أخرى إلى الجمود المطلق، والإعلان عن الخروج من الحكومة، أي حزب في العالم وفي العمل السياسي لا يخرج من الحكومة بهذه السهولة وبهذا الوصف، فلهذا ما يفكر فيه الكثير من الإخوان سواء داخل حزب العدالة والتنمية أو غيرهم من المحللين السياسيين أن الأمر بدأ صغيرا ثم كبر، وربما الآثار بانت وظهرت بعد ذلك عند تشكيل الحكومة في صيغتها الثانية. هل كان محمد الوفا من الأسماء التي تم الاعتراض على استوزارها داخل اللجنة التنفيذية؟ قلت لك كان هناك نقاش طويل داخل اللجنة التنفيذية حول الأسماء التي تحملت حقائب وزارية باسم الحزب.. إذن الأمر واضح ..انسحب حزب الاستقلال وبقي محمد الوفا وزيرا.. كيف تعلقون على هذا الأمر؟ أعتقد بأن هذا الأمر لم ينصف فيه لا سي محمد الوفا، ولا السي عبد الإله بنكيران... السي محمد الوفا أحب من أحب وكره من كره، كيف ما كانت شخصيته مقبولة أو غير مقبولة، أسلوبه يعجب الناس أو لا يعجب الناس، هو قيادي في هذا الحزب .. وقاد شبيبة الحزب وكان نائبا برلمانيا وكان سفيرا، وربما تاريخه السياسي هو الذي أهله واختير ليكون في الصيغة الأولى لحكومة السيد بنكيران لأسباب نوقشت داخل ذلك الصراع الذي عرفته اللجنة التنفيذية بعد استوزاره. ولكن المؤلم أنه كيف تريد واحد مثل الوفا أنه يقبل بطرده "ناس للي معرفو الحزب إلا نهار اللي وصلو كاتب عام ديال وزارة" الكل يتحدث عنه وعن مشاكله التي تركها في هذه الوزارة، إنسان لا علاقة له بالحزب أتت به الجغرافية، وقيل له اذهب إلى حزب الاستقلال، فإنه الحزب الذي يدافع عن الصحراء، ويطرد السي محمد الوفا. كيف يعقل السي محمد الوفا يقبل إنسانا في اللجنة التنفيذية جاء من أوربا غير معروف مصدر الثروة ديالو، كيف يقبل إنسان كان البارح في الأمن الوطني واليوم يصبح رئيس جماعة، هذا النوع وهذا الخليط الذي دخل إلى هذه القيادة الجديدة للحزب في شكله الجديد .. نفسية مناضل في حجم محمد الوفا هي لا تقبل بأن تُطرد على يد هذه الأنواع.. وهو على كل حال انتهى به الأمر إلى أن رئيس الحكومة رأى فيه من الصفات ما يخوله اقتراحه على صاحب الجلالة... بنكيران قال عنه بأنه يملك قدرات رهيبة.. كيف تعلق؟ (ضاحكا)..هذه الجمل لا أعرف الإجابة عنها لأن هذه الجمل تحتمل وتحتمل .. عندما يقدم السي بنكيران وصفا دقيقا للسي محمد الوفا عندها أعطيك رأيي.. هذا السي محمد الوفا حتى أنا أقول له قدرات رهيبة... هل تعتقد أنه ناجح في مهامه؟ مقاييس النجاح في العمل الوزاري لا يمكن أن نقومها ونقيمها في كل يوم، يجب أن نحاسب الوزير، وأن نناقش الوزير بالنسبة للمدة والأداء طيلة مدة الحكومة. بدون شك السيد الوفا مثل باقي الوزراء في نهاية مسؤوليتهم سيضعون كتيبا أمام الرأي العام المغربي يتحدثون فيه عن إنجازاتهم، وسيكون هذا قبل الانتخابات بستة أو سبعة أشهر .. وإذ ذاك يمكن أن تحكم على أداء كل وزير.. نعم مسؤولية قطاع التعليم التي كان يتولاه الوفا كانت مسؤولية جد ضخمة فيما يعانيه المغرب اليوم، ومشكل التعليم ليس من السهولة بمكان لأنه ليس فقط الحكومة وليس فقط الوزير ..إن التعليم المغربي مستهدف من جهات متعددة، فالكل يريد أن يأخذ جزء منه لأهداف إيديولوجية وسياسية واقتصادية ومالية وثقافية، وهذا الصراع دائم وملاحظ وبالتالي يكون دور الوزير دورا من الأدوار، رغم أنه يتوفر على ما التزم به لرئيس الحكومة في البرنامج الحكومي، ومع ذلك هناك خرق في ميدان التعليم.. وبخصوص مهمته الحالية فلا يمكن التقييم من الآن، ولكن دعني أقول بأن هذه هي المرة الأولى في تاريخ المغرب يصبح صندوق المقاصة حديث المجامع .. ولكن بدون شك الذي يتحرك لابد أن يُنتقد، والذي ينتقد لابد أن نقول عنه إنه يفعل شيئا .. يجب أن نحكم بالخاتمة لأن العبرة بالخواتم. إذا سألتكم أستاذ الخليفة عن الأغلبية الحالية؟ الأغلبية الحالية جاءت بعد صراعات عميقة وقوية جدا لأن مكوناتها وصلت إلى التجريح الشخصي، وصلت إلى تجريح الذمم بين العدالة والتنمية وبين بعض الأحزاب المشاركة في الحكومة.. الآن العدالة والتنمية كعمود فقري لهذه الأغلبية وكما قلت دائما للسي بنكيران أقول دائما عندما تتاح الفرصة من أجل النقاش ولا سيما أثناء انعقاد تشكيل الصيغة الثانية من الحكومة أنه إذا أريد للسيد بنكيران أن يبقى في الحكومة فإنه سيمكن له أن يشكل أغلبية وإذا لم يرد ذلك فإنه لا يمكن له أن يشكل أية حكومة، هل في هذا الكلام ما يتعارض مع واقع المغرب؟ هذا ما قلته بالضبط والسيد بنكيران أدرى بهذا ولكن حتى لا تكون الأمور مشخصنة، الأعطاب التي يشتكي منها الواقع السياسي المغربي لو كانت حكومة أخرى لاستطعنا أن نقول هذا عطب يشمل الجميع. وبالتالي، فإن الأغلبية لا في مرجعيتها ولا في برامجها ولا في سلوكياتها ولا في التاريخ السيئ الذي كان بين أعضائها عندما كانت في المعارضة، توضح بأن الأمور مجموعة بشكل قصري، لكن ليس هناك من يستطيع أن يلوم السيد بنكيران على هذا التشكيل، وليس هناك من يلوم الآخرين الذين قبلوا بالمشاركة... ما رأيك بكل صدق في السيد عبد الإله بنكيران؟ السي عبد الإله بنكيران أخ عزيز وصديق حميم دائما أسعد بالحديث معه منذ زمن طويل، أعتقد بأنه نفس العواطف التي أشعر بها نحوه يشعر بها، ودائما عندما نتناقش يختم معي بجملة تأثّر فيَ ..يقول لي "أنت منّا يا سلمان"، وهي التي قالها الرسول صلى الله عليه وسلم في حق سلمان الفارسي. وكذلك لن أنس في مدينة مراكش في ندوة ثقافة الإصلاح وكنت استدعيته للمشاركة فيها إذاك كان رجلا يعطيك الانطباع بأنه يجب أن تكون صديقا له، وعندما أطرت معه ندوة حضرها آلاف الطلاب في جامعة الملك عبد المالك السعدي، قال في حقي كلاما لا أقدر على البوح به، وبالتالي فإنه دائما يبقى أخا عزيزا، وأتمنى أن هذه المحبة أن تبقى لله فلله. وما رأيك في فؤاد علي الهمة؟ السي فؤاد علي الهمة رجل يخدم الآن الدولة من موقع كبير، ومن واقع جد حساس والكثيرون الذين يتكلمون عنه يتكلمون لأنهم يعتبرونه ذو نعمة، وكل ذو نعمة عليها محسود. السي فؤاد علي الهمة عندما أسس حزبا في العشرية الماضية كنت ضده وجاهرته بالقول، وهذا نشر رسميا في وقته، وعندما رجع إلى القرب من صاحب الجلالة كمستشار صاحب الجلالة هنأته، وقلت له "أنت الآن الرجل المناسب في المكان المناسب".