قالت تقارير إعلامية إسرائيلية: إنّ وزير الخارجية المتطرف أفيجدور ليبرمان تمكّن بعد اتصالات أجراها مع نظرائه في اليونان والمالديف من إقناع قائد سفينة "الأمل" الليبية التي كانت مُحَمّلة بمساعدات لمحاولة كسر الحصار عن قطاع غزة بتعديل وجهتها ودخول ميناء العريش المصري الواقع عند سواحل سيناء. وأضافت التقارير أنّ الخطوة تأتِي بعد حملة دبلوماسية أطلقتها سلطات الاحتلال الإسرائيلي في الأممالمتحدة منذ الجمعة للطلب من المجتمع الدولي الضغط على طرابلس لوقف السفينة، خاصة وأنّ الأزمة المتعلقة باقتحام سفن "أسطول الحرية" ومقتل ناشطين على متنها ما تزال حاضرة في الأذهان. ووجّهت المندوبة الإسرائيلية في مجلس الأمن، جابريلا شاليف، رسالةً إلى الأمين العام، بان كي مون، قالت فيها: إن إسرائيل تطالب بالضغط على الحكومة الليبية "لإظهار حسّ المسئولية ومنع السفينة من الاقتراب من سواحل غزة،" مؤكدة في الوقت نفسه "حقّ إسرائيل باعتراض السفينة،" بحسب تعبيرها. ونقلت صحيفة "هآرتس" العبرية أنّ السفينة، التي ترفع علم المالديف، ستحمل 12 من أفراد الطاقم، إلى جانب 15 ناشطًا، وعلى متنها أكثر من ألفي طن من المساعدات الإنسانية التي قدمتها مؤسسة القذافي التي يرأسها سيف الإسلام، نجل الزعيم الليبي معمر القذافي. وكانت المؤسسة الليبية قد أعلنت في بيانٍ نشرته على موقعها الجمعة، أنّ السفينة التي تحمل اسم "الأمل" سوف تنطلق من ميناء "لافرو" اليوناني، الذي يبعد حوالي 60 كيلومترًا من شرقي العاصمة أثينا، متجهةً إلى القطاع الفلسطيني الذي يعيش في ظلّ حصار تفرضه عليه سلطات الاحتلال الإسرائيلية منذ ما يقرب من أربع سنوات. وفيما ذكرت المؤسسة في بيان أنها "تدرك تماماً أبعاد المأساة، وحجم التحدي الإنساني القائم، واحتمالات تدهوره"، فقد أعلنت عن إطلاق مبادرتها المتعلقة بتوفير مساكن جاهزة، "تلبّي حاجات الأسر الفلسطينية، التي تعيش بدون مأوى يوفّر الكرامة الإنسانية"، بحسب شبكة "سي إن إن". وقال البيان: "إننا في مؤسسة القذافي العالمية للجمعيات الخيرية والتنمية، مؤمنون بأن جهود كسر الحصار، وقوافل وسفن المساعدات، لا يمكن أن تكون بديلاً عن رفع الحصار الظالم بشكل نهائي، وتمكين الفلسطينيين من حقوقهم الإنسانية." وتابع أنّ "عملاً من هذا النوع، والمنطلق من اعتبارات إنسانية خالصة، ليس إلا تعبيرًا عن التضامن، وتعبيرًا عن رفض الرأي العام العالمي لممارسات الاحتلال، وسياسات التجويع والحصار وتجاهل القانون الدولي، وكل القيم الأخلاقية الإنسانية وممارسة سياسات العدوان." وفي الشأن نفسه، أعلن الناطق باسم السفارة الليبية في أثينا، محمد حافظ أنّ السفينة "الأمل"، التي تحمل علم مولدافيا، ستبحر من ميناء لافريو الجمعة، مشيرًا إلى أن السفينة ستقلّ عددًا من الأشخاص الذين يرغبون في التعبير عن تضامنهم مع الشعب الفلسطيني في غزة. من جانبها، أشارت الإذاعة العبرية إلى أن رئيس أركان جيش الاحتلال، الجنرال جابي أشكينازي، كان قد ذكر قبل أيام أن كيانه المحتلّ لديه معلومات بشأن قرب توجه السفينة الليبية إلى غزة، وشدد على أنه سيتم "التصدي لها بكل الطرق."