دخلت الحرب الدائرة بين حزبي العدالة والتنمية والأصالة والمعاصرة منعطفا جديدا، فبعدما دعا رئيس الحكومة والأمين العام لحزب المصباح عبد الإله بنكيران حزب الجرار إلى حل نفسه، توقع اليوم في لقاء حزبي لمستشارات حزبه أن يقوم "البّام" بما نصحه به ويحل نفسه. وتوقع رئيس الحكومة ليلة السبت بالرباط تحقق نصيحته التي قدمها الأسبوع الماضي لحزب الأصالة والمعاصرة ولقيت ردود فعل من طرف قيادته، بالقول إن "النصحية التي قدمتها للحزب المعلوم والتي أقلقته هي ما سيقع في النهاية لأن المعطوب معطوب مهما حاولت إصلاحه فلن يتم إصلاحه"، يورد بنكيران. وبعدما هاجم الأمين العام لحزب العدالة والتنمية حزب "البام"، واصفا "حالته بالمتدهورة والتي تنتقل من سيئ إلى أسوأ ولن يذهب بعيدا لأنه تم كشفه مع الربيع العربي"، تعهد أمام مستشارات حزبه بفضحه في المناسبات المقبلة"، وخصوصا على مستوى "خلقته وعناصره والخلطة الهجينة التي تم بناؤه بها والأمور التي تأسس عليها" على حد قول رئيس الحكومة. وقال بنكيران في هذا الاتجاه إن الحزب "اقترف من الفساد والاستبداد الشيء الكثير عبر تدمير التحالفات التي شارك فيها حزب العدالة والتنمية والتي كانت ستنهض في البلاد وإفشال العديد من المدن"، مؤكدا أنه "سيأتي وقت قول كل شيء للمغاربة حتى لا يتم نسيان الأمر". رئيس الحكومة عاد ليؤكد لمناضلات حزبه، أن "تدبير الشأن العام ليس لعبة لأنه مرتبط بمصائر الشعوب والأمم والتي تعتبر السياسية جزء منها"، مسجلا أن "المرحلة التي تمر بها البشرية اليوم ديمقراطية بغض النظر عن التفاصيل". وأردف بنكيران في هذا السياق إن "القرار في النهاية سيعود إلى الشعوب رغم غلبة المستبدين في الأرض والذين يصلون في بعض الأحيان إلى إبادة الشعوب لكن الإرادة الشعبية تغلب وستغلب". "حزب العدالة والتنمية لا يمكنه أن يتراجع أو يتخلى واستوعب أن مهمته كبيرة"، يقول الأمين العام لحزب العدالة والتنمية الذي اعتبر أن حزبه "أدمج شريحة من المواطنين لتمنيع وبناء الوطن ليكون إطارا نظيفا للحياة بسبب انتشار الفساد والرشوة"، مبرزا أن هدفه هو بناء "وطن تسير فيه الأمور الأساسية بطرق عادية لأن دورنا المساهمة في الإصلاح"، على حد تعبير بنكيران. المتحدث عاد لمهاجمة الرئيس السابق لمجلس النواب الاستقلالي كريم غلاب، مخاطبا إياه، "ما فديكش وما فيك ربح واخا تمشي ل 90 دقيقة أو غيرها"، مؤكدا أنه "لا يمكن أن يغلب العدالة والتنمية إلا من هو أحسن منها"، قبل أن يستدرك، " في هذه الساعة ليس هناك أفضل منا". وأضاف الأمين العام لحزب المصباح "لسنا لاجئين وسنستمر في أداء مهمتنا مهما كانت الظروف وسنواجه الفساد سواء في الحكومة أو المعارضة"، موضحا لنسائه "لسنا طائفة ولكننا مجموعين على قيم من التزم بها فإنه منا ... ونحن أمل وحلم لا سبيل إليه إلا برجال ونساء يجتهدون". يقول بنكيران.