عند قراءتي لمقال السيد المسكاوي ( النادلات وتدهور علاقة الجنسين والظرفية الاجتماعية ) التي نعتت المرأة المغربية بكل قبيح ، أحسست وكأنني أمام إنسان شرقي من الخليج العربي أو حتى إنسان مغاربي من إحدى دول المغرب العربي المجاورة لا يعرف عن المرأة المغربية سوى كل ماله علاقة بالجنس ، وكأن حياة هذه المرأة في بلادنا قد انحصرت في ذلك . حتى باتت المغربية في كل المشرق العربي بل وحتى بعض الدول الغربية ( إيطاليا ، فرنسااسبانيا ، فرنسا ) مرادفا صريحا للدعارة والانحلال الخلقي ، ومجالا خصبا لتأليف أغرب وأقذر روايات الجنس التي قد يجود بها خيال إنسان عربي مريض كان الجنس همه وغايته في الحياة . لكنني والصراحة تقال رغم كل ما سمعته خلال إقامتي الطويلة بالمشرق العربي من نعوت جاهزة عن المرأة المغربية لم أسمع شرقيا أو شرقية قد وصلت به الجرأة إلى ما وصلت إليه عند الأخ المسكاوي(قد ترغب المرأة المغربية في ابن لها بدون أبوة) ...... !!!!!!!!
وإذا كان هذا هو رأي الرجل المغربي في أمه وأخته وابنته وابنة عمه وابنة خاله وهو الذي يعيش إلى جانبها لحظة بلحظة فلا غرابة أن نسمع ما نسمع من أفواه رجال ونساء المشرق أو حتى دول المغرب العربي الغير بعيدة !!!!! والسؤال الذي أريد أن أطرحه هو مادامت هذه المرأة المغربية قد فقدت كل معاني الطهر والعفة والعفاف حسب رأي الأخ المسكاوي في مقاله فلماذا لا يزال الرجل المغربي يلح على أن يتزوجها بكرا ؟؟!!ما هذا التناقض الغريب إذن ؟؟!! أم هو مجرد تعطش للدماء وبربرية مستترة في هذا الرجل ؟؟!! أو ليست البكارة مقياسا في ثقافتنا للطهر والعفة ؟؟كيف يرضى باستعمالها مقياسا لاختيار الزوجة وهو متأكد تمام التأكد أن النساء المغربيات كلهن يمارسن الجنس بل ويجدن مجالا لإ طفاء شهواتهن متى شئن أكثر من الرجل ( حسب تعبيره )؟؟!! هل هذه سذاجة أم غباء ؟؟!!أم موافقة ضمنية من الرجل على أي ممارسة جنسية تقوم بها المرأة حتى ولو كانت مما تأباه الفطرة البشرية السليمة شرط الحفاظ على غشاء البكارة !!؟؟ ولتنعم البغي ببغائها ولتنغمس المومس في شهواتها مادامت تحافظ على بكارتها ومادام هنالك رجل غبي مستعد أن يتزوجها مقابل ذلك !! وحتى من لم تستطع المحافظة على هذه البكارة فعملية ترقيع بسيطة عند أي دكتور نساء منعدم الضمير قد لا تكلف شيئا وربما تدبر الفتاة ثمنها من قيمة مهرها الذي يدفعه ذلك الرجل الغبي كافية لتخرس ذاك التعطش البربري للدماء !! ولتنل كل من لم تستطع الحفاظ على هذا الغشاء الحكم بالإعدام مقابل زلة ارتكبتها في لحظة ضعف بشري واردة ليست وحدها كافية لأن نصدر من خلالها حكما على حياة كاملة لهذه الإنسانة .!!! ولمن يبحث فعلا عن امرأة عفيفة ، نذكره إن كان يحتاج إلى تذكير أنها لا تنحصر في غشاء بكارة !!! فالمرأة العفيفة هي تلك التي لا تؤمن بأي علاقة جنسية سواء كانت كاملة أو غير كاملة إلا في إطار الزواج الشرعي . والعذرية عندها قيمة دينية أدبية أخلاقية قبل أن تكون صورة مادية أو مجرد غشاء بكارة تحافظ عليه من أجل ليلة حتمية ستساءل فيها عنها أمام الزوج والأهل . والزنا عند المرأة العفيفة هي زنا القلب والعين والأذن واللسان قبل أن تكون زنا الفرج . والعفةعندها استشعار لوجود الرقيب حتى عند الخلوات . والعذرية عند المرأة العفيفة أسلوب حياة كامل منذ سنوات الطفولة إلى نهاية العمر تنهجه الأنثى في تعاملها مع الرجل . وإن هنالك من السيدات المتزوجات من يجوز نعتهن بالعذارى لما يحملنه من سمو ورقي في علاقتهن بالرجل . ثم أو ليس من المنطقي أن من ينشد العفة في شريكته عليه أن يكون هو أولا عفيفا . أو لم يقل الله في محكم كتابه: الخبيثات للخبيثين والخبيثون للخبيثات والطيبات للطيبين والطيبون للطيبات ؟؟!!. أو لم يقل رسوله الكريم :عفوا تعف نساؤكم ؟؟!! إن العلاقة الجنسية الطبيعية هي ممارسة تحتاج إلى رجل وامرأة وإذا ما غابت العفة في أحد هاذين الطرفين كان من الطبيعي أن يستدرج الآخر . فالرجل الذي يمنح نفسه فخر المغامرات النسائية هو أول من يساهم في غياب العفة عند النساء ثم يأتي بعد ذلك ليلقي خطبه البائسة التي تنعي العفة وتترحم عليها !!!!! وإذا أصبح الرجل يفتقد العفة في المرأة المغربية اليوم فإن العفة قد افتقدت في الرجل منذ زمن طويل في مجتمعاتنا العربية الإسلامية . والرجل العفيف بكل ما تحمله الكلمة من معنى بات نكتة تتناولها الألسنة . وتعدد المغامرات النسائية في مجتمعات الرجال في بلادنا العربية هو عند الرجل مفخرة وتأكيد على الفحولة. ولمن يشير بأصبع الاتهام إلى المرأة المغربية ، عليه أن يبدأ أول ما يبدأ بالإشارة إلى المرأة في مجتمعه .فحتى تلك النساء اللائي يقال أنهن من مجتمعات بين قوسين محافظة ويختفين وراء نقاب وعباية سوداء فضفاضة فرضتها عليهن العادات والتقاليد، أو داخل قصور فخمة هي على فخامتها أشبه بالسجون الانفرادية ،هن أيضا قد تنقصهن العفة إذا ما طبقنا المقاييس الحقيقية للعفة .غير أن المظاهر والأسباب قد تختلف . ربما قد تكون عند بعض المغربيات الفقر والحاجة في حين تكون عند تلك النساء الغنى الفاحش والفراغ القاتل !!!وربما قد تمارس المغربية الفاحشة مع خليجي ثري أو حتى مدع للثراء يأخذ قروضا سنوية من البنوك ينفقها على نزواته .في حين تمارس الأخريات الفاحشة مع السائق الهندي أو الباكستاني أو البنغالي في الوقت الذي يقضي فيه الأب أو الزوج الليالي الحمراء والسهرات الملاح في أكبر فنادق الدارالبيضاء أو مراكش . أوفي أرقى مناطقها السكنية أو في أجمل الشاليهات التي صممتها يد معماري مغربي على شواطىء المحيط أو البحر الأبيض المتوسط . إن البغاء مهنة قديمة قدم الرجل والمرأة والدعارة موجودة في كل المجتمعات . والمغربيات لسن كلهن بواغي ولسن كلهن نساء جشعات بائعات للهوى أعمى عيونهن الطمع . المغربيات هن أكثر نساء العرب كدحا وهما، وإن منهن من لكثرة كدحها وهمها قد فقدت حتى الرغبة في الجنس وهي لم تبلغ بعد سن اليأس . وبالتعبير الفقهي . إن الكثير منهن هن نساء غافلات محصنات يقذفن بهتانا وزورا . وإذا كان وجود نساء مغربيات يعملن بالدعارة شيئا مخجلا، فإن الشيء المخجل أكثر من ذلك هو أننا نحن من لم نستطع حمايتهن .