وزير الاتصال يرفض التشكيك في الرواية الرسمية لتفكيك خلية "الفلسطيني" يرى مراقبون أن تصريحات وزارة الداخلية المغربية حول اعتقال شبكات الإرهابيين كلها متشابهة ولا تقدم التفاصيل ، مما يبث بذور الشك في عقول بعض المواطنين الذين يتساءلون إن كان المعتقلون فعلا أعضاء في خلايا إرهابية . لكن وزير الاتصال ، الناطق الرسمي باسم الحكومة خالد الناصري يرفض التشكيك في الراوية الرسمية التي أعلنت من خلالها وزارة الداخلية عن تفكيك "شبكة" تتألف من "احد عشر شخصا من أصحاب الأفكار التكفيرية الجهادية" يقودها فلسطيني. وردا على هذه الشكوك ، تسائل وزير الاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة خالد الناصري قائلا : "هل علينا اعتقال الإرهابيين مع تصويرهم بالبث الحي؟" وأضاف "هذه الملاحظات سخيفة... فالتحقيقات من مسؤولية النيابة العامة". ونقل موقع مغاربية التابع للقيادة الأمريكية الإفريقية،عن الناصري قوله ان عمل الحكومة يتسم بالشفافية التامة وأن الحكومة أصدرت بلاغات واضحة بخصوص الشبكات التي تم اجتثاثها ، مشيرا إلى أن المقاربة الأمنية التي تتبعها الحكومة المغربية أثبت نجاعتها لحد الآن وتؤتي أكلها الآن. وأضاف الناصري قائلا "المغرب مستهدف من قبل الجماعات الإرهابية الدولية. ولهذا تظل قوات الأمن حذرة" ، مشيرا إلى أن أن معظم الجهود كُرست للمجال الديني لأن "الخلايا الإرهابية تستغل الدين ومن المهم أيضا الاستعداد في هذا السياق". إلى ذلك أفاد مصدر قضائي مغربي أن الفلسطيني الذي اعتقلته السلطات المغربية والمشتبه بأنه قد يكون "قائد" شبكة قدمت على أنها "إرهابية"، دخل المغرب في ماي الماضي تحت اسم يحيى الهندي. وقال المصدر نفسه لوكالة "فرانس بريس" : "ان الفلسطيني يدعى يحيى الهندي وقد دخل المغرب في ماي الماضي". وأوضح المصدر أن يحيى الهندي "كان على علاقة خصوصا عبر الانترنت بالعديد من الرعايا المغاربة منذ ثلاث سنوات" ، مضيفا أنه "أُخضع لتلقين إيديولوجي أفغاني باكستاني كما تعلم استخدام السلاح وصنع المتفجرات". بدورها ذكرت مصادر صحفية مغربية أن الناشط الفلسطيني المعتقلكان ينتسب إلى "الجهاد الإسلامي" وأنه قدم الى المغرب بسبب التعاطف الشعبي الذي تحظى به القضية الفلسطينية، بخاصة على صعيد تنظيم كبرى التظاهرات السلمية تضامناً مع الشعب الفلسطيني، ما حدا به - وفق تحريات أمنية - إلى اختيار المغرب وانتقاء نشطاء متعاطفين. وأضافت المصادر أن الخيوط الرفيعة التي أدت الى تفكيك الخلية التي تضم 11 شخصاً، بدأت على اثر قيام نشطاء مغاربة بزيارات متوالية لمناطق جبلية في عمق الأطلس المتوسط، حيث كانوا يبحثون عن ملاذات آمنة في جبال شاهقة ذات تضاريس ومسالك وعرة. ولفتت تلك الزيارات انتباه السلطات المحلية، ما أدى إلى تشديد الرقابة على المنتسبين إلى الخلية التي ضمّت نشطاء من مدن الدارالبيضاء وازيلال وبني ملال. وكانت الخلية - وفق المصادر ذاتها - تخطط لتنفيذ هجمات واغتيالات تطاول شخصيات مغربية وأخرى يهودية تتحدر من أصول مغربية، إضافة إلى منشآت سياحية ومراكز أمنية. وتواصل عناصر الفرقة الوطنية للشرطة القضائية، البحث والتحقيق مع 11 متهما بينهم 7 يقطنون بالدارالبيضاء، بعد متابعتهم بالتخطيط لارتكاب أعمال إرهابية . واعترف ثلاثة متهمين بأن المغاربة المبحوث عنهم كانوا ينسقون معهم قبل الدخول إلى المغرب بجوازات سفر مزورة عبر مطار محمد الخامس الدولي، ويوجد من بين المبحوث عنهم فلسطيني آخر ومغربي لم تتوصل عناصر الأمن إلى مكان إقامته . وضبط في حوزة عناصر الخلية كتب تحرض على الجهاد وأقراص مدمجة، ويخضع عناصر الخلية للتحقيق في مقر الفرقة الوطنية للشرطة القضائية، تحت إشراف النيابة العامة لدى محكمة الاستئناف بالرباط، وستجري إحالة المتورطين على قاضي التحقيق بمحكمة الاستئناف بسلا . وبلغ عدد الفلسطينيين المتورطين أربعة، وتتركز أسئلة المحققين معهم حول أسباب دخولهم المغرب بجوازات سفر مزورة وحول الجهات التي كانت تمول الخلية والأهداف أو المواقع التي كانت تخطط لاستهدافها في إطار نشاطها الإرهابي .