أكد بعض علماء التربية ومختصين في علم الاجتماع أن الإدمان على متابعة مباريات كأس العالم من طرف الأزواج غالبا ما يؤدي إلى تفسخ العلاقات الاجتماعية وتدهور الروابط الأسرية والانعزال الاجتماعي. وأكدت الدراسات الميدانية المنجزة من طرف مجموعة من المراكز والهيئات المدنية والجامعات أن مجموعة من الأسر معرضة لمخاطر المشاجرات والخلافات الزوجية أثناء مونديال كأس العالم. كما أن احتمالات ارتفاع معدلات الطلاق بين الأزواج بسبب هذه التظاهرة العالمية تظل قائمة بنسبة مرتفعة عن غيرها من الأيام الأخرى بسبب التوتر الناجم عن نتائج المباريات. ففي دراسة لجامعة أكسفورد على عينة مكونة من 1000 زوج وزوجة تبين أن 18% من حالات الطلاق على مستوى العالم إبان مباريات كأس العالم التي أجريت في ألمانيا في عام 2006م كانت بسبب الكرة، وقد كان نصيب الدول العربية منها 3%. كما نشرت جريدة الجاردين دراسة مثيرة على عينة مكونة من 1500 زوج وزوجة، تبين أن موسم المباريات تسبب في نشوء أزمة حادة بين الأزواج غالبا ما تؤدي إلى الطلاق. وتؤكد دراسة ميدانية أخرى أنجزها المجلس الاستشاري الأسري تحت إشراف الموجه الأسري خليفة المحرزي أن مباريات كأس العالم التي تجرى بجنوب إفريقيا تحمل الكثير من البهجة والمتعة والترفيه لشريحة كبيرة من الأزواج والشباب، لكنها في نفس الوقت قد تؤدي إلى نشوب حرب الخلافات والمشاكل داخل البيوت لما لها من تأثيرات سلبية في نفسية كلا الزوجين. وبحسب معطيات البحث يستدل انه أثناء الدورة السابقة لكأس العالم وفي الشهرين اللذين تليا كأس العالم سُجل ارتفاع بنسبة 23% في عدد الحالات اللواتي يتوجهن إلى المكتب الاستشاري بطلب البدء بإجراءات الانفصال، فالدراسة التي قام بها المجلس، نتيجة بحث ميداني أجراه على 300 زوج وزوجة، تؤكد أن 47% من الأسر العربية معرضة لمخاطر الخلافات الزوجية أثناء المونديال، وأن 84% من الأزواج يتابعون مباريات كأس العالم بشيء من الاهتمام. كما أقر 67% من الزوجات بتخوفهن من الحالات المزاجية والعصبية التي تنتاب الرجال أثناء مشاهدتهم المباريات، وأن 11% منهن يؤكدن وقوع مشادات كلامية مع الطرف الآخر يتبادل خلالها الطرفان الكلمات النابية والجارحة، في حين أجابت 12% من الزوجات أن المباريات لا تشكل خطرا على حياتهن الزوجية. وحول السؤال الذي يدور حول متابعة الزوجة المباراة مع الزوج، أكدت 70% من الزوجات أنهن ليس لديهن الاهتمام بمتابعة المباريات مع أزواجهن في حين أجابت 20،5% من الزوجات أنهن يتابعن المباريات إلى جانب أزواجهن .