في الوقت الذي كان فيه المشاهد يستمتع بأجواء نهاية مقابلة ألمانيا ضد أستراليا في مونديال جنوب أفريقيا كان المئات من عمال ملعب دوربان يتظاهرون في شوارع المدينة للمطالبة بتحسين أجورهم الهزيلة وأوضاعهم المعيشية ، وذكر شهود عيان أن المظاهرة تحولت إلى صدامات مع الشرطة التي استخدمت الغاز المسيل للدموع لتفريق المتظاهرين كما أنها نجحت في توقيف بعض المشاغبين الذين تسللوا إلى المظاهرة وهم يحملون أسلحة نارية. يذكر أن الرواتب الشهرية تبقى ضعيفة وهزيلة بجنوب أفريقيا وهي لا تتجاوز 245 أورو شهريا مقارنة مع كلفة المعيشة التي عرفت ارتفاعا كبيرا في السنوات الأخيرة، نظرا للزيادات الصاروخية في أسعار المنتجات الاستهلاكية والخدماتية، (أزيد من12،3 % بالنسبة للمواد الغذائية و%30 لأسعار الكهرباء)، وأثرت هذه الارتفاعات بشكل متزايد على القوة الشرائية للطبقات الاجتماعية الفقيرة والمتوسطة بجميع مستوياتها خاصة إذا علمنا أن جنوب أفريقيا تعرف أول ركود إقتصادي منذ 17عاما و أزيد من 43% من سكانها يعيشون بأقل من دولار في اليوم ،وأكثر من 40 % هم من العاطلين عن العمل. و قد سبق لعمال البناء في جنوب أفريقيا أن خاضوا إضرابا عن العمل قبل بداية كأس العالم بعد فشل مفاوضات بشأن الأجور بين الشركات والعمال، أدى إلى توقف العمل في الملاعب الرياضية التي تقام فيها حاليا نهائيات كأس العالم في كرة القدم . ومن بين المطالب الأساسية للعمال المضربين هو زيادة الاجور بنسبة 13 % للرفع من قدرتهم الشرائية التي تعرف منذ سنوات طويلة تدهورا متواصلا بسبب تجميد الأجور والتسريحات الجماعية والبطالة الواسعة لحاملي السواعد.