هددت حكومة جنوب أفريقيا باتخاذ إجراءات صارمة ضد الاحتجاجات العنيفة التي تفجرت نتيجة تواضع الخدمات الأساسية، والتي زادت من الضغوط التي تمثلها إضرابات واسعة النطاق على الرئيس جاكوب زوما. وقد أطلقت الشرطة، الأربعاء الماضي ، الطلقات المطاطية، والغاز المسيل للدموع ، على متظاهرين يطالبون بإقالة مسؤولين محليين من «حزب المؤتمر الوطني الأفريقي» ( الحاكم ) يتهمونهم بالفساد، وألقي القبض على العشرات منهم. وقال وزير الحكم التعاوني، سيسيلو شيسيكا ، في تصريحات إذاعية، "يجب أن يأخذ القانون مجراه.. سنتعامل بشدة مع ذلك لأننا لا نستطيع السماح بذلك.. لن نسمح لأي أحد باستخدام الوسائل غير المشروعة لتحقيق أهدافه". وتعد الأزمة اختبارا أوليا للرئيس زوما الذي تولى السلطة في ماي الماضي بعدما تعهد ببذل مزيد من الجهد لمساعدة الفقراء. وقيدت الأزمة المالية، التي يعاني منها أكبر اقتصاد في أفريقيا، قدرته على تنفيذ البنود الأساسية للبرنامج الانتخابي ل«حزب المؤتمر الوطني». وتأتي الانتخابات في الوقت الذي تواجه فيه الحكومة ضغوطا من عمال يهددون باضطرابات لدعم مطالب بزيادة الأجور. ووافق اتحاد لقطاع الوقود على عرض بتحسين الأجور بنسبة 9.5%، لكنه حذر من أنه قد ينظم إضرابا تعاطفيا مع عمال الورق والعمال الكيميائيين الذين أضربوا عن العمل الأسبوع الماضي. ويهدد عمال المجالس البلدية بالبقاء في المنازل، اعتبارا من يوم الاثنين المقبل، في خطوة قد تبقي عشرات الآلاف من موظفي الحكومة المحلية في المنازل ، مما يصيب القطاع العام بالشلل. وتبحث نقابات الذهب والفحم عرضا بخصوص الأجور، وإذا رفضت النقابات هذا العرض، فستعم الإضرابات بعضا من أكبر المناجم في العالم. وقالت الشرطة إن الهدوء عاد إلى بلدة سياثيمبا ،جنوب شرق جوهانسبرغ , بعد أربعة أيام من الاضطرابات، واندلعت أعمال عنف في بلدات أخرى بعد سلسلة من الإضرابات. وتذكر هذه المشاهد بهجمات وقعت ضد أجانب، العام الماضي، وأسفرت عن مقتل 62 شخصا، كما أنها تضر بصورة جنوب أفريقيا قبل أقل من عام على استضافتها لبطولة كأس العالم لكرة القدم. ويخشى المسؤولون أن تفجر الاحتجاجات هجمات ضد الأجانب مجددا، وذكرت وكالة أنباء محلية أن نحو 30 أجنبيا في بالفورة، قرب سياثيمبا ، سعوا للاحتماء في مركز للشرطة خوفا على حياتهم.