قال مصدر قضائي أن الصحافي المغربي علي عمار ُوضع تحت الحراسة النظرية مساء أمس الاثنين قصد تقديمه للنيابة العامة بالدار البيضاء ، على خلفية شكاية بالسرقة ، وهو ما يمكن أن يؤدي إلى الحكم على عمّار بالسجن لمدة عامين. وكانت الفرنسية صوفي غولدرينغ، والتي عملت مديرة فنية سابقة بأسبوعية "لوجورنال " الموقوفة، قد تقدمت بشكاية السرقة ضد علي عمار مدير النشر السابق لأسبوعية " لوجورنال " وصاحب كتاب " محمد السادس..سوء الفهم الكبير". وذكرت مصادر مقربة من عمار أنه جرى اعتقاله قرب شارع باتريس لومامبا في قلب العاصمة الرباط أمس الاثنين . وكانت الشرطة القضائية قد أوقفت علي عمار وزينب الغزوي الصحافية السابقة بأسبوعية " لوجورنال " ، على الساعة الخامسة وخمس وأربعبن دقيقة من صباح الجمعة الماضية ، بعد اقتحام حوالي 15 رجال أمن لشقة الغزوي. وحسب رواية هذه الأخيرة ، فقد قامت عناصر الشرطة بتكسير باب شقتها بالقوة، والعبث بمحتوياتها مع تهشيم حاسبوها المحمول وبعثرة الأوراق والكتب الموجودة بالشقة ، كما فككوا الأجهزة الإكترونية الخاصة بها وبعلي عمّار. وأضافت الغزوي أن رجال الشرطة التقطوا صورا فوتوغرافية لما تبقى من مأدبة عشاء وزجاجتين فارغتين من النبيذ الأحمر مشيرة أيضا إلى أنه ثم "تقييد علي عمار بالأصفاد، و إجباره على النوم بسريري، وحاولوا إجباري النوم بجانبه ، لكي يلتقطوا لنا صورا، من اجل إثبات تهمة ممارسة الفساد" تقول الغزوي. وقضى علي عمار وزينب الغزوي أزيد من 12 ساعة في ضيافة ولاية الأمن ، ليتم بعد ذلك إخلاء سبيلهما، فيما طالبت الشرطة شفاهيا من علي عمار الحضور يومه السبت لإتمام عملية البحث. وتقول الفرنسية صوفيا غولدرينغ ، أن عمّار استولى على حاسوب محمول ومتعلقات أخرى و20 ألف درهم من محل شركة لتصميم الغرافيك كانا قد أسساها سويا. وأوضح عمار أن تقديم فاتورة الحاسوب المحمول لم تمنع "الإجراء الأمني التعسفي" والتحقيق معه لأكثر من 12 ساعة. ومن جانبها، أفادت غولدرينغ: "ليس صحيحا أن الحاسب المحمول يخص عمار"، موضحة أن الجهاز كان يتضمن بيانات شخصية. وأكد على عمار ان هذا الاتهام "خاطئ وملفق"، وقال "إنهم يهدفون لتشويه سمعتي"، موضحا أن "الحكومة مستعدة لاستخدام أساليب وحشية ضد الأحرار". ويقول علي عمار أن شكاية هذه السيدة الفرنسية ، أعطت الفرصة للشرطة لسؤاله عن آرائه السياسية وكتابه حول محمد السادس الممنوع في المغرب ، مشبها الأمر بما حصل للصحافي التونسي توفيق بن بريك. وكان بن بريك أمضى عقوبة بالسجن ستة أشهر بعدما أدين بتهمة العنف إثر شكوى تقدمت بها امرأة تونسية. غير أن بن بريك وأقاربه نددوا بما قالوا انها "مؤامرة" هدفت إلى إسكاته بعد نشره مقالات في الصحافة الفرنسية تنتقد الرئيس التونسي زين العابدين بن علي.