توفي الجمعة الماضي محمد الرايس ، أحد الناجين من معتقل " تازمامارت " ، ووري جثمان الفقيد مساء اليوم ذاته بعد صلاة العصر بمقبرة الشهداء بالرباط بحضور أفراد من عائلته وعدد كبير من أصدقائه الحقوقيين . ويعد الرايس خامس الناجين من معتقل تازمامارت " الذين توافيهم المنية بعد كل من عبد الكريم المسعودي وعبد الكريم الشامي وإدريس الدغوغي وأحمد الرجالي. وقضى الرايس أكثر من 18 سنة في سجن "تازمامارت" وأصدر كتابا عام 2001 بعنوان: "من الصخيرات إلى تازمامارت: مذكرات ذهاب وإياب إلى الجحيم"، ويروي فيه تفاصيل عن الحياة داخل هذا السجن الذي كانت زنازنينه عبارة عن مجموعة قبور، وكان القتل بعد التعذيب هو المعتاد. وقد شكلت مذكرات الرايس، بداية جديدة لولادة نوع آخر مغاير من الحكي، الذاتي الواقعي، عن تجربة الاعتقال والتعذيب، وتحديدا منذ أن نُشرت تلك المذكرات مسلسلة في جريدة "الاتحاد الاشتراكي" . وأثار نشر تلك المذكرات مسلسلة، في البداية، دهشة كبيرة لدى الرأي العام المغربي والدولي ، حيث تتبعها الكل باهتمام كبير، ليس فقط بالنظر إلى استثنائية مضمونها العام وخصوصيته، في الآن ذاته، والى مباشريتها وجرأتها، ولكن أيضا اعتبارا للحقائق المروعة التي تكشف عنها هذه المذكرات، بعد أن ظلت تلك المرحلة، وتلك الواقعة، يكتنفها الكثير من الغموض والتباين في الروايات، وخصوصا لدى الأجيال الجديدة التي لم تعاصر أحداث تلك المرحلة.