اهتمت الصحف الأوروبية الرئيسية، الصادرة اليوم الأربعاء، على الخصوص، بتطورات الوضع في أوكرانيا، وعملية اختطاف مجموعة كبيرة من الفتيات في نيجيريا من قبل الجماعة المتطرفة (بوكو حرام)، وأحداث العنف التي أعقب مباراة في كرة القدم جمعت بين فريقين إيطاليين، فضلا عن حصيلة السنتين الأوليين من ولاية الرئيس فرانسوا هولاند، وعدد من القضايا ذات البعد المحلي. ففي ألمانيا، اهتمت الصحف بمواضيع كان أبرزها الصراع في أوكرانيا وعملية اختطاف مجموعة كبيرة من الفتيات في نيجيريا من قبل الجماعة المتطرفة (بوكو حرام). وحول الملف الأوكراني، كتبت صحيفة (فرانكفورتر ألغماينه تسايتونغ)، في تعليقها، أن عرقلة إجراء انتخابات رئاسية في موعدها يوم 25 ماي، يهدد بدخول البلاد في فوضى وحرب أهلية، مؤكدة على ضرورة انتخاب قيادة جديدة وشرعية لتفادي الوضع السائد خاصة في شرق أوكرانيا. وترى الصحيفة أن الانفصاليين يرغبون في منع الانتخابات وفي إثارة عدم الاستقرار واستفزاز الحكومة في كييف، مما يدل، تقول الصحيفة، على مخطط مدروس وواضح لدى موسكو. ومن جانبها، تناولت صحيفة (دي كيلر ناخغيشتن) استراتيجية الحكومة الألمانية في معالجة الأزمة الأوكرانية، مشيرة إلى أنه يتعين على وزير الخارجية الألماني، فرانك فالتر شتاينماير، الذي اقترح عقد قمة ثانية بجنيف لهذا الغرض، أن يكون حذرا خلال العودة إلى طاولة المفاوضات بحضور روسيا، خاصة وأن هذه الأخيرة مازالت توجه تحذيراتها للغرب. أما صحيفة (فرانكفورت روندشاو) فركزت، في تحليلها للملف الأوكراني، على دور وسائل الإعلام، ملاحظة عدم التوازن في نقل الأخبار والصور لما يحدث ميدانيا، معتبرة أن ما ينقل يهم فقط وجهة نظر حلف شمال الأطلسي (الناتو) والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدةالأمريكية. وأضافت الصحيفة أن "وسائل الإعلام الغربية لا يجب أن تقمع الحقيقة وتنصب نفسها كشرطي الغرب، بل يتعين عليها أن تعمل بموضوعية وحيادية في نقل كل الأخبار". وتناولت الصحف، من جانب آخر، موضوع اختطاف أزيد من 200 فتاة في نيجيريا من قبل جماعة (بوكو حرام) المتطرفة، وإعلان هذه الأخيرة عن بيعها، حيث اعتبرت صحيفة (فيسر كورير) أن الصراع الإقليمي في أوكرانيا استأثر بكافة الاهتمام ولم يترك فرصة لتناول ما يهدد السلام والتقدم في العالم بأسره، خاصة مسألة "التطرف الديني"، مسجلة أن ما تقوم به (بوكو حرام) ليس من باب الصدام بين الحضارات بل "همجية ضد الحضارات". وأضافت أن تحريم هذه الجماعة تعليم الفتيات ووصفه بأنه قادم من الغرب، يعود بالأذهان إلى فترة الجاهلية حيث كان نصف المجتمع محروما من الحقوق الأساسية ومنها التعليم. وذكرت الصحيفة أن جميع الفاعلين في مجال التنمية يتوصلون في كل تقاريرهم إلى أن النساء هن الأكثر تعرضا للفقر والبؤس في العالم لذلك، ترى الصحيفة أنه لا بد من وجود إستراتيجية عالمية لمكافحة مثل هذه الجماعات التي تريد السير في الاتجاه المعاكس الذي لا يخدم المرأة والتنمية. أما صحيفة (نوي أوسنايبروكه)، فكتبت، في تعليقها، أن المجموعة "الإرهابية" (بوكو حرام) التي أقدمت على اختطاف أكثر من 200 تلميذة، "زعزعت هبة الدولة وسلطتها وبرهنت على أن سلطة البلاد غير قادرة على الحسم ومحاربة المتطرفين، مما قد يشجع على القيام بمزيد من الفظائع". وفي سويسرا، اعتبرت الصحف الرئيسية أن زيارة الرئيس الحالي لمنظمة الأمن والتعاون في أوكرانيا ديدييه بيركهالتر إلى روسيا لإجراء محادثات مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بشأن الأزمة في أوكرانيا تعد بمثابة " مهمة الفرصة الأخيرة". وكتبت صحيفة (لا تريبيون دو جنيف)، تحت عنوان "روسيا أسوأ عدو لنا"، أن بيركهالتر يحظى بالمصداقية لربط جسر مع روسيا المتشنجة. وبالنسبة لكاتب المقال، فقد "حان الوقت للإنصات إلى روسيا التي تشعر بالخوف من تطويق لحدودها من قبل حلف شمال الأطلسي، هذه المنظمة التي كان من الأجدر حلها بعد سقوط جدار برلين". ومن جهتها، تساءلت صحيفة "24 أور" عما إذا كان لا يزال من الممكن إجراء الانتخابات الرئاسية في أوكرانيا في خضم المعارك الدامية التي تدور رحاها شرق البلاد. وأشارت الصحيفة إلى أن موسكو ترفض الاعتراف بالسلطات المؤقتة في كييف وأنها تعتبر مسألة إجراء الانتخابات في الظروف الحالية "أمرا سخيفا". وفي إسبانيا، اهتمت الصحف الرئيسية بقضايا الساعة بالبلاد، وتشمل على الخصوص التقارير الرسمية حول تراجع البطالة في شهر أبريل، ونتائج دراسة استقصائية حول الأحزاب السياسية في البلاد. وكتبت صحيفة (أ بي سي) أن عدد العاطلين تراجع خلال أبريل الماضي إلى 111 ألفا و565 شخصا، مشيرة إلى أن معدل البطالة في إسبانيا انخفض بنسبة 2,33 في المائة. وحسب الصحيفة، فإن شهر أبريل الماضي يعتبر الأفضل في تاريخ إحداث فرص العمل في إسبانيا، مضيفة أنه تم تسجيل زيادة كبيرة أيضا في عدد المنتسبين إلى صندوق الضمان الاجتماعي (133 ألفا) . وتطرقت الصحيفة كذلك إلى نتائج مسح لمركز البحوث الاجتماعية الإسباني يفيد بأن الحزب الشعبي الحاكم وسع الفجوة مع حزب العمال الاشتراكي الاسباني (معارضة) إلى 5,7 في المائة في نوايا التصويت. ومن جانبها، كتبت (الباييس) أن السياحة شكلت قوة دافعة لإحداث فرص العمل في شهر أبريل، مشيرة إلى أنه تم إحداث 60 ألف وظيفة في هذا القطاع. وذكرت صحيفة (الموندو) بدورها أن السياحة لا تزال المحرك الأساسي للاقتصاد الإسباني وذلك بتوفيرها لنصف الوظائف في شهر أبريل. وفي فرنسا، اهتمت الصحف بحصيلة السنتين الأوليين من ولاية الرئيس فرانسوا هولاند، حيث كتبت صحيفة (لاتريبون) أن بداية هذه الولاية تميزت بخطإ في التشخيص تم الاعتراف به في مارس 2013 من قبل رئيس الدولة نفسه خلال لقاء تلفزي على قناة (فرانس2)، مشيرة إلى أن المرشح الاشتراكي قلل من الآثار المدمرة لأزمة سنتي 2008 و2009 على الاقتصاد الفرنسي. وأضافت الصحيفة أن هذا الخطأ تم تفسيره من قبل البعض، ومنذ بداية الولاية ب"البعد عن السلطة"، فيما اعتبره آخرون محاولة لمضاعفة الوعود الانتخابية من أجل الوصول إلى الإيليزي. ومن جانبها، قالت صحيفة (لوموند) إن الرئيس الفرنسي الذي تجاوز سنتين من ولايته، تآكلت شعبيته، مشيرة إلى أنه خسر على مستوى القرب والصدق. أما صحيفة (لوفيغارو) فكتبت من جانبها أن الرئيس الفرنسي ما فتئ منذ سنتين يدعو الفرنسيين إلى مشاركته رؤيته للأشياء، ملاحظة أن فرانسوا هولاند "يأخذ وقته وينشئ اللجان ويترك كل شيء إلى وقت لاحق". وفي إيطاليا، تناولت الصحف موضوع مصادقة لجنة الشؤون الدستورية في مجلس الشيوخ على نص قانوني لإصلاح المجلس، وكذا آخر تطورات الحوادث العنيفة التي ميزت نهائي كأس إيطاليا بين نابولي وفيورنتينا يوم السبت الماضي. وكتبت صحيفة (إيل كورييري ديلا سيرا) أنه تم اعتماد نص مشروع الإصلاح بأغلبية 17 صوتا ضد عشرة أعضاء في مجلس الشيوخ بفضل أصوات حزب "فورزا ايطاليا" المعارض. وذكرت الصحيفة أن نص الإصلاح أثار جدلا داخل أحزاب الأغلبية الحكومية، مضيفة أنه تم التصويت على نص الإصلاح في وقت متأخر بعد أخذ ورد وتهديدات بالإعلان عن تنظيم انتخابات مبكرة في حالة رفض الإصلاح. أما صحيفة (لا ريبوبليكا) فواصلت الحديث عن تطورات أحداث العنف في المباراة النهائية لكأس إيطاليا، مشيرة إلى أنه صدر في حق زعماء أنصار "الألتراس" لفريق نابولي، قرار بالمنع من الملاعب لمدة خمس سنوات بسبب تحريضهم على ''العنف". وبعد أن أشارت إلى إصابة أحد المشجعين بجروح جراء إطلاق رصاصة، قالت الصحيفة إن الشرطة تحقق مع متورطين في القضية بعد اعتقال مشجع لفريق روما يشتبه في كونه يقف وراء عملية إطلاق النار. ومن جهتها، علقت الصحف البلجيكية على التصريحات المثيرة للجدل التي أدلى بها على قناة (إر تي بي إف) ديدي ريندرس أحد وجوه الحركة الإصلاحية، والتي قال فيها إنه بدون الليبراليين في الحكومة "لكنا شهدنا اختطافات واختفاءات للأطفال والديوكسين ...". وتساءلت صحيفة (لاليبر بيلجيك) عما إذا كان ديدي ريندرس ارتكب حماقات بهذه التصريحات، مشيرة إلى أنه قدم أمام الاحتجاجات اعتذارا حقيقيا، لكن الضرر الذي أحدثه بدا واضحا، ذلك أن الحزب الذي وجه إليه انتقاداته (الحزب الاشتراكي) ظهر كضحية وبالتالي فقد أخطأت القنبلة هدفها وعادت إلى الحركة الإصلاحية حيث انفجرت. ومن جانبها، قالت صحيفة (لوسوار) إن ريندرس الذي كان يعتبر مكسبا كبيرا ونقطة قوة لحزبه، أصبح يشكل مصدر ضعف هذه الحركة، فيما اعتبرت صحيفة (لافونير) أنه يفترض أن ديديي ريندرس أساء التعبير عن أفكاره وبالتالي يمكن عدم الاعتداد بها، لكنها أكدت أن الإدلاء بهذه التصريحات مع اقتراب انتهاء الحملة الانتخابية أمر لا يغتفر. وأضافت الصحيفة أن الأسابيع الثلاثة الأخيرة من الحملة الانتخابية تكتسي أهمية بالغة، ذلك أنها تسهم في تشكيل الصورة لدى الناخبين عشية الاستحقاق وأن أي خطوة غير محسوبة قد تكون لها آثار مدمرة، مشيرة إلى أن ريندرس أدرك ذلك بتقديمه اعتذارات في محاولة لإصلاح خطئه.