أكدالمدير العام السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي الذي بات معارضاً مصرياً بارزاً بحملته لتعديل الدستور، أن دعم الغرب للأنظمة القمعية في المنطقة يفسر ظاهرة التطرف. وقال البرادعي في مقابلة نشرتها صحيفة "ذي جارديان" البريطانية أمس الخميس :"إن الفكرة القائلة بأن البديل الوحيد عن الأنظمة القمعية هو بن لادن(زعيم تنظيم القاعدة) وصحبه ، هي فكرة خاطئة، غير أن الاستمرار في السياسات الحالية سيجعل هذه النبوءة تتحقق". وأضاف أن "الناس يشعرون بأنهم يتعرضون للقمع من جانب حكوماتهم، و بأنهم يلقون معاملة ظالمة من قبل العالم الخارجي ، و يستيقظون في الصباح فماذا يرون؟ يرون أناساً يتعرضون لإطلاق النار ويقتلون، أناس جميعهم مسلمون، في أفغانستان والعراق والصومال والسودان ودارفور". وأكد البرادعي أن سياسة الغرب حيال هذا الجزء من العالم فشلت فشلاً ذريعاً في رأيه، داعياً إلى إعادة تقويم هذه السياسة التي لم تقم على الحوار والتفاهم ودعم المجتمع المدني وحرية الشعوب، بل على دعم الأنظمة القمعية. وشدد البرادعي على أنه إذا راهنت على أشخاص بدلاً من الشعوب فستفشل, مشيراً إلي أن "الرهان السياسي الغربي كان على أفراد لا تدعمهم شعوبهم ويفقدون صدقيتهم كل يوم". وقال البرادعي :"بالطبع هناك ديكتاتوريات، لكن هل هناك استعداد للتضحية بمليون مدني بريء (شهداء العراق جراء الاحتلال الأمريكي) كل مرة للتخلص من ديكتاتور؟". واعتبر البردعي أن الهدف من الاعتداء على العراق لم يكن له علاقة بأسلحة الدمار , قائلاً :"كل المؤشرات (من لجنة التحقيق البريطانية في حرب العراق) تؤكد أن الحرب لم تكن لها علاقة بأسلحة دمار شامل، بل بتغيير النظام", لافتاً إلي أنه يتساءل " أين ما يبرر هذا في القانون الدولي؟ وإذا كان هذا انتهاكاً للقانون الدولي، فمن المسؤول؟". وأكد في المقابلة أنه لا يخشى على سلامته الشخصية من أجهزة الأمن في مصر، لكنه كشف أن حكومات أجنبية عدة عبرت له عن قلقها على سلامته بعد اعتقال بعض أنصاره وتعذيبهم. وقال :"أسمع هذا من حكومات مختلفة. يأتي الناس إلي ويقولون لا بد أن تكون حذراً، لكنني لا أريد أن أتحرك مع حراس شخصيين... أشد الناس فقراً وحرماناً يلتفون حولي في الشارع ويقولون أنهم يريدون التغيير. وأنا أريد أن أستمع إليهم". وعاد البرادعي الحائز على جائزة نوبل للسلام في 2005، إلى القاهرة في فبراير الماضي بعدما قضى سنة في فيينا على رأس الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وأعلن استعداده للترشح للانتخابات الرئاسية في مصر العام المقبل إذا ما تعدل الدستور, وأطلق حملة ميدانية قبل نحو أسبوع لكسب تأييد الرأي العام لأفكاره الإصلاحية.