اهتمت الصحف الأوروبية الصادرة اليوم السبت بجملة من المواضيع، كان أبرزها تقييم نتائج زيارة المستشارة الألمانية ولقائها بالرئيس الأمريكي بواشنطن، وتطورات الوضع في أوكرانيا بعد المواجهات بين الجيش الأوكراني والانفصاليين الموالين لروسيا شرق البلاد، فضلا عن تقييم سنتين من حكم الرئيس فرانسوا هولاند. ففي ألمانيا، تناولت أغلب الصحف زيارة المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل لواشنطن والمباحثات التي أجرتها مع الرئيس الأمريكي باراك أوباما، حيث اعتبرت صحيفة (دي فيلت) أن هذه الزيارة مهمة للغاية خاصة وأن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عرض أوروبا لأكبر قلق وتوتر منذ سقوط جدار برلين من خلال الأزمة الأوكرانية. وأبرزت الصحيفة أن كلا من أوروبا وأمريكا في حاجة إلى شريك موثوق به في هذه الظرفية، مشيرة إلى أنه لا يجب على الأوروبيين إقصاء الولايات المتحدة، القوة العظمى، خلال المرحلة الجديدة في معالجة قضايا الاعتداءات على أجزاء من القارة الأوروبية وتفعيل أكبر لدور التحالف عبر الأطلسي. من جهتها ترى صحيفة (زود دويتشه تسايتونغ) في تعليقها أن الوضع الراهن يستدعي التوافق بين ميركل وأوباما لمواجهة الأزمة الكبيرة التي تسببت فيها روسيا، إثر ضمها لشبه جزيرة القرم واحتلال الانفصاليين الموالين لها شرق أوكرانيا، معتبرة أن التضامن عبر الأطلسي ضروري لمواجهة الخطر الذي يهدد بعودة الحرب الباردة. ولاحظت الصحف أن قضية وكالة الأمن القومي الأمريكية لم تنل حصتها خلال مباحثات ميركل وأوباما، حيث طغت عليها المحادثات حول الوضع في أوكرانيا. وفي هذا السياق أبرزت صحيفة (فولكشتيمة) أن حكومة ميركل الاتحادية تولي في الوقت الراهن أهمية قصوى لما يقع في أوكرانيا والاضطراب الذي تسبب فيه الرئيس بوتين في هذا البلد، وليس قضية تنظيم التجسس والخصوصية وأمن البيانات في عصر الإنترنت. من جهتها اعتبرت صحيفة (فرانكفورتر روندشاو) أن هجوم الجيش الأوكراني على الانفصاليين الموالين لروسيا " لم يكن أمرا صائبا"، خاصة وأنه أسفر عن مقتل عدد كبير من الأشخاص، مرجحة أن الحكومة الأوكرانية المؤقتة أرادت، ومن خلال شن هجومها العسكري، أن تثبت أن الوضع في منطقة الأزمة مازال تحت سيطرتها. وخلصت الصحيفة إلى أنه يجب الاعتراف بأن استراتيجية الاستقرار الغربية "قد فشلت" حتى الآن ويتعين، تضيف الصحيفة، العودة إلى طاولة المفاوضات وتقديم الحكومة المؤقتة لاستقالتها في أقرب وقت ممكن، تمهيدا لفتح المجال لقوى سياسية جديدة منتخبة. وفي اسبانيا، سلطت الصحف الرئيسية الضوء على استئناف القتال بين الجيش الأوكراني والمتمردين الموالين لروسيا في شرق البلاد. فكتبت صحيفة (إل موندو) أن أوكرانيا شنت هجوما أدى إلى سقوط عدد من القتلى في صفوف المتمردين، مشيرة إلى أن الجيش الأوكراني شن عملية عسكرية بالقرب من مدينة سلافيانياسك الانفصالية الموالية لروسيا، مما أدى إلى مقتل عدة أشخاص من الطرفين. وأوضحت الصحيفة أن كييف حاولت من خلال هذه العملية استعادة سلطتها على هذه المدينة الانفصالية الموالية لروسيا والخارجة عن سيطرتها منذ منتصف أبريل الماضي، والتي يحتجز فيها منذ أسبوع عدد من المراقبين الدوليين التابعين لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا. وكتبت صحيفة (أ بي سي) من جانبها أن الاشتباكات مع الموالين لروسيا خلفت مجزرة في مدينة أوديسا، مشيرة إلى أن حريقا إجراميا تم إشعاله في "بيت النقابات " مما أدى إلى مقتل 31 شخصا. وذكرت الصحيفة أن موسكو نددت ب" لامسؤولية " الحكومة الموالية للغرب في كييف، فيما هددت واشنطن بفرض عقوبات جديدة ضد روسيا. ومن جانبها ، أفادت صحيفة (إلباييس) بأن عشرات الأشخاص قتلوا خلال اشتباكات أمس الجمعة بين الجيش الأوكراني والمتمردين الموالين لروسيا، مضيفة أن موسكو استبعدت موسكو إمكانية التوصل إلى حل سلمي للأزمة. وفي سويسرا ، اعتبرت الصحف في تعليقها عن الوضع في أوكرانيا أن المواجهة بين مؤيدي وحدة البلاد والانفصاليين الموالين لروسيا يمكن أن تعزز انتشار التمرد فضلا عن رد من روسيا. وتساءلت صحيفة (لاتريبيون دو جنيف) في افتتاحيتها بهذا الخصوص "عما إذا كانت موسكو ستحافظ على وعدها بعدم الرد بغباء كما أكد ذلك رئيس الدبلوماسية الروسية سيرغي لافروف "، مذكرة بتصريح الرئيس الروسي الذي قال فيه إن بلاده ستظل مرتبطة باتفاق جنيف. واعتبر كاتب الافتتاحية بالصحيفة أن التسوية الدولية التي تم التوصل إليها يوم 17 أبريل الماضي وأعطت أملا في المصالحة، "ذهبت أدراج الرياح تماما". من جانبها توقفت (24 أور) عند "رد الفعل الحاسم" لموسكو بعد العملية العسكرية التي شنتها كييف بمنطقة أوديسا، حيث قتل أكثر من 30 شخصا. وأضافت الصحيفة أن الدبلوماسية الروسية حذرت من " انتقام الحكومة الأوكرانية من شعبها"، مسجلة أن كييف غير قادرة على الامتثال لاتفاق جنيف لنزع فتيل التصعيد. أما صحيفة (لوتون) فترى أن " المناوشات بين الغرب وروسيا ما فتئت تتزايد " في مجلس الأمن، حيث يتم اتهام موسكو بإعادة فتح "صندوق باندورا". وفي إيطاليا، تطرقت الصحف الرئيسية من جانبها إلى الأحداث التي شهدتها أوكرانيا يوم الجمعة وأسفرت عن مقتل أزيد من ثلاثين شخصا في منطقة أوديسا، في أعقاب اشتباكات بين مؤيدي الوحدة في أوكرانيا والناشطين الموالين لروسيا. وفي مقال افتتاحي بعنوان '' بوتين يجرب نفس سيناريو جورجيا ''، أكدت صحيفة (إيل مساجيرو) أن روسيا تنهج في حالة أوكرانيا الاستراتيجية ذاتها التي تم اعتمادها في عام 2008 ضد جورجيا، عبر نشر '' قوة صغيرة لكنها فعالة وذات دوافع قوية لمواجهة جورجيا وغزو إقليم منشق''. وأضافت الصحيفة أنه وفقا للاستراتيجيين في موسكو ، فإن نفس السيناريو على وشك أن يعيد نفسه في المناطق الموالية لروسيا في شرق أوكرانيا " بعد نجاح الاختبار في شبه جزيرة القرم"، مضيفة أن " موسكو لديها مشروع واضح يكمن في زعزعة الاستقرار من خلال محرضين متخصصين وضباط المخابرات ". وتحت عنوان '' أوكرانيا، العلامات الأولى للحرب"، كتبت (كورييري ديلا سيرا) أن اشتباكات يوم الجمعة هي أولى بوادر حرب أهلية في شرق البلاد، حيث ستزيد من خطر الغزو. وفي بلجيكا، كرست الصحف أيضا اهتمامها للوضع المتدهور في شرق أوكراني، فتحت عنوان '' هل هناك إرادة لتقسيم أوكرانيا¿'' كتبت (لا ليبر بلجيك) أن تطور الأحداث يزيد من احتمال سيناريو تقسيم البلاد. وأضافت أن دعاية الروس السياسية ضخت بشكل أفضل الاضطراب في وريد دونيتسك التي فقدت فيها السلطات الأوكرانية السيطرة، فضلا عن تعويم المنطقة في مسلسل العنف والفوضى لتوفير شروط التدخل الروسي، مؤكدة أن ما يشجع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على الاستمرار في هذا المسلسل هو ضعف الغرب. من جانبها ترى صحيفة (لوسوار) أن تراجع موسكو في الوقت الحالي يبدو أمرا مستحيلا، مشيرة إلى أن روسيا نددت أمس بخرق اتفاق جنيف وطلبت عقد اجتماع على نحو مستعجل لمجلس الأمن في نيويورك وهو الثالث عشر في غضون شهرين. وأضافت الصحيفة أن ذلك يأتي عقب الأحداث التي شهدها شرق أوكرانيا، حيث أطلقت المليشيات الموالية لروسيا النار على طائرتي هليكوبتر أوكرانية. واعتبرت (لا ديرنيير أور) أن ذلك بمثابة بداية حرب لكن لم يتم تسميتها، مبرزة بتفصيل العملية العسكرية الكبيرة في شرق البلاد،الذي سقط بيد الموالين لروسيا، مشيرة إلى أن الرد الغاضب لكييف على روسيا قد يؤدي مباشرة إلى وقوع كارثة. وبدورها تطرقت الصحافة في بريطانيا إلى موضوع الأزمة في أوكرانيا، مركزة على الاشتباكات العنيفة التي اشتدت بين الانفصاليين الموالين لروسيا والسلطات في كييف. وأبرزت صحيفة (الغارديان) بهذا الخصوص، الأصداء التي تحدث عن وفاة 31 شخصا في الحريق الذي دمر مبنى في أوديسا، المدينة الساحلية بجنوب أوكرانيا الناطقة أساسا بالروسية، في أعقاب اشتباكات بين أنصار وحدة أوكرانيا والناشطين الموالين لروسيا. من جانبها كرست الصحافة البولندية اهتمامها للصراع الذي انتشر خارج شرق أوكرانيا وصولا إلى الجنوب الغربي من البلاد، بما في ذلك أوديسا حيث قتل نحو قرابة أربعين شخصا الجمعة في اشتباكات بين الطرفين المتحاربين. فقد كتبت صحيفة (ريسبوبليكا) أن يوم الجمعة كان الأكثر دموية خلال السنوات الأخيرة في أوكرانيا حيث قتل ما أزيد من 30 شخصا في اشتباكات أوديسا، محذرة من تداعيات هذه الأحداث التي "لا يمكن التنبؤ بها"، ومضيفة أنه على الرغم من العقوبات التي فرضها الغرب ضد روسيا، فإنه لم يتمكن من استتباب السلم أو إسماع صوته بخصوص وضع كييف لدى موسكو. من جهتها كتبت صحيفة (لاغازيت جوريديك) أن الوضع اختلط في أوكرانيا وأن المفاوضات بين موسكو وكييف وصلت إلى طريق مسدود، معتبرة أن هذا الوضع قد يكون مطية لزعيم الكرملين من أجل غزو أوكرانيا بحجة حماية الناطقين بالروسية. وأشارت الصحيفة إلى أن ما يحدث في أوكرانيا قد يتحول في أي وقت إلى صراع مفتوح بين موسكو وكييف أمام فشل الولايات المتحدة وأوروبا في جمع الأطراف المتحاربة إلى طاولة المفاوضات. واهتمت الصحافة الهولندية بالموضوع نفسه، إذ عبرت عن قلقها من تصاعد أعمال العنف في أوكرانيا، حيث اعتبرت بعض الصحف أن هجوم القوات الأوكرانية هدف بالخصوص تحرير المراقبين الأوروبيين الرهائن لدى المتمردين الموالين لروسيا ونزع سلاح هؤلاء وتحرير المباني الحكومية المحتلة. واعتبرت صحيفة (فولكس كرانت) أن روسيا التي دعت عقب ذلك إلى عقد اجتماع عاجل لمجلس الأمن، تشترط وقف كييف لعملياتها العسكرية في البلاد، مشيرة إلى تهديدات الدول الغربية بفرض عقوبات جديدة على موسكو. وفي السويد، انضمت الصحف أيضا إلى تعليقها على تطورات الأحداث في أوكرانيا، حيث ذكرت جريدة (افتونبلاديت) أن الهجوم العسكري الأوكراني ضد الانفصاليين المواليين لروسيا مازال مستمرا، مضيفة أن القوات الأوكرانية سيطرت على محطة التلفزيون كراماتورسك. وأضافت أن القتال العنيف بين الطرفين خلف بين عشية وضحاها 40 قتيلا على الأقل قتلوا في أوديسا. من جانبها، أشارت صحيفة (داغينس نيهيتر) إلى أن واشنطن قد دعت أوكرانياوروسيا لاستعادة النظام واحترام سيادة القانون، مضيفة أن الولايات المتحدة اعتبرت أن الأحداث التي شهدتها أوديسا غير مقبولة. على صعيد آخر، وفي فرنسا، نشرت صحيفة (لاكروا) تحليلا لسنتين من حكم الرئيس فرانسوا هولاند مذكرة بالوعود التي قدمها رئيس الدولة خلال تنصيبه. وأضافت أن الرئيس هولاند قطع على نفسه التزامات في مجال التشغيل خلال الحملة الانتخابية، مبرزة أن فشله في هذا الميدان هو ما ميز السنتين المنصرمتين من ولايته. وقالت في هذا السياق إن منحنى البطالة لم يتم عكسه بل على النقيض من ذلك ارتفع عدد العاطلين ليصل الى 3,3 مليون شخص، مؤكدة أن شعبية الرئيس انخفضت إلى مستويات لم يسبق لأي رئيس فرنسي أن بلغها. من جهتها كتبت صحيفة (ليبراسيون) في موضوع آخر أن المتمردين الموالين لروسيا الذين يسيطرون على مدينة سلوفيانسك (شرق) منذ منتصف أبريل الماضي واجهوا أمس الجمعة عملية للجيش الأوكراني حاولت من خلالها كييف وضع اليد على المنطقة . وأضافت الصحيفة أن مدينة سلوفيانسك توجد تحت سيطرة الانفصاليين المتهمين من قبل السلطة المركزية بالخضوع لأوامر موسكو، مذكرة بأن كييف كانت قد أعلنت قبل عشرة أيام، في محاولة لسحب البساط من تحت أقدام الانفصاليين، عزمها إجراء استفتاء حول وحدة الأمة الأوكرانية واللامركزية،بالموازاة مع الانتخابات الرئاسية السابقة لأوانها المقررة في 25 ماي. من جهتها اهتمت صحيفة (لوفيغارو) بملف الارهاب وخاصة ما يتعلق بعودة الرهائن الاسبانيين والفرنسيين الذين كانوا محتجزين من قبل تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام"، مشيرة الى أن شروط تحرير هؤلاء الرهائن الغربيين توفرت بعد بروز بوادر حرب داخل هذا التنظيم الارهابي. وخلصت الى القول أنه يبدو أن هذا التنظيم أفلح في السيطرة على ما تبقى من العراق وسورية، عبر استقطاب وجلب جهاديين من الشباب من مختلف انحاء العالم.