واصلت الصحف الأوروبية، الصادرة اليوم الثلاثاء، الاهتمام بتطورات الأزمة الأوكرانية التي لم تجد طريقها الى الحل على الرغم من الاتفاق الذي تم التوصل إليه بجنيف. كما تطرقت الى حادث غرق المركب الكوري الجنوبي الذي كان على متنه 475 شخصا، من بينهم 362 طالبا، كانوا في رحلة مدرسية، فضلا عن عدد من المواضيع المحلية. فبخصوص الوضع في أوكرانيا، كتبت صحيفة (زود دويتشه تسايتونغ) الألمانية، تحت عنوان "خيارات بوتين"، أن للرئيس الروسي ثلاثة خيارات، أولها غزو شرق أوكرانيا وضمها كما فعل في شبه جزيرة القرم، وهي خطوة، تقول الصحيفة، "محفوفة بالمخاطر ويمكن أن تجلب متاعب لروسيا وتجعلها في عزلة تامة"، وثانيهاº وهو ما تراه الصحيفة يتوافق كثيرا مع مزاج بوتين، وهو "اللعب بورقة الغاز والعمل في اتجاه مواصلة حرس الحدود لاستفزازاتهم"، وثالثهاº هو مواصلة الكرملين ضغوطه، خاصة على شرق أوكرانيا. وقبل تذكيرها برفض الأوروبيين، منذ بداية النزاع في أوكرانيا، "للخيار العسكري" لحل النزاع في هذا البلد، أشارت (فرانكفورتر ألغماينه تسايتونغ) إلى أن اعلان جنيف الذي تم إطلاقه في عيد الفصح "كان ضعيفا"، إذ لم يوقف سيل التهديدات المتأتية من موسكو، كما لم يفلح في وقف اطلاق النار شرق البلاد. ومن جانبها، اعتبرت صحيفة (نوي أوسنايبروكر) أنه لا يوجد حل بديل عن المراقبة الدولية من أجل القضاء على "حالة التشنج والاضطراب" التي تعرفها أوكرانيا، خاصة في المنطقة الشرقية، حيث تحتل القوات الموالية لروسيا المباني العامة، مشيرة إلى أن عددا كبيرا جدا من الأسلحة يتم تداوله في المنطقة مما يؤكد خطورة الوضع الأمني. ومن جهة أخرى، اهتمت الصحف بالضريبة الجديدة التي من المقرر فرضها على أصحاب السيارات في ألمانيا، منتقدة القرار وداعية إلى إعادة النظر فيه. واعتبرت صحيفة (دي فيلت) الإجراء وسيلة "لملء صندوق وزارة المالية ليس إلا". وفي إسبانيا، قالت صحيفة (إلباييس) إن المتمردين الأوكرانيين الموالين لروسيا طلبوا الدعم والأسلحة لمواجهة القوات الأوكرانية في شرق البلاد، مشيرة إلى أن موسكو لم تستجب بعد لطلب المتمردين. وأضافت اليومية أنه، مع ذلك، اتهمت السلطات الروسية كييف بانتهاك اتفاقيات جنيف وإثارة الاشتباكات التي وقعت أول أمس الأحد والتي خلفت ثلاثة قتلى على الأقل بين المتمردين. وفي السياق ذاته، تطرقت صحيفة (لا راثون) لزيارة نائب الرئيس الأمريكي، جو بايدن، إلى كييف لدعم السلطات الأوكرانية في معركتها ضد نظام فلاديمير بوتين. وذكرت اليومية بأن جو بايدن، الذي انخرط بقوة في الأزمة السياسية بأوكرانيا، منذ اندلاعها في نونبر الماضي، يعد أول مسؤول أمريكي رفيع يزور أوكرانيا منذ زيارة جون كيري في رابع مارس الماضي. ومن جهتها، أوردت صحيفة (إلموندو) أن نائب الرئيس الأمريكي أكد على ضرورة الحفاظ على "الوحدة الوطنية"، ودعا إلى "التعجيل بتنفيذ" الاتفاق المبرم الخميس الماضي بين أوكرانياوروسيا والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي. وأضافت اليومية، في سياق متصل، أن نائب الرئيس الأمريكي سيعرض على كييف مساعدة بلاده، وذلك من أجل التصدي لهجمات المتمردين الموالين لروسيا. وفي بلجيكا، اعتبرت صحيفة (لاليبر بيلجيك) أن موافقة روسيا على اتفاق جنيف لا يؤشر على أي تنازل من قبل الكرملين، مشيرة الى أن الرئيس بوتين يهدف الى توحيد المجموعات الناطقة بالروسية التي تشتت بعد انهيار الاتحاد السوفياتي سنة 1991 . وأكدت الصحيفة أن بوتين يدرك جيدا أن الإسراع إلى تحقيق هذا الطموح يعرض روسيا لعقوبات أكثر قساوة. ومن جهتها، اعتبرت صحيفة (لوسوار) أن التصريحات الأخيرة للرئيس بوتين، والتحركات العسكرية الروسية تهدف إلى إظهار أن موسكو تتحكم في الأجندة الأوكرانية في أفق الانتخابات الرئاسية المقررة في 25 ماي المقبل. وفي نفس الاطار كتبت صحيفة (لاتريبون دو جنيف) السويسرية أن أمل التهدئة الذي لاح في الأفق عقب اتفاق جنيف الذي توخى إيجاد حل لأخطر أزمة منذ الحرب الباردة بين موسكو والغرب، قد تبدد غداة عملية إطلاق النار بسلافيانسك، معقل الانفصاليين الموالين لروسيا، فيما أكدت صحيفة (24 ساعة) أن هذا الحادث أدى الى مناخ من الشك أضعف إعلان جنيف، في وقت لم يبرهن فيه النشطاء الموالين لموسكو حتى الآن عن إرادتهم للامتثال للاتفاق الذي ينص أساسا على نزع أسلحتهم. ومن جانبها، تطرقت الصحف البولونية الى الاتهامات المتبادلة بين موسكو وكييف حول عدم احترام اتفاق جنيف الذي توخى وضع قواعد لبداية تسوية الأزمة بين روسياوأوكرانيا. واتهمت صحيفتا (بولسكا) وريبوبليكا) موسكو بإدخال أسلحة الى اوكرانيا لدعم الانفصاليين الموالين لها الذين يطالبون باستفتاء حول منح الحكم الذاتي لبعض المناطق شرق أوكرانيا. وفي السياق ذاته، ذكرت صحيفة (دانجنس نيهتر) أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وقع مرسوما بخصوص إعادة الاعتبار لتتار شبه جزيرة القرم والأرمينيين والألمان واليونانيين الذين عانوا إبان حقبة القمع الستالينية، مبرزة أن التتار يشكلون 12 في المائة من سكان القرم وكانوا قد قاطعوا الاستفتاء الذي ضمت روسيا بموجبه شبه الجزيرة. وأضافت الصحيفة أن بوتين وقع أيضا قانونا يسهل على الناطقين بالروسية الحصول على الجنسية الروسية، مؤكدة أن الأزمة تتفاقم على الرغم من اتفاق جنيف. وقالت صحيفة (سفينسكا داغبلاديت) إن التطورات الأخيرة للأزمة الأوكرانية تعقد اجراء الانتخابات الرئاسية المقررة في ماي المقبل، مشيرة الى أن الحكومة الأوكرانية ترى أنه من المستعجل إحكام سيطرتها على المناطق الجنوبية والشرقية للبلاد التي توجد في قبضة الانفصاليين الموالين لروسيا. ومن جهتها، تناولت صحيفة (لاكروا) الفرنسية الحرب الدعائية بين موسكو وكييف، مشيرة الى أن كل طرف يؤول الاحداث حسب هواه، ويقدم حججا يصعب التأكد منها، مذكرة بالحادث الأخير لإطلاق النار بسلافيانسك شرق أوكرانيا الذي أدى الى مقتل ثلاثة أشخاص، حسب سلطات كييف، وخمسة أشخاص بحسب القوات الموالية لروسيا. ومن ناحية أخرى، تطرقت صحيفة (لوموند) بتفصيل للسيناريوهات البديلة لمخطط توفير خمسين مليار أورو الذي أعلن عنه رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس، والذي أعده نواب من الحزب الاشتراكي في محاولة لتجميع الأغلبية قبل التصويت على برنامج الاستقرار في 29 أبريل الجاري بالجمعية الوطنية . وتقترح هذه السيناريوهات تطبيق ميثاق المسؤولية بالنسبة للمقاولات الصغيرة جدا والمقاولات الصغرى والمتوسطة، ووقف زيادة بعض النفقات الجبائية والتخفيض من حجم الجبايات المفروضة على المقاولات من 38 الى 33 مليار أورو . أما صحيفة (لوفيغارو)، فكشفت من جانبها عن مخطط من عشرين إجراء للتصدي ل"عملية التجنيد الجهادي في سورية" أعده وزير الداخلية الفرنسي، مبرزة أن "المخطط يتوخى الرصد بشكل مسبق قبل إتمام عملية الاستقطاب والتجنيد للمراهقين من قبل الاسلاميين المعادين لنظام بشار الأسد". وأضافت أن الاجراءات التي يتضمنها المخطط، والتي سيطبق بعضها على الفور وأخرى على المدى الطويل في ارتباط مع تعديل التشريعات، سيتم الكشف عنها غدا الاربعاء خلال اجتماع المجلس الوزاري. ومن جهة أخرى، تطرقت الصحف البريطانية إلى حادث غرق المركب الكوري الجنوبي (سيول) الذي كان على متنه 475 شخصا من بينهم 362 طالبا، كانوا في رحلة مدرسية، مشيرة الى أن حصيلة الحادث في ارتفاع حيث لا يزال 199 شخصا في عداد المفقودين. وأوضحت صحيفة (الغارديان) أنه تم لحد الآن انتشال 104 جثث، فيما يتزايد الغضب من طاقم السفينة المتهم من قبل سلطات كوريا الجنوبية بالتخلي عن الركاب والاهمال وخرق القانون. ومن جهتها، اعتبرت (الدايلي تليغراف) حادث الغرق من بين الكوارث البحرية الأكبر في التاريخ المعاصر لكوريا الجنوبية، مشيرة الى أنه تم اعتقال قائد المركب وثلاثة من أعضاء طاقمه وميكانيكي من قبل السلطات الكورية.