عثر عمال النظافة، ظهر الجمعة الماضي، على جثة قاصر مشرد تحت ردهات فضاء "الكرة الأرضية" وسط الدارالبيضاء، وكشفت المعاينة الأولية التي باشرتها عناصر الشرطة العلمية أن الضحية تعرض للاغتصاب قبل أن يجهز عليه الجاني أو الجناة عن طريق خنقه بحبل متين. وبدا وجه الضحية مجروحا في الجانب الأيمن، وتوحي ملابسه الرثة بأنه مشرد يعيش في نفس المكان الذي لقي فيه حتفه. وحسب إفادة طفل مشرد لرجال الشرطة، فإن الضحية يدعى عثمان ويبلغ من العمر حوالي 17 سنة، غير أنه نفى أن يكون على علم بملابسات الجريمة ومن يقف وراءها. وحول توقيت الجريمة رجح أحد المحققين أن تكون قد تمت منتصف ليلة الخميس الجمعة، بالنظر إلى تصلب الجثة وشروعها في التحلل. وعثر على جثة عثمان مرمية وسط غرفة متسخة كانت عبارة عن مراحيض عمومية وتحولت إلى مطرح للفضلات البشرية والكلاب والقطط الضالة، وشوهدت بعض "الأفرشة" الكرتونية متراصة في ركن منها. وإلى غاية الواحدة من ظهر أول أمس، لم تتوصل عناصر الشرطة إلى مرتكب أو مرتكبي الجريمة، في حين واصلت الاستماع إلى بعض رفاق الضحية الذين تقاطروا على المكان من أجل التعرف على هويته. ولم تمنع الرائحة الكريهة التي كانت تنبعث من مسرح الحادث عشرات المواطنين من التحلق حول سور فضاء "الكرة الأرضية" المتاخم لفندق "حياة رجنسي"، حيث احتشدوا بكثافة لمتابعة مراحل معاينة رجال الشرطة للجثة ومحيطها، وظلوا هناك إلى غاية استخراج جثة الضحية لنقلها إلى مستودع الأموات. ولم يتردد بعض المواطنين في توجيه اللوم إلى مجلس المدينة بتحميله مسؤولية ما حصل، حيث استنكروا إهمال هذا الفضاء، مما حوله –حسبهم- إلى مكان للتغوط ومأوى لبعض المشردين. فيما عزا آخرون مسؤولية ما وقع إلى "تقصير جمعيات حماية الطفولة" وكذا إلى "تقاعس الجهات المكلفة بالمساعدات الاجتماعية عن القيام بالدور المنوط بها". يذكر أن فضاء "الكرة الأرضية"، الذي صممه المهندس الفرنسي "فرانسوا زيفاغو" منذ ثمانينات القرن الماضي، تحول إلى ما هو عليه اليوم بعد أن أخل مجلس مدينة الدارالبيضاء بوعده بفتح الممر تحت الأرضي منذ سنة 2007 إلى اليوم. وكان المجلس قد رصد لإصلاح هذا المشروع ميزانية بقيمة 400 مليون درهم، بمساهمة من البنك المغربي للتجارة والصناعة، لكن الأشغال توقفت به في ظرف 6 أشهر، ولأسباب غير واضحة، ظل الممر مقفلا في وجه الراجلين إلى اليوم.