لم يستطع الفنان محمد لقلع مقاومة دموعه وهو يصعد إلى الخشبة، فحديث مقدم الحفل عن سيرته الذاتية وتصفيقات الجمهور له والتكريم الذي خُصّ به، كلها أمور أسالت دموعه حتى عجز عن الكلام للحظات قبل أن يتحدث شعراً في مدينة أولاد تايمة التي استضافته ومدحاً في حق منتدى أنفاس للثقافة والفن الذي نظم النسخة الأولى من مهرجان هوارة الوطني للمسرح. في موعد الاختتام الذي استمر لساعة متأخرة من ليلة أمس السبت، صعدت إلى الخشبة أسماء أنارت دروب الفن الدرامي بالمغرب. وزيادة على ابن المحمدية، محمد لقلع، الذي بقي وفياً للمسرح والسينما لما يزيد عن ثلاث عقود، فقد صفق الجمهور بحرارة لحسن بديدة الذي قضى جزءاً كبيراً من حياته بمدينة أكادير، والذي فاز مؤخراً بجائزة أحسن ممثل في الدورة الأخيرة لمهرجان طنجة عن دوره في فيلم "هم الكلاب" لهشام العسري، وهو الدور الذي سبق أن خول له الجائزة نفسها في آخر نسخ مهرجان دبي السينمائي. وفيما يتعلق بجوائز المهرجان، فقد حققت مسرحية "تالفين" لفرقة كواليس المسرح القادمة من تيط مليل الجائزة الكبرى، أما جائزة لجنة التحكيم فكانت من نصيب مسرحية "سوالف الكمرة" لفرقة البساط من بنسليمان، في وقت آلت فيه جائزة الانسجام الجماعي لمسرحية "مدينة الجماجم" لفرقة الأوركيدا من مدينة بني ملال. أما الجوائز الفردية، فقد حققت مونية لمكيمل جائزة التشخيص إناث عن مسرحية "سوالف الكمرة"، وحقق الممثلان عبد العالي زهيري عن "تالفين" ونبيل المسناوي" مدينة الجماجم" جائزة أفضل تشخيص ذكور مناصفة، ونال عبد الرحمن السبيطي جائزة التأليف عن "عنبر شكسبير" لنادي خشبة الحي من مراكش. وآلت جائزة السينوغرافيا لعبد العالي فنينة عن مسرحية "الكعكة الجريحة" لمختبر استرادا من الدارالبيضاء، وحقق محمد حتيجي "سوالف الكمرة" وعبد الواحد الخلفي عن مسرحية "حلو الباب" لفرقة الأمل المسرحي من تمارة جائزة الإخراج مناصفة، في وقت نوّهت فيه لجنة التحكيم بفرقتي "المسرح المتوازن "من أزرو و"كوميديانا" من السمارة. وقد ثمن رئيس المجلس البلدي بأولاد تايمة، محمد بوهدود بودلال، هذا المهرجان، وأعرب عن دعم المجلس الكامل لمثل هذه التظاهرات الفنية التي تبغي رفع الوعي الفني بالمدينة وتقديم صورة إيجابية عنها في باقي أرجاء الوطن، في وقت أهدى فيه مخرج مسرحية "تالفين" الجائزة الأولى إلى اللجنة المنظمة، معتبراً أنها هي من تستحق هذا التتويج نظير جهودها طوال خمسة أيام من العمل المتواصل. وفي تصريح لهسبريس، أكد مدير المهرجان، محمد السباعي، أن النجاح الذي حققته الدورة الأولى يعود بالدرجة الأولى إلى مجهودات أعضاء المنتدى الذين يجمعهم حب الخشبة: " رغم أنها أول تجربة للمدينة في تنظيم الملتقيات الفنية، ورغم كل التحديات والمصاعب، فقد استطاع شباب المنتدى إنجاح المهرجان" متوجها كذلك بالشكر للفرق المشاركة ولجنة التحكيم وضيوف المهرجان، ممن قبلوا التواجد بهذه التظاهرة المسرحية رغم ضعف الإمكانيات. ورغم إعلان المنظمين عن نهاية حفل الاختتام بقاعة المركب الثقافي بالمدينة، إلا أن المشاركين أمتعوا جمهور المهرجان بلوحات فنية خارج القاعة استمرت إلى الساعات الأولى من صبيحة هذا اليوم، في دورة نظمت بميزانية صغيرة، لكنها حققت رهاناً كبيرا، وهو كسر العتمة الثقافية التي تعرفها المنطقة.