في غياب دعم مالي من المؤسسات العمومية العيون بمسرحية " مجنون أفكار" تفوز بالجائزة الكبرى للمهرجان الوطني الأول للمسرح الاحترافي والفنون بخريبكة متابعة: نجيب مصباح احتضنت مدينة خريبكة خلال الفترة الممتدة مابين 13 و19 أبريل الجاري، فعاليات الدورة الأولى للمهرجان الوطني للمسرح الاحترافي والفنون، تحت شعار:" الركح فضاء بلا حدود.. إيو تعالو نركح". وبالرغم من غياب الدعم المالي للمهرجان من طرف المؤسسات العمومية بالمدينةوالإقليم، فهذه التظاهرة الأولى المنظمة من طرف جمعية الستار للأعمال الثقافية والاجتماعية بخريبكة، عرفت حضورا جماهيريا مكثفا وساهمت في ترسيخ قيم الحب والإخاء والتسامح وقيم المواطنة الحقة بكل أبعادها، فضلا عن نشر ثقافة مسرحية لدى الشباب عن طريق تنظيم ندوات ثقافية وكذا الورشات التكوينية التي وصلت عددها إلى ست ورشات، أشرف على تأطيرها كل من الأستاذ إدريس سحنون ( الكتابة الدرامية وبناء الحدث)، الفنان بلعيد أكريديس ( الإخراج وتنظيم العمل المسرحي)، الفنان حميد قرمان (إدارة الممثل والارتجال)، المخرج صلاح الدين الهليل ( ورشة المذاهب والمدارس المسرحية) وذ عبد العزيز لهليل (السينوغرافيا). وقد سمح تنوع فقرات المهرجان بإضفاء حيوية خاصة على المدينة وساكنتها منحتها طابعا احتفاليا شكلت الفرجة السينمائية نواته الأساسية، كما أن اللجنة المنظمة لم تدخر جهدا لمنح مجموعة من الفعاليات الثقافية والجمعوية والوجوه المسرحية بالمدينة، إذ تم تكريم كل من مدير دار الشباب الزلاقة ياسين الحسن والأستاذة فاطمة العافي والأستاذ عبد الصادق كعكوع و الحسين مسخون، نورالدين العاشري، بلعيد أكريديس، صلاح الدين لهليل، مروان جوي، عبد الله شرادي، محمد مجروم، عبد الرزاق عامير، المصطفى لوبيري، زكرياء بنخلفية والشاعر والكاتب أحمد زلال. وعرف الحفل الختامي الذي احتضنه فضاء المركب الثقافي مولاي يوسف بخريبكة، مساء يوم السبت 19 أبريل الجاري، توزيع الجوائز على الفرق الفائزة، وربما اختلط الأرق بالحيرة بين أعضاء لجنة التحكيم التي ترأستها الفنانة فاطمة بصور، إلى جانب الدكتور عبد الفتاح الأبطاني، والأستاذ إدريس سحنون، والفنان عدنان باط، والأستاذ خالد حبش، قبل الخروج إلى المنتظرين بالنتائج، فأتت هذه الأخير بإعطاء جائزة الكبرى للمهرجان لمسرحية "مجنون أفكار" لفرقة شباب و إبداع (مدينة العيون)، وجائزة لجنة التحكيم لفرقة الأوركيد للمسرح بني ملال عن مسرحية مدينة المناجم، وعادت جائزة الجمهور لفرقة الستار الذهبي بمدينة الدارالبيضاء عن مسرحية "قاري لكفوف"، وجائزة السينوغرافيا لفرقة التواصل للمسرح والفنون بوادزم عن مسرحية "كازينو"، وجائزة الإنسجام الجماعي لفرقة الكواليس بتطمليل بالبيضاء عن مسرحية "تالفين". وفازت بجائزة التشخيص إناث لكل من : مونية لمكيمل عن مسرحية "سوالف الكمرة" لفرقة مسرح لبساط بمدينة بن سليمان و سارة فارس عن مسرحية "كازينو" لفرقة التواصل للمسرح والفنون بوادزم, في حين حصل على جائزة التشخيص ذكور ل مروان جوي عن (مسرحية "كازينو") و عبد الفتاح عاشق عن (مسرحية "تالفين"). ووجهت لجنة التحكيم تنويه مناصفة بين الممثل عادل مستشار عن مسرحية "الفرناتشي" لفرقة النصر للمسرح بخريبكة و الممثل عبد العالي زهري عن (مسرحية "تالفين"). وحري بالذكر هو أن هذا المهرجان، شكل إحراجا لتواضع البنيات التحتية الثقافية، حيث لا يوجد بالمدينة مركز الإستقبال وإيواء المشاركين والضيوف، إذ لجأ أغلب الممثلون إلى إكثراء بعض الفنادق أو احتضانهم من طرف بعض المتطوعين من أبناء المدينة في بيوتهم باستثناء أعضاء فرقة شباب وإبداع مدينة العيون التي استضافها أحد رجال السلطة بإقامته الخاصة دون مراعاة إلى مشاعر الآخرين، هذا الافتقار في حذ ذاته يترجم عمق معاناة السكان والمثقفين والجمعوين بخريبكة مع تاريخ طويل من التهميش والإقصاء. فما رأي السيد عبد اللطيف شادالي عامل إقليمخريبكة في هذه الواقعة...؟ وهل من آذان صاغية لجعل مركز الاستقبال بالمدينة من أولوياتها، خاصة وأن هيبات ودعم المبادرة الوطنية للتنمية البشرية تستفيد منها إطارات جمعوية برامجها مغلفة وغامضة الاهداف والمرامي ولا يظهر نفعها على أرض الواقع دون حسيب ولا رقيب..؟ وفي موضوع ذي صلة، لمس المشاركون في هذا المهرجان الحاجة الملحة لتجاوز هذا الخصاص "الفضيع" الذي يمثل عائقا واضحا أمام التنمية الشاملة المطلوبة بالمنطقة، كما المنظمين تعاملوا بحس جمعوي تطوعي بذكاء مع هذا الخصاص سواء من ناحية التغدية أو الإيواء. واعتبر أحد المشاركين في تصريح خص به جريدتنا، بأن تنظيم هذه التظاهرة بهذا الحجم يبقى الهدف منها خلق دينامية ثقافية ومسرحية بالمدينة، في إطار فعل تنموي شامل يجعل الإنسان غايته. وتأسف المتحدث نفسه، عن تنظيم هذا الحدث الثقافي في مدينة تفتخر بطاقات شابة طموحة، لكن تحاصرها لعنة التهميش والإقصاء، سيما وهذه المرة يتعلق بالمسرح الذي يجمع بين ثناياه الكثير من حب قيم التربية والإبداع والذوق الفني، والإيمان بأبجديات الحوار والمداولة والمثل والحس الجمالي التعبيري، فقط إذا ما أسدل الستار على الدورة الأولى للمهرجان الوطني للمسرح الاحترافي والفنون بخريبكة، فالستار المعنوي والرهان المستقبلي مايزال مرفوعا على انتظارات هذه المدينة بخصوص أملها في العمل على ضرورة تطويره ومساعدة منظميه على حمل الهم الثقافي والمسرحي. وأردف قائلا بأن المسرح يوصف بأب الفنون، يلعب أدوارا تربوية وتثقيفية وتكوينية هائلة فينمي الوجدان ويهذب النفوس ويسمو بالأذواق ويفجر الطاقات، كما يكشف عن المواهب الكامنة في صفوف الشباب ويحررهم من العقد النفسية والشحنات الانفعالية الزائدة.مضيفا بأن الاحتفاء بالمسرح ومبدعيه هو" احتفاء بالإنسان المغربي الذي يراهن عليه المجتمع.