في الصورة سعاد السباعي أعلنت وزارة الداخلية الإيطالية يوم الأربعاء الماضي،عن تعيين 19 شخصية من قبل وزير الداخلية الإيطالي "روبيرطو ماروني" في إطار تشكيل ما يسمى "لجنة الإسلام الإيطالي". وتقوم مهمة " لجنة الإسلام الإيطالي " –حسب بيان وزارة الداخلية الإيطالية- على إبداء الرأي ومد الاقتراحات ، بناء على طلب من وزير الداخلية فيما يتعلق بالقضايا والإشكاليات التي تهم الجالية الإسلامية بإيطاليا كالمساجد وتكوين الأئمة والزواج المختلط والبرقع وغيرها من القضايا. وتعتبر هذه اللجنة الثانية من نوعها في تاريخ إيطاليا الحديث، بعد تلك التي كان قد شكلها في شتنبر2005 وزير الداخلية أنذاك "جوزيبي بيزانو" و التي احتفظ بها الوزير "أماتو" ،الذي جاء بعده، أثناء فترة حكومة "رومانو برودي". وكانت النائبة البرلمانية "سعاد السباعي" (تحالف اليمين الحاكم حاليا) ذات الأصول المغربية إحدى أهم أعضاء اللجنة الأولى التي كان يبلغ عددهم 16عضوا. استشارة غير المسلمين في أمور الإسلام تضم "لجنة الإسلام الإيطالي" الحالية 19 عضوا يمثلون حسب بيان وزارة الداخلية "منظمات الجالية الإسلامية بإيطاليا،أساتذة جامعيون متخصصون في القوانين الإسلامية وعلاقة الدين بالقوانين بصفة عامة،وكذا صحفيون مقتدرون و كتاب خبراء في الميدان". وعكس اللجنة الأولى التي كانت تضم فقط المسلمين فإن اللجنة الحالية تضم ثمانية أعضاء إيطاليين غير مسلمين من بينهم أساتذة جامعيين مختصين في القضايا الإسلامية ، وكذلك الصحفيان "كارلو بانيلا" و"أندريا موريجي" المعروفان بكتاباتهما التهجمية على الإسلام بصفة عامة والمسلمين بصفة خاصة، فالأول صاحب كتاب "فاشية الإسلام" و "ليس نفس الإله ،ليس نفس الإنسان" وغيرها من الكتب والمقالات التي تهاجم في مجملها الإسلام والمسلمين، وكذلك "أندريا موريجي" الصحفي بجريدة "ليبرو"،أحد منابر الفاشية بإيطاليا، والعضو النشيط بتنظيم "التحالف الكاثوليكي" الذي يعمل على نشر قيم وتعاليم المسيحية في الحياة الإجتماعية وهو نفس التنظيم الذي ينتمي إليه العضو الإيطالي الاُخر "ماسيمو إنتروفينيي" مؤسس مركز الدراسات حول الأديان الجديدة. في حين اقتصر التمثيل الإيطالي من المسلمين في تجديد عضوية كل من السفير "ماريو شالويا" السفير السابق بالعربية السعودية وممثل رابطة العالم الإسلامي بإيطاليا، وكذا تجديد عضوية "يحيى سيرجيو ياهي بالافيشيني" إمام أحد الجماعات المتصوفة بميلانو. بصمة "السباعي" على تمثيل المغاربة باللجنة أما باقي الأعضاء التسعة المكونين ل"لجنة الإسلام الإيطالي" فقد تم توزيعهم على الجاليات الإسلامية ،حيث حظي المغرب بحصة الأسد منها ، فقد تم تعيين كل من "مصطفى المنصوري" رئيس "كونفدرالية المغاربة بإيطاليا" و"جمال بوشعيب" رئيس اللجنة الإستشارية ببلدية "أكويلا" (المدينة التي تعرضت لزلزال مدمر خلال السنة الماضية) وكذا رئيس "جبهة المسلمين المعتدلين"(او الحداثيين حسب التعبير الإيطالي) التي تم الإعلان عن تأسيسها مؤخرا،كما تم تعيين "عبد الله مشنون" سفير الأممالمتحدة وإمام بمدينة "طورينو" وكذا "عبد الله رضوان" مدير مسجد روما (أكبر مسجد بإيطاليا)و "أحمد هبوس" أستاذ بجامعة نابولي، والخمسة كلهم مغاربة لهم نشاطات مختلفة وسط الجالية الإسلامية بصفة عامة والجالية المغربية بصفة خاصة إلا أن ما يوحدهم هو قربهم وتعاونهم مع النائبة البرلمانية "سعاد السباعي" التي تعد الفاعل الأساسي في معالجة القضايا الإسلامية بإيطاليا بل أنها ساهمت في تعيين اللجنة كما أكده عضو اللجنة الأستاذ الجامعي من أصل جزائري "خالد فؤاد علام" ( برلماني سابق عن تحالف اليسار) من خلال مقال له بصحيفة "إلصولي 24 أوري" يوم الجمعة الأخير. كما تم تعيين الصحفي التلفزيوني المصري "محمد أحمد" (القناة 9 ،جهوية) ،و تجديد عضوية كل من "أحمد حجاز" (باكستاني) و "غولشان أنتفالي" ذات الأصول الكينية التي تمثل الطائفة الإسماعلية (شيعة). وسجل مع تنصيب اللجنة الحالية ،عكس اللجنة الأولى، غياب أي تمثيل للحركات الإسلامية الموجودة بإيطاليا والتي تسير معظم المساجد بإيطاليا ،فقد تم استعباد "نور الدهشان" السوري ممثل تيار الإخوان المسلمين بإيطاليا والذي كان يعد المخاطب الرسمي لدى السلطات الإيطالية لسنوات طويلة. ويعتبر بعض المهتمين أن إيطاليا لا تنهج سياسة واضحة المعالم، كما تغيب لصُناع قرارها أية إرادة سياسية ،فيما يخص معالجة الشؤون الإسلامية ،فالأمر مجرد اعتبارات سياسية ،إن لم تكن شخصية في كثير من القضايا. فمع وزير الداخلية الحالي لا تعدو أن تكون القضايا الإسلامية مجرد قضايا أمنية، يجب معالجتها أمنيا، رغم أن الآلاف من المسلمين هم إيطاليون أصلا فإن أهم ما قامت به اللجنة السابقة هو مصادقتها على ما سمي ب "بطاقة القيم" التي تدعو المسلمين إلى التحلي والالتزام بقيم الديمقراطية و التسامح إذا أرادوا الحصول على الجنسية الإيطالية.