المراهقة فترة حرجة من حياة الإنسان تؤدي إلى تغييرات ملحوظة على مستوى المفاهيم والسلوكات واتخاذ المواقف، وفي بداية هذه الفترة يبدأ المراهق في التفكير جديا في مدى استقلاله عن والديه ومحيطه الاجتماعي، وقد يتمرد على السلطة التي كانت مفروضة عليه ويتكون لديه شعور قوي أن الزمن الذي تفرض فيه سيطرة الأبوين قد ولى إلى غير رجعة، وكل من سيحاول مراقبة نمط حياته سيواجه عاصفة من التمرد . منهنا يبدأ تأثيرالأقرانوضغطهم على المراهق، وتبدأحينها الآثار السلبية نتيجة لهذا الضغط ومن ذلك تناول المخدرات بأنواعها، فجميع المراهقين الذين ينتمون لنفس المجموعة ملزمون بتناول المخدرات وفقا لقواعد الجماعة التي تقصي كل فرد يبدي تحفظه أو خروجه عن السلوك المشترك،وعندما يفقد الآباء سيطرتهم على أبنائهم وينظم إليهم في ذلك المربون، يتحول المراهق _ التلميذ إلى أسلوب حياة غير مسؤول يكون عنوانه الإدمان على التدخين وتناول المخدرات. وكانمصدر من مديرية الحياة المدرسية بوزارة التربية الوطنيةوالتعليم العالي وتكوين الأطر قد أشار إلىتنامي ظاهرة التدخين واستهلاك المخدرات في المؤسسات التعليمية بالمغرب و أن الكوكايين يباع في الدارالبيضاء على مقربة من مقر ولاية الأمن بشارع الزرقطوني http://74.53.192.83/?artid=9770 ، وهذا الأمر يعتبر نتيجة طبيعية لسياسة عامة تتجاهل أهمية التوعية في المؤسسات التربوية وتشديد الرقابة على هذه المؤسسات حتى لا تكون بؤرة للاتجار في المخدرات واصطياد المزيد من التلاميذ لينضموا للائحة طويلة من المستهلكين، وقد أفادت بعض الدراسات الميدانية أن12 في المائة من أطفال المدارس الابتدائية في المغرب يدخنون، وأن النسبة ترتفع إلى 60 في المائة في صفوف تلاميذ الثانوي http://www.islamonline.net/IOL-ARABIC/dowalia/adam-4/news-1.asp ،وهي نسب مهولة تدل على خلل في المراقبة والتتبع، وعدم الاهتمام بالقيم التربوية داخل المؤسسات التعليمية وإطلاق الحبل على الغارب في مجال العقوبات الجزائية، فالتوعية لوحدها غير كافية لكبح جماح الإدمان، ونتيجة لسياسة صم الآذان والتحذيرات التي تطلق هنا وهناك أصبحت بعض المؤسسات التربوية بالدارالبيضاء أماكن مأمونة لمدمني المخدرات. إنالفشل الدراسيغالباما يسير جنبا إلى جنبمع ارتفاع نسبالتكراروالهدر والإحساس بالنقمة على الوضع الاجتماعي والتساؤل عن فائدة المدرسة في ظل ارتفاع نسب الخريجين العاطلين بحيث تنعدم المقاربة التوافقية بين عدد الخريجين وسوق العمل، كل ذلك من شأنه أن يزرع بذور الإحباط والشعور باليأس من المدرسة وتعريضها لوظائف أخرى تجنح بها عن المهمة الحقيقية التي أسست لأجلها، فعوض أن تكون منارا للإشعاع العلمي ونشر المعرفة وتصحيح المفاهيم والسلوكات أضحت قبلة لاستهلاك المخدرات حتى صرنا نقرأ عناوين بارزة في الصحف الالكترونية من مثلالمخدرات و" القرقوبي " يغزوان المؤسسات التعليمية http://www.hespress.com/?browser=view&EgyxpID=16390 وعندما تغزو المخدرات فضاءات المؤسسات التعليمية http://www.dafatir.com/vb/showthread.php?t=84126 وأنواع جديدة للمخدرات عند أبواب المدارس بالبيضاء http://www.almaghribia.ma/Paper/Article.asp?idr=17&idrs=17&id=101094 ،كل هذه العناوين لم تغير من الواقع شيئا، فمتى سيتحرك المسؤولون للسيطرة على هذا الوضع ؟ خاصة وأن صاحب الجلالة نبه في أكثر من مناسبة أن التعليم يوجد في صدارة الإصلاحات التي يوليها فائق عنايته http://www.aawsat.com/details.asp?section=4&article=483812&issueno=10860 .