أفادت مصادر ديبلوماسية أن الجزائر رفضت التجاوب مع مساعي مغربية غير مباشرة لمعاودة فتح الحدود المشتركة المقفلة منذ1994. وأوضحت ذات المصادر أن وزير الخارجية المغربي الطيب الفاسي الفهري أبلغ الشخصيات الأوروبية والأميركية والأفريقية المشاركة في منتدى "ميدايز " الذي استضافته مدينة طنجة من 19 إلى 21 نونبر الماضي، رغبة الرباط بفتح الحدود البرية المشتركة. ولوحظ أن التصريحات التي أدلت بها تلك الشخصيات ركزت على دعوة الجزائر للاستجابة للمبادرة المغربية. وقال وزير الخارجية الإسباني ميغال أنخل موراتينوس الذي حضر أعمال "المنتدى" إنه لا يفهم لماذا تبقى الحدود بين أكبر بلدين جارين لأوروبا في الضفة الجنوبية الغربية للمتوسط وهما المغرب والجزائر مُقفلة، فيما أكدت وزيرة العدل الفرنسية السابقة رشيدة داتي، وهي حاليا عضو في البرلمان الأوروبي، أن تلك الحدود سيُعاد فتحها إن آجلا أم عاجلا، مُعتبرة في مؤتمر صحفي عقدته في طنجة على هامش أعمال المنتدى أن "من المؤسف أن تظل الحدود البرية مُقفلة بين بلدين صديقين وجارين يُوحدهما التاريخ". ويعتقد مراقبون أنه لا توجد موانع تحول دون تحقيق هذه الخطوة التي تطالب بها منظمات رجال الأعمال والنخب السياسية والثقافية في البلدان الأعضاء في "الإتحاد المغاربي"، عدا الأسباب السياسية المتصلة بالخلاف على الصحراء المغربية. وقالت مصادر إعلامية جزائرية إن المسؤولين المغاربة الذين شاركوا في أعمال المنتدى كثفوا اتصالاتهم مع الشخصيات الغربية الحاضرة كي تدفع حكوماتها إلى ممارسة ضغوط على الجزائر من أجل الموافقة على فتح الحدود، إلا أن مصادر مغربية مطلعة نفت وجود ضغوط موضحة أن كل ما في الأمر أن المغاربة شرحوا للضيوف وجهة نظرهم من الأسباب التي أبقت على قرار غلق الحدود، ولم تطلب منهم شيئا محددا. وكان الوزير المغربي الفهري حض الجزائريين في خطاب ألقاه في الأممالمتحدة الشهر الماضي على التجاوب مع رغبة المغرب بمعاودة فتح حدودها مع جارها الغربي وتطبيع العلاقات الثنائية من دون انتظار الوصول إلى تسوية لقضية الصحراء المغربية. لكن الجزائر التي لم ترد رسميا على دعوة الرباط، ظلت تعتبر أن الظروف غير ناضجة لتطبيع العلاقات الثنائية وأن فتح الحدود لا يمكن أن يكون خطوة معزولة وإنما هو جزء من معالجة شاملة ومتكاملة.