افادت مصادر دبلوماسية عربية بالرباط ان وزيرة الخارجية الاسرائيلية السابقة تسيبي ليفني تصل للمغرب الاسبوع القادم للمشاركة في منتدى الحوار جنوب جنوب وشمال جنوب . وقالت المصادر ل القدس العربي ان ليفني التي تقود حزب كاديما المعارض ستشارك في الدورة الثانية لمنتدى ميدايز الذي ينظمه معهد اماديوس ما بين 19 و21 تشرين الثاني/نوفمبر الجاري بطنجة. والتقى المستشار الملكي المغربي اندريه ازولاي زعيمة المعارضة الاسرائيلية اثناء زيارة قام بها الشهر الماضي لرام الله والقدس، ووجه لها دعوة للمشاركة في منتدى ميدايز وتمنى عليها ان تقول جديدا في مداخلة من المقرر ان تلقيها في المنتدى الذي يحرضه اكثر من 150 شخصية تشارك في صناعة القرار في 80 دولة. واوضحت المصادر ان ازولاي طلب من ليفني ان تعلن موقفا من مسألة وقف بناء المستوطنات ومبدأ الدولتين الفلسطينية والاسرائيلية حتى يكون لحضورها في طنجة اثرا سياسيا ايجابيا على مسار السلام بالشرق الاوسط. واكدت مصادر وزارة الخارجية المغربية ل القدس العربي ان الحكومة المغربية لم تشارك في ترتيب حضور ليفني الى طنجة، كما انها لن تلتقي اي مسؤول رسمي مغربي. وفشلت ترتيبات زيارة للمغرب كانت مقررة ان تقوم بها ليفني في الايام الاخيرة من توليها وزارة الخارجية الاسرائيلية بعد نصيحة بعدم وجود ما هو ايجابي تسفر عنه هذه الزيارة بعدما ظهر تقلص حظوظها بفوز حزبها كاديما بأغلبية تسمح له بتشكيل الحكومة تتولى ليفني رئاستها. وشارك شالوم بن عامي وزير الخارجية الاسرائيلي الاسبق في الدورة الاولى لمنتدى ميدايز الذي عقد في طنجة 2007. كما شارك وزير الدفاع الاسرائيلي السابق عمير بيرتس في الدورة الثانية ل مؤتمر السياسة الدولية التي عقدت بمراكش نهاية تشرين الاول/اكتوبر الماضي. واقام المغرب علاقات دبلوماسية مع الدولة العبرية صيف 1994 على مستوى مكتب الاتصال، الا انه قرر قطع هذه العلاقات واغلاق مكاتب الاتصال في خريف 2000 احتجاجا على سياسات القمع والعنف الذي مارسته قوات الاحتلال الاسرائيلي ضد الفلسطينيين ابان انتفاضة الاقصى. وجرت خلال السنوات الماضية عدة محاولات لاعادة هذه العلاقات الا انه لم يتسن لها النجاح واكدت المصادر المغربية انه ليست في اجندة الحكومة المغربية مسألة عودة العلاقات مع الدولة العبرية او تطبيع العلاقات معها. وأعلن معهد أماديوس أن عشرات من الشخصيات الدولية أكدت مشاركتها في الدورة الثانية من منتدى ميدايز التي تبدأ يوم الخميس القادم تحت شعار التنمية المشتركة المسؤولة لكن بلاغ للمعهد لم يذكر تسيفي ليفني من بين هذه الشخصيات. وأوضح بلاغ للمعهد الذي يترأسه نجل وزير الخارجية المغربي الطيب الفاسي الفهري أن من بين الشخصيات المشاركة رئيس لجنة الشؤون الخارجية بالمجلس الشعبي الصيني لي تشاو شينغ، ومساعد الأمين العام للأمم المتحدة ومستشاره الخاص في الشؤون الإفريقية الشيخ سيدي ديارا، والمبعوث الشخصي للرئيس أوباما للشرق الأوسط جورج ميتشل، والحائزة على جائزة نوبل للسلام سنة 2004 ووانغاري ماتاي، ووزيرالدولة ووزير الخارجية السينغالي ماديكي نيانغ. وأضاف أن من بين الشخصيات الجديدة التي وافقت على التدخل خلال الجلسات العمومية والمشاركة في لقاءات ثنائية خلال المنتدى يوجد وزير الخارجية السوداني دينق ألور ووزير خارجية مالي مختار وان ووزير الطاقة والمحروقات الأوكراني يوري برودان ونائبة رئيس مجلس الشيوخ المكسيكي يدكول بولفنسكي. وبالإضافة إلى هذه الشخصيات، سبق أن أكد مسؤولون من 80 دولة حضورهم، ومن ضمنهم، رئيس الحكومة الاسبانية خوسي لويس ثاباطيرو، والوزير الأول الزيمبابوي مورغان تسفانغيراي، والوزير الأول الإيفواري غيوم كيغبافوري سورو، ومساعد الأمين العام للأمم المتحدة المكلف بالشؤون الاقتصادية والاجتماعية تشا تسو كانغ، ونائبة رئيس البرلمان الأوروبي رودي كراتسا تساغاروبولو. كما تأكدت مشاركة عمرو موسى الأمين العام للجامعة العربية، وصائب عريقات كبير المفاوضين الفلسطينيين، والأميرال لوسيانو زاباتا قائد مساعد في القيادة الحليفة لحلف شمال الأطلسي، ومارك أوطي الممثل الخاص للاتحاد الأوروبي في عملية السلام بالشرق الأوسط، ودانييل كورتزير مستشار الرئيس الأمريكي باراك أوباما للشرق الأوسط، وفابيو كوسا وزير الداخلية والعدل الكولومبي، وأعضاء بمجالس الشيوخ والنواب من بينهم رشيدة داتي ورؤساء المقاولات. كما يشارك ممثلون عن المجتمع المدني مثل الكونفدرالية الجزائرية لأرباب العمل، والكونفدرالية الإسبانية لمنظمات أرباب العمل، والاتحاد العام لمقاولات المغرب، والكونفدرالية الصناعية البرتغالية، ودائرة اقتصاد التنمية بالإمارات العربية المتحدة، ومجلس التنمية الاقتصادية في البحرين، وحركة المقاولات بفرنسا ورابطة رجال الأعمال القطريين. ويتمثل الهدف من منتدى ميدايز 2009 الذي يشكل بالنسبة للمنظمين مناسبة لبحث صيغ ملموسة لتحسين العلاقات شمال - جنوب وجنوب- جنوب للخروج بتوصيات عملية في وضع مفهوم التنمية المشتركة المسؤولة في صلب الرهانات العالمية. وأوضح بلاغ للمعهد أن اللقاء، الذي يتميز بتنوع المتدخلين وانفتاحه على قضايا ذات أولوية، يشكل فضاء للحوار ولمناقشات غير مسبوقة في دول الجنوب، مضيفا أن منتدى ميدايز بطنجة يطمح لأن يصبح موعدا لا محيد عنه لصناع القرار السياسي والاقتصادي بمنطقة أوروبا والشرق الأوسط وإفريقيا. وأشار إلى أن مدينة طنجة ستصبح مجددا لبضعة أيام قرية عالمية والمكان الوحيد والمفضل لحوار الجنوب مع الشمال.