في الوقت الذي تحدثت فيه عدة مصادر عن زيارة مرتقبة لوزيرة الخارجية الإسرائيلية السابقة تسيبي ليفني للمغرب للمشاركة في أشغال الدورة الثانية لمنتدى «الحوار جنوب جنوب وشمال جنوب، بطنجة، نفى إبراهيم الفاسي الفهري، نجل الطيب الفاسي الفهري وزير الخارجية المغربي ومدير معهد «أماديوس»، المنظم لهذه المنتدى، أن يكون معهده وجه أية دعوة إلى وزيرة الخارجية الإسرائيلية السابقة، وقال في اتصال هاتفي مع «المساء» «إنه لا علم لي بهذا الأمر»، مشيرا في هذا السياق إلى «أن لائحة المدعوين إلى المنتدى لا تتضمن اسم تسيبي ليفني»، لكنه أكد في المقابل وجود أسماء ليهود مغاربة تحملوا مسؤوليات سياسية في إسرائيل في لائحة المدعوين مثل «شلومو بنعامي». واعتبر إبراهيم الفاسي الفهري حضور بنعامي إلى أشغال هذا المنتدى ذا طبيعة مدنية، خاصة أن الأخير، حسب قوله، ابن مدينة طنجة وتحركاته في الفضاء العام لم تعد تندرج في السياق السياسي الصرف وإنما في سياق مدني وحقوقي، مشددا على أن ما هو أهم من ذلك كله هو أن المنتدى أصبح له ثقل ووزن وينتظر أن يشارك في دورته الثانية أكثر من 700 شخصية، بينها أكثر من 150 شخصية مؤثرة في بلدانها ستتقدم بمداخلات تهم قضايا التنمية والنمو الاقتصادي والحكامة الجيدة ومختلف الإشكالات المطروحة في القضايا بين دول الجنوب ودول الشمال. وتبدأ غدا في طنجة أشغال الدورة الثانية لمنتدى «ميدايز» وسط إدانة محلية ووطنية لانعقاده بسبب استضافته شخصيات حكومية إسرائيلية بإشراف من معهد «أماديوس». ودعت هيئات حقوقية وحزبية إلى الاحتجاج أمام فندق «موفنبيك»، الذي سيعقد فيه المنتدى غدا الخميس على الساعة السادسة مساء، احتجاجا على وجود مسؤولين إسرائيليين. ووضع ثلاثة محامين مغاربة، أول أمس الإثنين، شكاية لدى الوكيل العام للملك بمحكمة الاستئناف بالرباط، ضد تسيبي لفني، وزيرة الخارجية الإسرائيلية السابقة، وذلك لارتكابها، حسب الشكاية، مجازر وجرائم يعاقب عليها القانون المغربي والقانون الدولي، خلفت المئات من الشهداء والضحايا من بينهم الشهيدة المغربية الجنسية رقية أبو النجا وزوجها الصحافي الفلسطيني. وطالب كل من النقيبين السابقين عبد الرحمان بنعمرو، وعبد الرحيم الجامعي، والمحامي خالد السفياني، في شكايتهم، بعشر مطالب على رأسها إجراء البحث ضد لفني تلقائيا أو بواسطة مسطرة التحقيق ومتابعتها من أجل الجرائم التي اقترفتها ضد الشعب الفلسطيني خلال اجتياح قطاع غزة في دجنبر 2008، والأمر بنشر برقية بحث واعتقال دولي ضدها وتسليمها للسلطات المغربية. كما طالب المحامون الثلاثة بتكليف منظمة «الأنتربول» بالتدخل لمساعدة العدالة المغربية لاعتقال لفني وتسليمها للقضاء المغربي، والاستماع إلى كل من له معلومات ووثائق من شأنها مساعدة العدالة وكشف الحقيقة سواء اتعلق الأمر بمسؤوليين إداريين وحكوميين ودبلوماسيين وأمنيين مغاربة، أو مسؤولين سياسيين ودبلوماسيين أجانب معتمدين بالمغرب. وطالب بيان «مجموعة العمل الوطنية لمساندة العراق وفلسطين» باعتقال من أسماها «الإرهابية ليفني» إذا وطئت قدماها أرض المغرب ومحاكمتها ومحاكمة كل من سعى إلى حضورها واستضافتها». من جهة أخرى، قال بيان صادر عن الكتابة الإقليمية لحزب العدالة والتنمية بطنجة إن «حرص معهد أماديوس على دعوة رموز الدولة الصهيونية لحضور أشغال المنتدى أمر غير مقبول وتحد سافر لتوجهات المغرب الداعمة للحق الفلسطيني ولقضية القدس المبارك». واعتبر البيان أن معهد أماديوس «يتنصل من التزامات المغرب الرسمية والشعبية باستضافة صهاينة على رأسهم تسيبي ليفني وشلومو بينعامي لحضور أشغال منتدى ميدايز بطنجة، وأن أهل طنجة خرجوا السنة الماضية منددين بمثل هذا النشاط التطبيعي المشبوه».