ما منْ لقاءٍ حزبِيٍّ يحضرهُ رئيس الحكومة، عبد الإله بنكيران، إلَّا ويبعثَ عبره أكثر من رسالة يتحدثُ فيها عنْ حالِ حكومته شاكيًا المشوشين على عملها، مثلمَا اغتنمَ حديثه يوم الخميس، أثناء إطلاق المهرجان الافتتاحي لانطلاق قافلة المصباح في نسختها السابعة بمدينة القنيطرة، ليقول إنَّ الحكومة التي يقودها حزب العدالة والتنمية تقاوم كل مساعِي التشويش والكذب، كما تجابهِ محاولات الانحراف والإبقاء على الأمور في ثباتها. وجدد بنكيران هجومهُ على القناة الثانية، ومنابر إعلامية اعتبرها مشوشة على التجربة الحكومية، " هناك منابر إعلامية تنكرت لهوية المغاربة، وعليكم ألا تتابعوا ما تبثه وإلا ستضيعون هذه التجربة" يخاطب بنكيران المئات ممن حضروا المهرجان المذكور. بنكيران الذِي أبقى على خطابه في ترميز أشار إلى "قناة الدولة"، التي قال إن شغلها الشاغل هو معاداة التجربة الحكومية. معتبرًا تغطيتها لإضراب المخابز غير موضوعية، وقد أعلنت أن الإضراب نجح في حين أنه لم ينجح إلا بنسبة 11 بالمائة. وتابع رئيس الحكومة مداخلته التي سعى عدد من المعطلين إلى مقاطعتها، بالقول إن حكومته جاءت من أجل الإصلاح، وإنها مصرة علي المضي قدمًا فيه، مهما بلغ التشويش الذي يمارس على انجازاتها، "والذي يكون تارة باستخدام وسائل الإعلام وتارة بالمظاهرات"، مبرزا أنه سيتصدى لكل ذلك وأنه "مخايفش" من كل ما يقوم به خصومه. على صعيدٍ آخر، عادَ بنكيران ليوجه انتقاداته لحميد شباط، الأمين العام لحزب الاستقلال، وإنْ لم يذكره بالاسم، ذاهبًا إلى أنه فقد مصداقيته، وأنَّ المغاربة أصبحُوا يضحكون عليه، بعدما فشل إلى اليوم في تبرير خروجه من الحكومة. المتحدث ذاته، رفضَ ما اعتُبر تسويقا من حكيم بنشماس، القيادي في الأصالة والمعاصرة، لإجراء حكومي يتعلق بتجديد أسطول سيارات الأجرة، على أنه انجاز لحزب "البام"، متسائلا بسخرية عما إذا "أصبح بنشماس وزيرا في الحكومة دون علمي"، موضحا أن العهد الذي كان يتم فيه السطو على انجازات الحكومة انتهى وأن حكومته قادرة على الإنجاز فعلا. وانتقد رئيس الحكومة محاولات بعض الجهات، التي لمْ يحددها، استغلال التدشينات الملكية ونسبتها إليها، مشيرا إلى أن الحكومة تشتغل وتحاول جاهدة تنزيل برنامجها الإصلاحي، وأن مواجهتها لن تزيدها إلا صمودا، وخاطب بنكيران خصومه قائلا " إذا كنتم أنتم فقط من يواجه الحكومة فاطمئنوا لأن المغاربة يعرفونكم جيدا ويعرفون العدالة والتنمية ولن تنجحوا" في إشارة واضحة إلى شباط والكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي ادريس لشكر. وختم بنكيران مداخلته التأكيد على أنه سيواصل مسيرته ولن يتراجع، إلى أن يحقق الإصلاحات الممكنة ويحمي أموال الشعب المعرضة للنهب على حد تعبيره، ومشددا على أنه لن يخاف من التشويش حتى اذا استُخدم فيه ما وصفه بالإعلام الفاسد.