فتح عبد الإله بنكيران، رئيس الحكومة، والأمين العام لحزب العدالة والتنمية، النار، مجددا، على من وصفهم بالمشوشين، الذين يتنكرون لهويتهم ويحاولون بكل الوسائل ضرب التجربة الحكومية الحالية بنشر الإشاعات والأكاذيب، بهدف عرقلة مسيرة محاربة الفساد والمفسدين وإفشال كل المبادرات الرامية إلى تمكين الطبقات الفقيرة من حقها في خيرات وثروات هذه البلاد، على حد تعبيره. وقال بنكيران، في كلمة ألقاها مساء أول أمس، وسط جمع حاشد من أنصاره غصت بهم قاعة بلدية القنيطرة، بمناسبة المهرجان الافتتاحي لانطلاق قافلة المصباح في نسختها السابعة، «هناك جهات متضررة من التوجه الإصلاحي الذي تنهجه الحكومة، لحماية أموال الشعب من النهب والتشتت، وتسعى إلى محاربتنا وإلهائنا عن مواجهة القضايا المصيرية الكبرى، والقيام بمحاولات لاستدراجنا واستفزازنا. والحكومة فطنت إلى ذلك، ولن تنساق وراءه، وعلى المواطنين أن يعوا جيدا مخططات الإعلام الفاسد». وهاجم رئيس الحكومة بشدة، القناة الثانية، التي أسماها قناة الدولة، وانتقد انخراطها الكامل في حملة التشويش المذكورة، وزاد موضحا «لقد أصبح شغلها الشاغل هو معاداة تجربة الحكومة الحالية، وترويج أخبار مغلوطة مسيئة إليها، كما حصل خلال تغطيتها لإضراب المخابز، بعدما ادعت هذه القناة نجاح هذا الإضراب، بينما تقول الحقيقة إن نسبة المشاركة فيه لم تتجاوز 11 بالمائة». وحاول أفراد من الأطر العليا المعطلة، الذين حضروا هذا النشاط، مقاطعة كلمة بنكيران برفع شعارات مناوئة له ولحكومته، فسادت القاعة حالة من الفوضى والتسيب، خاصة بعد دخول فئات أخرى على الخط. ويتعلق الأمر بمجموعة من النساء اللواتي يتحدرن من جماعة سيدي الطيبي، وكذا عدد من ذوي الاحتياجات الخاصة، الذين دعوا بنكيران إلى مجالستهم لحل مشاكلهم، قبل أن يسارع بنكيران إلى استكمال خطابه، الذي اضطر إلى اختصاره أمام ضغط الاحتجاجات، ليعلن أن الحكومة «تتفهم المطالب العادلة لبعض الفئات، ومنكبة على الاستجابة لها قدر المستطاع». وأضاف «نحن الحزب الوحيد الذي يأتي الناس للتشويش على تجمعاته، لكن على الجميع أن يعلم بأننا لا نخشى التشويشات ولا التهديدات، معركتنا ضد الفساد ستستمر، مهما كلفنا ذلك من ثمن، واللِي بْغَا يْطِيح هاد الحكومة، خاصو يْشَمر عْلى دراعو، ويْدير حْسَن منها». وأكد بنكيران أن الحكومة لن تخضع للابتزازات لتحقيق المطالب غير العادلة لبعض الفئات، وستقاوم كل محاولات الانحراف التي تسعى إلى أن تبقى الأمور على ما هي عليه في المغرب، من فساد ومن منطق غير عادل ساد على عهد الحكومات السابقة. وأضاف «نحن ملتزمون مع الشعب الذي اختارنا ووضع ثقته فينا، ولن نخون وعودنا». ولم ينس رئيس الحكومة، الذي كان مرفوقا بعبد الله باها وسمية بنخلدون وعزيز رباح وعبد الله بوانو ومحمد يتيم ورضا بنخلدون، أن يخصص حيزا صغيرا من مداخلته لمهاجمة كل من إدريس لشكر، الكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي، وحميد شباط، الأمين العام لحزب الاستقلال، الذي قال عنه بنكيران إنه أضحى فاقدا للمصداقية ومدعاة لسخرية المغاربة. كما انتقد حكيم بنشماس، القيادي في الأصالة والمعاصرة، وخاطبه قائلا: «واش نتا ماكتحشمش. الإجراء الحكومي ديال تجديد أسطول سيارات الأجرة نْسَبْتيه لحزب البام». وأضاف بلغة لم تخل من سخرية «هل أصبح بنشماس وزيرا في الحكومة دون علمي».