بُشْرى سَارّة للمغاربة، خصوصا المستعملين منهم لسيارات الأجرة الكبيرة كوسائل للتنقّل بين المدن؛ فعَمّا قريب، سيتمّ تجديد الأسطول الحالي من سيارات الأجرة الكبيرة عن آخره، والذي يتشكلّ في الغالب من سيارات أجرة متهالكة، وتعويضه بأسطول من سيارات أجرة جديدة؛ حسب ما كشف عنه رئيس فريق حزب الأصالة والمعاصرة بمجلس المستشارين، حكيم بنشماس. وقال بنشماس، في لقاء مع مجموعة من الصحافيين، إنّ هناك مؤشراتٍ حول مشروع وشيك سيتمّ الإعلان عنه قريبا، يتعلّق بالنقل الحضري، الذي تقدم الحزب بعدّة تعديلات بشأنه في قانون المالية للسنة الجارية، في شقّه المتعلق بسيارات الأجرة من الصنف الأول، وتابع "هذه بشرى إلى الرأي العامّ الوطني، حيث سيتمّ تجديد حظيرة سيارات الأجرة الكبيرة عن آخرها". وحسب المعطيات التي قدّمها نائب الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة، الذي سبق وأن تقدّم بتصور حول إشكالية النقل الحضري، في إحدى جلسات المساءلة الشهرية لرئيس الحكومة قبل سنة، فإنّ سيارات الأجرة الحالية، والتي تتشكّل في أغلبها من "مرسيديس 240"، والتي يصل معدّل عمرها إلى 30 سنة فما فوق، سيتمّ استبدالها بسيارات جديدة من نوع "رونو ترافيك"، وداسيا لودجي". وفيما يتعلق بجانب تمويل المشروع، قال بنشماس إنّ ثمن السيارات التي ستحلّ محلّ سيارات الأجرة الحالية، يصل إلى 147 ألف درهم، بالنسبة لنوع "رونو لودجي"، و 219 ألف درهم بالنسبة ل"رونو ترافيك"، وستساهم الشركة المصنّعة للسيارات ب 8 ألف درهم، بالنسبة للنوع الأول، و 10 آلاف درهم، بالنسبة للنوع الثاني، على أن تساهم الحكومة ب50 ألف درهم، في كلا النوعين. واعتبر بنشماس أنّ تجديد الأًسطول الحالي من سيارات الأجرة الكبيرة، سيكون له تأثير إيجابي على صندوق المقاصة، حيث سيؤدّي تجديد الأسطول إلى انخفاض النفقات على الطاقة، كما سيكون له مردود إيجابي على القدرة الشرائية للمهنيين، والذي سيتراوح ما بين 1000 و 1300 درهم، دون رفع أسعار التذاكر، الذي اعتبره بنشماس "خطا أحمر"، وأضاف أنّ سيارات الأجرة الجديدة ستستوعب 7 ركاب، عوض 6 حاليا، ويمكن رفع العدد إلى 8 ركاب. ويروم المشروع الجديد، إضافة إلى تحديث أسطول سيارات الأجرة، حسب بنشماس، إلى التقليص من نزيف حوادث السير، وإلى تخفيض الكلفة الطاقية، والحدّ من التلوث، وتحسين صورة النقل الحضري في شقه المعلق بسيارات الأجرة، وقال في هذا الصدد "هذا المشروع سيقضي على أحد المظاهر التي تخدش صورة البلد ويمسّ كرامة المواطنين، وسينهي صفحة مؤلمة من كرامة المواطنين المغاربة، ومظهرا من مظاهر القرون الوسطى المرتبطة بالمغرب". ووجّه بنشماس انتقادات لرئيس الحكومة، قائلا إنّ الحزب في إحدى جلسات المساءلة الشهرية لرئيس الحكومة، قبل سنة، تقدم بتصور حول إشكالية النقل الحضري، "ومنذ ذلك التاريخ، لم يكلف نفسه حتى مجرد التساؤل حول التصور الذي قدمناه، من المؤسف أنه خيب آمالنا، رغم أنّ التصور كان متقدما، ويجيب على عدد من الإشكاليات المرتبطة بالنقل الحضري"، على حدّ تعبيره. وبخصوص أمدِ التطبيق، قال بنشماس إنّ المشروع "الذي ناضلنا من أجله وقدمنا بشأنه مقترحات ملموسة"، من المرتقب أن يرى النور في غضون الأسابيع القليلة القادمة، داعيا الحكومة إلى تحمّل مسؤوليتها في إخراجه إلى حيّز الوجود، وإقناع النقابات الممثلة للمهنيين، وأضاف، في هذا الصدد، أنّ الحزب باشر لقاءات مع النقابات في طنجة، ومن المرتقب أن يعقد لقاءات مع النقابات في جهة الرباط زمور زعير، وجهة الدارالبيضاء الكبرى.