بعد انطلاق أشغال المرحلة الأولى من مشروع ترامواي الدارالبيضاء في مارس الماضي ، أصبح المشروع يتوفر على مركز خاص بالصيانة، بينما من المرتقب أن تمر الأشغال إلى المرحلة الثانية منتصف العام القادم . "" وتهتم المرحلة الأولى من المشروع بتحويل الشبكات تحت الأرضية على مدى 18 شهرا، الخاصة بالماء الصالح للشرب، والكهرباء، والهاتف، والألياف البصرية . وتواكب الأشغال مشاريع جانبية أخرى، من خلال إعادة تأهيل وسط المدينة، وتخصيص فضاء خاص للراجلين بشارع محمد الخامس، وإيجاد دينامية جديدة للتجارة بوسط المدينة، وتأهيل المجال العمومي على طول ممرات الترامواي، وإعادة تأهيل الساحات العمومية، وخلق ممرات خضراء جديدة، وإعادة هيكلة شبكة النقل الحضري، بتنظيم شبكة الحافلات، وإعادة النظر في شبكة تاكسي الأجرة . وسيلة النقل الجديدة هاته تدخل في إطار برامج تطوير النقل العام في المستقبل من أجل تحقيق التوازن بين مختلف مناطق المدينة وفك العزلة عن الضواحي وربطها بالديناميكية الاقتصادية والاجتماعية المستقبلية للمدينة. ويكلف مشروع الترامواي، ستة ملايير وأربع مائة درهم، وسيمر بأغلب المجمعات السكنية للدار البيضاء، حيث سينطلق من مقاطعات سيدي مومن، التي توجد بها كثافة سكانية تصل إلى 300 ألف نسمة، وبالضبط قرب المركب الرياضي الجديد بالمنطقة، المزمع إنشاؤه في غضون السنوات المقبلة، مروراً بمقاطعات سيدي البرنوصي، ومولاي رشيد والحي المحمدي (كريان سنطرال)، ثم محطة القطار (كزا فوياجور)، لخلق الانسجام بين جميع وسائل النقل بالعاصمة الاقتصادية، وصولا إلى الأحياء التاريخية بوسط المدينة، بساحة الأممالمتحدة، من خلال شارع محمد الخامس، وذلك لاسترجاع الحيوية لقلب المدينة. وسيواصل خط "الترامواي" طريقه في اتجاه الجهة الغربية للدار البيضاء، عبر شارع الحسن الثاني، ثم شارع عبد المومن، وعند شارع أنوال، سينقسم الخط إلى خطين، خط سيتجه نحو الحي الحسني والقطب الحضري أنفا، أما الخط الثاني فسيتجه نحو مجمع الكليات، وذلك لكثرة الطلب على وسائل النقل بالمنطقة. في المرحلة الأولى من إنجاز المشروع، التي ستمتد على طول 28 كيلو مترا، لن يتجاوز زمن الرحلة من سيدي مومن، إلى وسط المدينة، 25 دقيقة، بحيث قسمت مراحل إنجاز المشروع على أربع مراحل، التي ستكون على المدى البعيد، إذ أن المرحلة الثانية ستربط بين سيدي البرنوصي ومقاطعات الفداء مرس السلطان، على طول 19 كيلومتراً. وستربط المرحلة الثالثة بين سيدي عثمان والفداء مرس السلطان، وصولا إلى قلب المدينة، على طول 14 كيلومترا، أما المرحلة الرابعة والأخيرة من المشروع فستربط بين مقاطعات سباتة وعين الشق وصولا إلى ليساسفة، على طول 15 كيلومتراً. وحدد للمشروع كمدة زمنية، يوم 12 دجنبر من سنة 2012 كموعد لأول انطلاقة ، بتكلفة مالية تصل إلى 6.4 ملايير درهم، ستؤدي منه الدولة 1.2 مليار درهم، وصندوق الحسن الثاني للتنمية 400 مليون درهم، ومديرية الجماعات بمليون ونصف المليون درهم، وسيساهم مجلس المدينة ب 900 مليون درهم، وسيخصص مبلغ 2.4 مليار درهم كقرض لاقتناء التجهيزات المتحركة. وقد أنشأت شركة تحت إسم "شركة نقل الدارالبيضاء" برأسمال 4 مليار درهم حيث تم تكليفها بالإشراف على إنجاز المشروع. وتساهم في رأسمال الشركة بلدية الدارالبيضاء بحصة 58%، والدولة بحصة 30%، وصندوق الحسن الثاني للتنمية بحصة 10%، ويتقاسم "البنك الشعبي" و"صندوق الإيداع والتدبير" وشركة التأمين التعاضدي الحصة المتبقية.