دافع نبيل بنعبد الله وزير السكنى والتعمير وسياسة المدينة بشدة عن حصيلة الحكومة الحالية، إذ قال في كلمة ألقاها ضمن اللقاء التواصلي الذي نظمه حزب التقدم والاشتراكية بأكادير يوم أمس السبت، إن "الحكومة الحالية ليست حكومة الكمال وغير خارقة للعادة أو ذات قدرات سحرية، هي حكومة تسعى لبلورة إصلاحات جدية قدر المستطاع بما في ذلك إصلاحات مُرّة كإصلاح صندوقي المقاصة والتقاعد، رغم انعكاساتها السلبية على المواطن البسيط". وأضاف نبيل بنعبد الله أنه رغم هذه الانعكاسات إلا أنه يجب تغليب المصلحة العامة، موضحا "إننا كحزب نسعى إلى التخفيف من تأثير مثل هكذا قرارات على المواطنين" وتابع الأمين العامّ لحزب التقدم والاشتراكية أنه رغم التقدم الحاصل بقيادة الحكومة الحالية، بمشاركة حزب التقدم و الاشتراكية، فإن الحال يقتضي تسجيل الايجابيات، لكن في المقابل لا يجب بيع الأوهام والخزعبلات للمواطنين". "لماذا قررنا الدخول في تجربة مع العدالة و التنمية؟"، سؤال طرحه الأمين العام لحزب "الكتاب"، ليُجيب بأن الحزب "غير تابع لأي كان، ولا يحق لأحد، مهما كان وزنه أن يفرض وصايته علينا أو على اختياراتنا"، يقول بنعبد الله، واسترسل قائلا إن ثمن المشاركة في الحكومة "كان غاليا، لكن هذا الاختيار تطلبتْه حاجة المغرب إلى مواصلة نهج الإصلاح، و أن ما تم بناءه في اتجاه ترسيخ الديمقراطية يجب الاستمرار فيه"، حسب بن عبد الله دائما. من جهة أخرى، لم يُخفِ بن عبد الله وجود خلافات بين "الرفاق" و "الإخوة" في العدالة والتنمية، خصوصا فيما يتعلق بالأحوال الشخصية، وتحديدا فيما يتعلق بتخفيض سن الزواج إلى سن السادسة عشر، "إذْ كان موقفنا دائما هو "أوهو" يُردف بنعبد الله ، لكنه أشار إلى أن هذه الخلافات يتم حلها بشكل لبق "لذلك رجاء اتركونا على حالنا، فنحن قادرون على تدبير أمورنا بأنفسنا". ولم يفوت وزير السكنى والتعمير وسياسة المدينة خلال هذا اللقاء التواصلي الفرصة بالتذكير بمبادئ حزبه المبنية على التوجه الديمقراطي الحداثي، وبذلك كان لزاما احترام جل الأحزاب اليسارية الحداثية الديمقراطية والتي تتقاسم نفس المبادئ مع الحزب، على حدّ تعبيره، وتابع قائلا "هذه المبادئ التي تعرض مناضلونا من أجلها، منذ تأسيس الحزب الشيوعي المغربي سنة 1941 للتعذيب والنفي والاستشهاد، من أجل الدخول في مسار تنموي مرتبط بتطور اجتماعي"، يقول بن عبد الله، مضيفا بأن هذا التطور لا يمكنه أن يتحقق اليوم دون دولة مؤسسات. كما لم يخف الوزير وجود مشاكل متعددة في السكن والصحة، ليس فقط في المناطق النائية بل حتى في المدن الكبرى، والتي تنتشر فيها أحياء الصفيح، مما يتحتم المثابرة من أجل مواجهة هذه المشاكل، على حدّ قوله. يذكر أن نبيل بنعبد الله الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية حلّ بمدينة أكادير من أجل حضور اللقاء التواصلي الذي نظمه الحزب بغرفة الصناعة والتجارة والخدمات، واختير له شعار "ترسيخ مغرب المؤسّسات: الديمقراطية والعدالة الاجتماعية".