يعد موقع أكلمام أزكزا أو البحيرة "الخضراء" باللهجة البربرية، "جوهرة" طبيعية حقيقية تقع على بعد حوالي 30 كيلومترا عن مدينة خنيفرة وعلى علو يقارب 1500 متر، وهو أحد الوجهات المفضلة، ليس فقط من قبل ساكنة الجوار، ولكن أيضا من قبل كل زوار حاضرة زيان. "" ويمنح أكلمام للزائرين، على مدار السنة، فرصة للإسترخاء والاستمتاع بلحظات من السكينة والطمأنينة، فضلا عن الاستفادة من متع نزهة في الهواء الطلق. وكموقع طبيعي ذو جمالية متفردة، تشكل أكلمام أزكزا متنفسا ووجهة مفضلة تقبل عليها الأسر الخنيفرية، إلى جانب مواقع أخرى من قبيل منابع أم الربيع وغابة أجدير وبحريات أخرى تزخر بها هذه المنطقة المعروفة بكونها "خزان مياه المملكة". وفي فترات "الذروة" التي تسجلها درجات الحرارة، يعرف الموقع خلال موسم الإصطياف إقبالا كبيرا يفوق الإقبال عليه في الفترة الشتائية حيث تتشح البحيرة برداء أبيض ناصع نسجته الطبيعة بندفات الثلج، يضفي على المكان جمالا أخاذا. وتحيط بالبحيرة، تضاريس طباشيرية وغابة تطغى على مكوناتها أشجار الأرز والفلين الأخضر، وهما مكونان أساسيان يمتدان على امتداد العين، ويشكلان نحو 60 في المائة (321 ألف هكتار) من المساحة الإجمالية للغابات المتواجدة بالإقليم (526 ألف هكتار). ويضفي هذا الغطاء الطبيعي من أشجار الأرز بالأطلس المتوسط جمالية استثنائية على هذا الموقع الممتد على مسافة تقدر بأزيد من 40 هكتار. وعلاوة على غناه النباتي، يزخر موقع أكلمام أزكزا، الذي يبلغ عمق مياهه العذبة أزيد من 25 متر، أيضا بأنواع كثيرة من الأسماك. ويتم تأمين تزويد بحيرة أكلمام أزكزا بالمياه من الموارد المائية الطبيعية انطلاقا من المياه السطحية إضافة إلى المياه الجوفية. وبفضل التساقطات السخية التي عرفتها المنطقة خلال موسم 2008، ارتفع منسوب مياه البحيرة، الذي عرف انخفاضا ملحوظا بسبب توالي سنوات الجفاف. وإذا كان هذا الموقع يتميز بسهولة الوصول إليه بفضل الطريق المعبدة التي تم تشييدها انطلاقا من وسط مدينة خنيفرة، فإن تنمية هذه الوجهة السياحية يتطلب النهوض بمؤسسات الاستقبال ومطاعم تتلاءم ومؤهلات الموقع. وفي الوقت الذي يعرف فيه الإقليم دينامية تنموية بفضل الزيارة الملكية الأخيرة للمنطقة في ماي 2008، والتي أعطى خلالها صاحب الجلالة الملك محمد السادس انطلاقة مخطط تأهيل وتنمية الإقليم، يتعين على الفاعلين المعنيين (مهنيو السياحة والسلطات المحلية والمنتخبون والمنظمات غير الحكومية)، صياغة استراتيجية محلية للنهوض بالقطاع السياحي، علما بأن المنطقة تزخر بمؤهلات ومواقع طبيعية لم يتم لحد الآن استغلالها. وهي مؤهلات كفيلة بتمكين هذا الإقليم من تبوء مكانة متميزة ضمن الوجهات السياحية المفضلة بالمملكة. من جانب آخر، من شأن موقع المدينة "الحمراء" كما يحلو لسكانها تسميتها، والممتدة على طول محور رئيسي يربط بين مدينتين كبيرتين هما فاس ومراكش، جعل عاصمة زيان محطة للاستراحة بالنسبة للمجموعات السياحية العابرة من وإلى هاتين المدينتين، ومن تم منح فرصة استكشاف تراث طبيعي وثقافي غني ومتنوع.