أولت الصحف الأوروبية الصادرة ،اليوم الثلاثاء، اهتماماها على مجموعة من المواضيع في مقدمتها الأزمة في شبه جزيرة القرم الأوكرانية، ومحاكمة رئيس نادي بايرن ميونيخ الألماني العملاق، والذكرى 10 للهجمات الإرهابية التي هزت مدريد، وتمرد النساء البرلمانيات في إيطاليا بعد التصويت ضد قوانين تنص على المناصفة وهجوم نازيين جدد على تظاهرة نسائية بالسويد. ففي ألمانيا اهتمت الصحف بمحاكمة رئيس نادي بايرن ميونيخ أولي هونيس، وبتطورات الأزمة في القرم ، حيث كتبت صحيفة (نوي أوسنايبروكر) أنه على الرغم من "تهديد الاتحاد الأوروبي بفرض مزيد من العقوبات على روسيا، فإن ذلك لن يثني الرئيس الروسي عن قراره إجراء استفتاء غير قانوني يوم 16 مارس المقبل بخصوص شبه الجزيرة حيث يوجد موالون لموسكو" مشيرة إلى أن هذا التطور يثير قلقا كبيرا ليس فقط بالنسبة للأوكرانيين، ولكن أيضا بالنسبة لجيران غرب روسيا . وترى الصحيفة أن على الاتحاد الأوروبي أن يقوم بعمل قوي ضد ما تقدم عليه روسيا ، لاسيما وأن شرق أوكرانيا يشهد غليانا هائلا. أما صحيفة (باديشه تاغبلات) فترى من جهتها أن هذه الأحداث قد "تعيد بسرعة الحرب الباردة إلى الواجهة ، بعد أن كان الاعتقاد السائد قبل سنوات أنه من غير الممكن" ملاحظة أن العالم مهدد مرة أخرى بالانقسام بين غرب وشرق . وأضافت الصحيفة أن "الوضع أصبح معقدا" ، وأن "أيا من الطرفين لا يتوفر على سجا نظيف : لا روسيا ، ولا أوكرانيا وحتى الغرب لا يمثل الاستثناء".من جهة أخرى اهتمت جل الصحف ببداية محاكمة رئيس نادي بايرن ميونيخ أولي هونيس بتهمة التهرب الضريبي ، فلاحظت صحيفة (نوربرغر تسايتونغ) أن هونيس قبل سنة ضلل العدالة حول الحجم الحقيقي للأموال التي كان عليه دفعها للضرائب والتي قال إنها لا تتجاوز 5ر3 مليون أورو بينما تصل إلى 5ر18 مليون أورو معتبرة أن هونيس الذي تمكن من ذلك في وقت سابق لا يعرف بالضبط ما إذا كان قال الحقيقة هذه المرة . أما صحيفة (هيسشن أليغماينن) فأشارت إلى أن اعتراف هونيس بأن الديون الضريبية المستحقة عليه تبلغ خمسة أضعاف ما كانت تتهمه به النيابة في السابق، شكل "صدمة" ، على أمل أن يعيد له هذا الاعتراف مصداقية وتساهل المحكمة معه.لكن ، تقول الصحيفة ، أن إستراتيجية دفاع هونيس لتجنب معاقبته، محاولة صعبة ويائسة ولا يمكن أن تشفع له وتجنبه عقوبة السجن. أما (زوددويتشن تسايتونغ) فاعتبرت أن هذه القضية لا يمكن اعتبارها "سوء سلوك ، ولكن كارثة حقيقية" مشيرة إلى أن اعتراف هونيس الجديد بمثابة "فقاعة صابون" يدرك محاموه أنها سنفجر بسهولة. وفي بلجيكا تناولت " لا ليبر بلجيك" أزمة جزيرة القرم ، واعتبرت أن عدم الاستقرار والصراعات ليست جيدة بالنسبة لرجال الأعمال الأوكرانيين الذين يسيطرون على البلاد ولهم العديد من المصالح في روسيا أكثر مما عليه الحال في الدول الغربية ، مشيرة إلى أنه منذ سقوط الرئيس يانوكوفيتش، عززت روسيا الرقابة على الحدود مما أثر على سير عمل الشركات. أما صحيفة ( لوسوار) فأكدت من جانبها أن إرسال بعثة لوزراء خارجية دول البنلوكس ،هولندا ولكسمبورغ وبلجيكا، إلى كييف، يروم تجنب مزيد من التصعيد على إثر الرغبة في توقيع اتفاقية شراكة أوروبية مع أوكرانيا، ولكن أيضا للتحقق من الالتزامات المؤيدة للديمقراطية في البلاد.وأضافت الصحيفة أن وزراء خارجية دول البنلوكس ارتأوا القيام بهذه الخطوة قبل موعد الانتخابات الرئاسية في 25 مايو ، ومع اقتراب موعد التوقيع على اتفاقية الشراكة في قمة الاتحاد الأوروبي المزمع عقدها أواخر مارس. وفي إسبانيا اهتمت الصحف بالذكرى 10 للهجمات الإرهابية التي هزت مدريد في 11 مارس 2004، من خلال تعاليق ومقالات رأي وروايات ضحايا عاشوا المأساة.وهكذا حثت صحيفة (لا راثون) على "الوحدة من أجل التصدي للإرهاب"، داعية جميع القوى السياسية والمجتمع المدني إلى الوحدة لمواجهة تحديات الإرهاب وإنصاف ضحايا هذه الهجمات. وأوردت (لا راثون)، التي خصصت عدة صفحات لهذه الهجمات تكريما للضحايا، تصريحات لأسر الضحايا وممثلي الجمعيات الذين طالبوا بمعرفة الحقيقة بعد عشر سنوات على هذه الأحداث المحزنة. وفي السياق ذاته قالت (إلموندو) إنه بعد 10 سنوات على تفجيرات مدريد، "لم يتم بعد الكشف عن الحقيقة"، مضيفة أن الشرطة لازالت تبحث عن سعيد براج، أحد منفذي هذا الهجوم، والحلقة الأساس في الوصول إلى الحقيقة كاملة. وبحسب هذه اليومية فإن تقريرا للشرطة كشف مؤخرا عن أن إسبانيا، التي تظل "مهددة ومستهدفة" من قبل الجماعات الإرهابية، لا زالت فضاء به الكثير من المتطرفين. وسردت صحف أخرى مثل يوميتا (إلباييس) و(أ بي سي) معاناة العديد من ضحايا هذه الهجمات الإرهابية، مشيرة إلى أن 60 في المائة منهم يعانون من مشاكل مالية.وفي روسيا تواصل الصحف تركيز اهتمامها على الوضع في أوكرانيا، خاصة في شبه جزيرة القرم التي ستشهد يوم 16 مارس الجاري استفتاء بشأن الانضمام إلى روسيا الاتحادية. وعن هذا الموضوع أشارت صحيفة (فيدوموستي) إلى آفاق انضمام القرم إلى روسيا بعد الاستفتاء ، مستشهدة بتصريحات أشخاص لهم علاقات مع إدارة رئيس الدولة، الذين عبروا عن اعتقادهم انه لم يتم بعد الحسم بخصوص انضمام القرم إلى روسيا. من جهتها ترى صحيفة (كوميرسانت) أن على الهيئة الإدارية في مجلس الدوما الروسي (مجلس النواب) ، أن تحدد اليوم مواعيد العمل بالقانون الخاص بتسهيل انضمام كيانات فيدرالية جديدة إلى روسيا. وفي حالة الموافقة على تلك المبادرة ، تضيف الصحيفة، فإن شبه جزيرة القرم سيمكن ضمها إلى روسيا الاتحادية دون عقد اتفاقية خاصة مع كييف الرسمية. من جهتها أشارت صحيفة (نوفيه ازفيستيا) إلى بدء وصول المساعدات الروسية إلى شبه الجزيرة حيث ذكرت أنه تم في موسكو جمع 70 طنا فقط من الأدوية والمواد الطبية والمواد الغذائية والملابس وغيرها، لإرسالها إلى القرم.وأبرزت أن مختلف المناطق الروسية تشهد حملات لجمع التبرعات لسكان القرم، وذلك بعد أن صدر طلب بذلك من جانب مجلس الاتحاد الروسي. ونقلت صحيفة (روسيسكايا غازيتا ) من جهتها عن وزير خارجية فرنسا الأسبق رولان دوما ، في حديث خص به الصحيفة حول تطورات الوضع في أوكرانيا، قوله "إن العلاقة بين روسيا والبلدان الغربية، لم تشهد توترا منذ عشرات السنين ،لذلك يجب الأخذ بعين الاعتبار أن الأزمة الحالية في هذه العلاقات حصلت مع شعور ثابت بعدم وجود ما يهدد السلم العالمي". وفي بريطانيا، تناولت الصحف المحلية القضية التي يواجهها النائب البرلماني نايجل إيفانز المتهم باغتصاب رجل والاعتداء الجنسي على عدد آخر من الأشخاص، في أماكن متعددة من بينها أروقة البرلمان. وسلطت صحيفة (الاندبندنت) الضوء على حيثيات هذه القضية التي يواجهها نايجل إيفانز، الذي يعد من قياديي حزب المحافظين الحاكم والذي سبق أن كشف عن شذوذه الجنسي سنة 2010، حيث يواجه تسع تهم من بينها الاغتصاب والإخلال بالحياء والاعتداء الجنسي. وأضافت أن أعضاء حزب المحافظين كانوا على علم بهذه "الاعتداءات الجنسية"، غير أنهم فضلوا تجاهلها خاصة وأن إيفانز كان يشغل منصب نائب رئيس مجلس العموم (الغرفة السفلى لبرلمان ويستمنستر)، مشيرة إلى أن ممثل النيابة العامة يتهمه بأنه كان "تحت تأثير الخمر" طيلة الوقت حيث كان يستغل وظيفته ونفوذه للهجوم على الشباب والاعتداء عليهم.وأبرزت صحيفة (الغارديان) أن المحافظين تواطئوا في هذه القضية، مشيرة إلى أن هؤلاء كانوا يتسترون على انحراف زميلهم بالرغم من معرفتهم بسلوكه واعتداءاته. من جهتها، حرصت صحيفة (الديلي تلغراف) على نفي التهم الموجهة للمحافظين بالتواطؤ موضحة أن قادة الحزب حذروا نايجل إيفانز من مخاطر حقيقية تهدد مستقبله السياسي بسبب سلوكه.وأضافت الصحيفة أن أخطر الاتهامات التي يواجهها نايجل إيفانز (56 سنة)، تتمثل في الاغتصاب مما تسبب في توقيفه، مشيرة إلى أن الاعتقال تم على خلفية شهادة طالب جامعي كان يعمل إلى جانب إيفانز والذي اتهمه باغتصابه بمسكنه. وأكدت الصحف ، على حرص السياسي البريطاني على النفي المطلق والقاطع لجميع الاتهامات الموجهة إليه والتي تعود وقائعها إلى عشر سنوات ماضية إلى حين اعتقاله من طرف الشرطة، قبل أن يتم الإفراج عنه بكفالة، كما دفعته إلى تقديم استقالته من منصب نائب رئيس مجلس العموم بعد توجيه الاتهام له بشكل رسمي. وفي فرنسا اهتمت الصحف بمستقبل قطاع الاتصالات على ضوء الاندماج بين فاعلين رئيسيين بالقطاع ،حيث كتبت صحيفة (لوموند) تحت عنوان "الاتصالات : هيكلة لا تخلو من مخاطر" أن لاشيء يؤكد أن الهيكلة الجارية ستؤدي إلى بروز مشهد أفضل من الحالي. وأضافت الصحيفة أن سوق الاتصالات يشهد منذ 2012 حربا شرسة في الأسعار لم يتعافى منها حتى الآن الفاعلون التاريخيون في القطاع ،الذين تأثرت نتائجهم المالية بشكل كبير مما انعكس على التشغيل. من جهتها تساءلت صحيفة (لاتريبون) عما اذا كان هذا الاندماج سيؤدي إلى ارتفاع الأسعار خاصة مع سوق هاتفية أضحت تضم ثلاثة فاعلين مقابل أربعة في السابق.أما صحيفة (لوفيغارو) فقالت من جهتها إن جمعيات المستهلكين والمقننين لا تخفي قلقها من انعكاس هذا الاندماج على الأسعار . وفي إيطاليا ، كرست غالبية اليوميات تعليقاتها ل'' تمرد النساء " خاصة منهن النائبات البرلمانيات بعد تصويت الغرفة السفلى ضد تعديلات قانونية تهدف إلى المناصفة في مشروع القانون الانتخابي الجديد، فتحت عنوان ''عدم المناصفة، ثورة في مجلس النواب '' كتبت صحيفة (المساجيرو) أن محاولة النساء البرلمانيات فشلت بسبب التصويت السري الذي طالب به 46 من زملائهم في حزب الأغلبية (فورزا ايطاليا) لسيلفيو برلسكوني. واعتبرت الصحيفة أن رد الغرفة على طلب النساء كان جافا ، حيث عارضه 335 عضوا مقابل 227 صوتوا لصالحه ، مشيرة إلى أن التصويت السلبي قد خلق انقسامات داخل الحزب الديمقراطي الحاكم ، حيث أن نشطاء داخل الحزب أكدوا '' مواصلة '' المعركة لتحقيق هدفهم باعتماد التناوب في الترشح بين الرجال والنساء في الدوائر الانتخابية المختلفة. ووفقا لصحيفة (ايل كورييري ديلا سيرا ) ،فإن مجموعة تضم 90 نائبة برلمانية ، كانت قد أرسلت قبل يوم من التصويت رسالة مفتوحة إلى القادة السياسيين مطالبة فيها عدم إعاقة الخطة الرامية إلى إدخال مبدأ المساواة بين الجنسين في القانون الجديد ، غادرت المجلس مباشرة عقب التصويت. وأشارت إلى أن هذه المجموعة تهد بخلق '' جبهة موحدة '' لعرقلة الإصلاحات التي أعلن عنها رئيس الحكومة الذي سبق وأن وعد ب'' ضمان التناوب في القوائم الانتخابية ''. وفي السويد ركزت الصحف على الهجوم الذي شنه نازيون جدد في مالمو ضد مشاركين في مظاهرة نسائية ، حيث أكدت صحيفة (داغينس نيهيتر) أن اشتباكات مالمو بدأت تأخذ منعطفا سياسيا، موضحة أن رئيس اللجنة البرلمانية المعنية بالعدل ، مورغان يوهانسون ، يعتزم استدعاء رئيس الاستخبارات السويدية إلى البرلمان لتقديم تفسيرات حول القضية، بينما عبر رئيس الوزراء السويدي فريدريك رينفلت عن قلقه من العنف السياسي. وأضافت الصحيفة أن على الأقل اثنين من الثلاثة أشخاص الذين اعتقلوا إثر هذه الأحداث لهم صلة بالحزب النازي السويدي ، مشيرة إلى أن أحد المشتبه بهم هو عضو نشط في حركة (وايت باور).من جانبها، كتبت صحيفة (سيدسفونسكان) أن المشتبه به الرابع تم التعرف عليه من قبل أشخاص أصيبوا في الاشتباكات ، مضيفة أن المشتبه به الجديد هو معروف في الأوساط النازية. من جانبها، ترى صحيفة (سفنسكا داغبلادت) أن اشتباكات مالمو خلقت ردود فعل قوية في الأوساط السياسة السويدية، مضيفة أن وزيرة الديمقراطية بريجيتا أولسون ، دعت إلى تنسيق أفضل على الصعيد الوطني لمحاربة التطرف.