فك الارتباط بين نظام آل سعود والحركة الأسلامية كان يجب أن يتم قبل اليوم بسنيين،وكان يجب أن يتم يوم أن اختارت قيادات أسلامية تمنعت على احتواء حكامها وواجهتهم لكنها ارتمت في أحضان آل سعود لما وفروا لهم الأقامة والضيافة وأدخلوهم بيت الطاعة عملا بمقولة عدم جواز الخروج على السلطان،وفتحوا لهم الفضائيات يمدحون "الدولة الوحيدة التي تقيم شرع الله" ،وتركوا واجهة التربية مكشوفة،وراحوا يحاربون البدع والضلالات الصغيرة غاضين الطرف عن البدع والضلالات الكبيرة التي استوطنت نظام الحكم، وألهاهم شرك القبور عن شرك القصور،وتملك عقولهم خلل في سلم الأولويات،وتصور مشوه لمراتب الأعمال،وجهل مطبق بشبك العلاقات الدولية المعقدة. وكان يجب أن يتم فك ذلك الارتباط أيضا يوم أوشكت حركات أإسلامية أن تقدم البيعة خليفة للمسلمين للبعثي المبير الهالك صدام حسين،اغتروا بصلاة وإسلام التلفزيون،ويوما بعد يوم تتأكد حقيقة مفادها: أن لا رجاء في تحرر واستقلال ألا بالتخلص من قُفلين: قُفل نفطي وقُفل قومي،تلقى النظام القومي البعثي ضربات هدته،مع الأسف كان المأمول أن تتم الضربات على يد أبناء البلد وثواره لا على يد الأعداء والعملاء الذين دخلوا ليحكموا العراق على ظهر الدبابة الأمريكية، وارتدوا إلى محاور الولاء القبلي والعشائري والطائفي، ويحاول النظام البعثي القومي السوري إطالة أمد تحكم القفل القومي وإعاقته لأي نهضة حقيقية، وهاهو القفل النفطي نجم قرنه ليعلن الحرب على كل شيء،ويصم الجميع بالأرهاب، وهو في الحقيقة يحصد ما زرعت يداه يوم كان يشجع الفهم الذري الجامد للنصوص،ويشيع العقلية البوليسية الشرطية في التعامل مع اعتقادات الناس ،فلا يطمئن إليك حتى تتبرأ من المرجئة والخوارج والمعتزلة والراقضة والأشاعرة والماتوريدية ،لتلتحق بالفرقة الناجية "الفرقة السعودية"،ويوزع الأموال يمنة ويسرة لشراء الولاءات،ويصنع "علماءه" ليقدموا الفتاوى المأجورة التي تخدم سياسته ورؤيته، وتخريب أي عمل إسلامي جاد في أمريكا وأوروبا. جميل أن تتخذ مبادرة فك الارتباط من طرف النظام السعودي لتعيد أطراف في الحركة الإسلامية وفي حركات التحرر والثورة حساباتها على الصعد الفقهية والفكرية والسياسية والثقافية،ليتحقق حقا وصدقا إسلام الوجه لله وحده.