انطلق، مساء السبت بعروس الشمال، عرض الأفلام المشاركة في المسابقات الرسمية للمهرجان الوطني للفيلم بطنجة، الذي افتتح فعاليات دورته الرابعة والعشرين. واحتضنت قاعة العروض الكبرى الفيلم الروائي الطويل "قصة وفاء"، الذي أخرجه عبد العالي الطاهري، وأشرف على كتابة سيناريوه محمد ظهرة رفقة الصحافي إسماعيل طه، ومدته 102 دقيقة. الفيلم الحاصل على دعم المركز السينمائي المغربي تعود أحداثه إلى سنة 1984، وتروي مشاهده، التي صورت بمنطقة المحاميد الغزلان، قصصًا مستوحاة من الواقع الذي عاشه المختطفون المغاربة بتندوف والرابوني، من اختطاف واحتجاز واغتصاب وتعذيب قاس، كما يحيي حس الوطنية في قلوب الجيل الجديد في مرحلة حاسمة من تاريخ المغرب وقضيته الوطنية. وقال محمد ظهرة، كاتب العمل الذي جسد أيضًا بطولته، إن التفاعل في القاعة عند نهاية الفيلم جعله ينسى كل المخاطر التي واجهها في العمل، مضيفًا أن التصوير جرى في منطقة تقرب من مخيمات تندوف بخمسين كلم فقط. وأشار إلى أن الفيلم قدم مجموعة من الرسائل، من قبيل أن المرأة المغربية وفية ولا تخون العهد وتظل تنتظر زوجها بالفاتحة عشرين سنة. وأوضح ظهرة، في تصريحه لهسبريس، أن فكرة الفيلم جاءت انطلاقًا من زيارة قام بها لفرنسا رفقة عبد الله فركوس، حيث التقى بالراحلة نعيمة المشرقي وبصحبتها معتقلون سابقون في مخيمات تندوف، فأعجب بقصصهم بعد تبادل الحديث معهم ومع محتجزين آخرين، فقام بضبط القصة عبر الاستعانة بأساتذة ودكاترة كبار في السياسة والتاريخ والقانون، مشيرا إلى أنه جمع كل هذه المعالم التي كونت الشريط. وأبرز أن دوره في العمل يهدف إلى إظهار الخرق السافر لحقوق الإنسان من طرف الجارة الشقيقة، التي قامت بتعذيب شخص من ذوي الاحتياجات الخاصة، مضيفًا أنه أحس بهذا التعذيب خلال تصوير مشاهد ذلك في الصحراء. وعبر كاتب السيناريو عن سعادته البالغة بالتفاعل الكبير الذي حظي به الفيلم، المشارك في المسابقة الرسمية للمهرجان هذه السنة، خلال عرضه الأول، مشيرًا إلى أن الفيلم صور وتم الاشتغال عليه بحب ليعطي نتاج ما شاهده النقاد وأهل الفن، قبل أن يضيف أن التتويج بالجائزة لا يهمه لكون جائزته هي ردة فعل الجمهور. من جهته قال مخرج العمل علي الطاهري إن الصعوبات التي واجهتهم خلال التصوير كانت كثيرة، أبرزها حالة الطقس والعواصف الرملية التي كانت تعرقلهم، مضيفًا أن كل الطاقم الفني والتقني كان حاضرًا طيلة فترة التصوير ليعيش مشاهد العمل. وأوضح أن هذا الفيلم الطويل هو الأول في مساره كمخرج، مشيرا إلى أنه كان لديه تحدٍ كبير بأن يقدم كاستينغ متنوع وكبير عن طريق إدراج ممثلين كوميديين في عمل درامي محض، والذين أتقنوا أدوارهم، إضافة إلى فنانين من الجنوب ناطقين بالحسانية، قام بمزجهم مع باقي الممثلين في توليفة أعطت نتيجة مميزة. بدوره، قال الممثل طارق الخالدي، في حديثه مع هسبريس على هامش مناقشة الفيلم، إنهم كفريق عمل واجهوا ظروفا صعبة ومعاناة حقيقية خلال تصوير الفيلم، لكن الكواليس وجو التصوير جعلاهم يتغلبون على ذلك، مضيفًا أنهم صوروا داخل سجن حقيقي، فكانوا يحسون برهبة شديدة خلال تجسيد المشاهد. وتابع قائلًا: "لقد جلسنا مع بعض الإخوان الذين عانوا التعذيب الهمجي، لذلك حاولنا إيصال هذا الأمر إلى الشباب المغربي، الذي لا يعرف المشكل مع الجارة الشقيقة وما تقوم به العصابة الإجرامية البوليساريو مع المغاربة." وأضاف "نحن اليوم نحتاج الدبلوماسية الناعمة، ودورنا كفنانين أن نساعد ملكنا من خلال أفلامنا ومسلسلاتنا من أجل رفع منسوب الوطنية لدى الأجيال القادمة عن طريق هذه الأعمال التي ستجعل المواطنين يحبون وطنهم أكثر." جدير بالذكر أن بطولة شريط "قصة وفاء" قام بها عمر العزوزي، أمين الناجي، البشير واكين، محمد ظهرة، بنعيسى الجيراري، جمال العبابسي ومحمد خويي.