تنشغل حاليا المخرجة فاطمة علي بوبكدي بتصوير الشريط التلفزيوني «دموعك يا فريحة» من إنتاج القناة «الأولى» والذي يتطرق إلى قضية الصحراء ومخيمات تندوف وميليشيات بوليساريو. ويعتبر الشريط التلفزيوني الذي اختارت له بوبكدي مدينة أرفود مكانا لتصويره وانتقلت إليه منذ أسبوع رفقة طاقم العمل الفني والتقني، أول عمل تلفزيوني يسلط الضوء على قضية الصحراء وصور التعذيب في مخيمات تندوف وكل أشكال هدر حقوق الإنسان. وقالت بوبكدي، مخرجة الشريط التلفزيوني إن «دموعك يا فريحة» من قصة إبراهيم بوبكدي يرصد فيها أحداث من سنوات السبعينات، وكيف وقع الانشقاق في بعض القبائل، وانضم بعضها إلى جبهة بوليساريو. وتصور مشاهد الشريط التلفزيوني بالتركيز على خط درامي يتجلى في قصة حب تجمع بطلته «فريحة» وابن عمها «نسر القافلة» واللذين كانا يفترض أن يتزوجا في السبعينات، لكن انضمامه إلى جبهة البوليساريو حال دون ذلك، لتلتقيه سنوات بعد ذلك إثر اختطافها واحتجازها بمخيمات تندوف. وقالت بوبكدي إنه تم تشييد ديكورات خاصة للتصوير ببناء مخيم شبيه بمخيمات تندوف وأيضا ديكور بالطوب لسجن بمنطقة تندوف، اعتمادا على ما رواه عدد من العائدين من مخيمات تندوف حيث كانوا أسرى في سنوات سابقة. وأوضحت مخرجة «دموعك يا فريحة» أنه أثناء كتابة قصة الشريط التلفزيوني تم الحديث إلى عدد من العائدين من مخيمات تندوف، كما اختارت أن يشارك في العمل معتقل سابق بمخيمات تندوف قضى بها أزيد من عشرين سنة. ويسرد المعتقل السابق في مشاهد الشريط التلفزيوني وقائع حقيقية ومؤثرة يقرب من خلالها المشاهد من صور التعذيب والاعتداءات التي تعرض لها من ميليشيات بوليساريو. وعن أول عمل تخرجه بوبكدي باللهجة الحسانية تقول إنها حاولت أن يقدم العمل بلغة وسط تجمع بين الحسانية واللغة العربية الفصحى حتى يتمكن المشاهدون من كل مناطق المغرب وحتى خارجه من فهم قصة العمل. وأوضحت بوبكدي أن اختيارها للفنانة رشيدة طلال، ذات الجذور الجنوبية والممثل ياسين أحجام، المتحدر من شمال المغرب فيه إشارة قوية إلى ذلك، مضيفة أن الممثلين بذلوا مجهودا كبيرا للحديث باللهجة الحسانية.