انطلقت النسخة العاشرة من كأس العالم لكرة القدم داخل القاعة، السبت، بمباريات المجموعتين الأولى والثانية، التي شهدت فوزًا عريضًا للبرازيل حامل اللقب خمس مرات، بينما انتهت مباراة أوزبكستان، المضيفة، ضد هولندا بالتعادل (3-3) خلال المباراة الافتتاحية. في المجموعة الأولى تعادلت أوزبكستان مع هولندا (3-3)، بينما فاز منتخب الباراغواي على كوستاريكا (5-2). أما في المجموعة الثانية فقد فاز المنتخب البرازيلي، الذي احتل المركز الثالث في النسخة السابقة بليتوانيا 2021، بنتيجة كبيرة على كوبا، بفضل هاتريك لكل من لاعبيه مارسيل ومارلون. وفي المباراة الأخرى ضمن هذه المجموعة تفوق المنتخب التايلاندي على نظيره الكرواتي (2-1). وقبل انطلاق مباراة أوزبكستان وهولندا كان الجمهور على موعد مع حفل الافتتاح الذي تميز بعروض كوريغرافية تخللتها إيقاعات وأضواء، واحتفى بتاريخ البلد وثقافته وفولكلوره وأزيائه. وستشهد هذه النسخة إقامة 52 مباراة موزعة على ثلاث مدن أوزبكية: طشقند، أنديجان وبوخارى. وستبث المباريات في 175 بلدًا عبر ستة اتحادات قارية أعضاء في الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا). ويمثل القارة الإفريقية في هذا العرس العالمي المنتخب الوطني المغربي، حامل اللقب الإفريقي في النسخ الثلاث الأخيرة (2016، 2020 و2024)، إضافة إلى منتخبي أنغولا وليبيا. ووصل المنتخب المغربي مبكرًا إلى طشقند في 2 شتنبر الجاري لإتاحة الوقت الكافي للعناصر الوطنية للتأقلم مع الأجواء. وسيلعب في المجموعة الخامسة إلى جانب البرتغال حامل اللقب، وبنما وطاجيكستان. وسيفتتح المنتخب المغربي مبارياته في المونديال يوم الاثنين المقبل (16:00 بتوقيت غرينتش+1) ضد طاجيكستان. وتعد هذه المشاركة الرابعة للمغرب في المونديال، بعد 2012 في تايلاند، و2016 في كولومبيا، و2021 في ليتوانيا، وقد حقق أفضل مشاركة له آنذاك بالوصول إلى ربع النهائي، وانهزم بصعوبة أمام البرازيل بهدف دون رد. ويدخل المنتخب المغربي لكرة القدم داخل القاعة نهائيات كأس العالم (ما بين 14 شتنبر و6 أكتوبر في أوزبكستان) متسلحًا بتجربة وسمعة تؤهلانه ليس فقط للعب أدوار طلائعية، بل لتحقيق إنجاز تاريخي غير مسبوق. ويظهر المنتخب الوطني في مشاركته الرابعة كقوة كروية بارزة على المستويين العربي والإفريقي، ويبعث برسائل قوية حول جاهزيته للتألق في هذا المحفل العالمي. وأكد المنتخب المغربي ريادته على المستوى القاري قبل الانتقال إلى أوزبكستان بفوزه ببطولة إفريقيا للأمم في أبريل الماضي على أرضه للمرة الثالثة على التوالي بعد نسختي 2016 و2020. وفي هذه البطولة حصل حارس المرمى عبد الكريم أنبيا على جائزة أفضل حارس، وسفيان الشعراوي على جائزة أفضل هداف، بينما نال بلال بقالي جائزة أفضل لاعب. ويعتمد المنتخب على استقرار تقني وتقدم مستمر وفق مسار تصاعدي على الصعيدين الإقليمي والقاري، مع تطور ملحوظ على المستوى الدولي. وهو يواصل تطوره تحت قيادة المدرب هشام الدكيك، الذي قاد الفريق منذ 2010. وقد تمكن الدكيك من تشكيل فريق قوي لا يقهر على الصعيد الإفريقي، إذ حقق عدة ألقاب، من بينها ثلاث كؤوس عربية، وثلاث كؤوس إفريقية، وكأس القارات. ولمواصلة هذا الزخم اختار الدكيك نهج الاستمرارية باستدعاء 12 لاعبًا من أصل 14 توجوا بلقب البطولة الإفريقية الأخيرة. ويبني المنتخب منظومته حول لاعبين ذوي خبرة مثل سفيان المسرار وأنس العيان وإدريس الرايس الفني، الذين أصبحوا ركائز أساسية بفضل تراكم التجارب. وفي هذه النسخة من كأس العالم سيلعب المنتخب المغربي في المجموعة الخامسة إلى جانب البرتغال، بنما وطاجيكستان. ورغم أن منتخب البرتغال، الفائز بلقب 2021، يعد المرشح الأوفر حظًا على الورق، فإن الواقع على أرضية الملعب قد يكون مختلفًا، خصوصًا بعد العروض القوية التي قدمها المنتخب المغربي، بما في ذلك فوزه الكبير على الأرجنتين، بطل العالم لعام 2016 ووصيف 2021، بسبعة أهداف دون رد.