صورة لأحد العبيد وهويحمل حزمة من حطب كناية عن الأعمال الشاقة التي كانوا يتعرضون لها من قبل المستعمرالإسباني الموقع والتاريخ "" جمهورية هندوراس إحدى دول أمريكا الوسطي ، يحدها من الشمال البحر الكاريبي ومن الغرب جواتيمالا والسلفادور ، وجبهة ضيقة على المحيط الهادي ، ومن الجوب جمهورية نيكاراجوا ، احتلتها إسبانيا سنة 1502 م ومكث الاحتلال الإسباني فبها حتى سنة 1838 م ثم حصلت على استقلالها، وتبلغ مساحتها 112088 كيلو مترات مربعة ، وسكانها يصل حاليا مايزيد عن 6 ملايين نسمة ،وعاصمة البلاد "تيجوسيجاليا" مدنها الهامة "سان بدرو دوسولا" ، و "البروجرسو".. وأغلب سكان هندوراس من عناصر " المستيزو" وهم خليط من البيض والهنود ، وإلى جانبهم عناصر زنجية افريقية ، جئ بهم المستعمر الإسباني كرقيق للعمل في زراعة الموز.. ، ولغة البلد هي الإسبانية ، والزراعة حرفة سكان البلاد ، يعمل بها حوالي 56.2% من القوة العاملة ، ولقد اشتهرت هندوراس بزراعة البن ، وتشغل زراعة الذرة نصف الأراضي المخصصة للحاصلات ، وثروتها الحيوانية تتكون من الأبقار والماعز والغنم ..ولهندوراس شهرة تاريخية في إنتاج المعادن الثمينة ، وهذا كان سبب استعمار إسبانيا لها لتعدين الذهب ،و الفضة ، ولذلك استنفدت ثروتها من المعادن النادرة ، ويستخرج منها الزنك والرصاص والنحاس والحديد ، كما يستخرج الفحم والزئبق . المسلمون في هندوراس قصة دخول الإسلام إلى هندوراس هي قصة مأساوية لاتكاد تصدق في زمن حقوق الإنسان والحرية والكرامة والدمقراطية التي اجتاحت العالم الغربي ومنها دولة إسبانيا الغازية لأغلب شعوب أمريكا اللاتينية ..!!هذا بعد أن قام الرجل الأبيض الغربي بأضخم جريمة إبادة جماعية تحلل منها الضمير العالمي، وسكت عنها المؤرخ الأوروبي ، ومسحها تماما من ذاكرة التاريخ..وكأنها لم تقع ؛ حتى أنه لايوجد مرجع غربي حاول أن يفسر لغز اختفاء "البحارة العرب المسلمين " الذين أجبرتهم محاكم التفتيش بالرحيل مع "كولومبس"..الذي تخلص منهم بقتلهم وإبادتهم إبادة جماعية وهم في طريقهم نحو هندوراس وهايتي وكوبا ..!! وقدم البعض منهم طعاما لكلاب الحراسة التي اصطحبها معه من إسبانيا؛ ولكي لايتسنى للمورسكيين العائدين أن يخبروا إخوتهم في إسبانيا عن العالم الجديد ويكونوا دليلا لهم للهروب من محاكم التفتيش . من تلك الفترة الضاربة في عمق الزمن بدأت طلائع المستوطنين الإسبان تغزو"هندوراس" وخصوصا بعد ما علموا أن هذه الأرض حبلى بمعاد نفيسة وفي طليعتها الذهب والفضة..ويشير الكاتب الفرنسي "جيم كوفين" في كتابه "بربر أمريكا" بأنه كانت تسكن في أمريكا قبيلة اسمها "المامي" وهي كلمة معروفة في إفريقيا الغربية معناها: "الإمام" وهي تطلق على زعماء المسلمين ، وذكرفي كتابه هذا ، أن أكثريتهم كانت في هندوراس ، وذلك قبل "كريستوفر كولومبس"..وهناك عدة قرائن تاريخية تثبت هذا؛ مما يعني أن وجود المسلمين في دول امريكا اللاتينية وهندوراس على الخصوص سبق المكتشف الإيطالي "كولومبس". وفي هذا السياق ونحن نبحث عن تاريخ وجود المسلمين في هندوراس حدثنا "الحاج أحمد علي الصيفي" رئيس مركز الدعوة الإسلامية لأمريكا اللاتينية بالبرازيل عن أول رحلة دعوية استطلاعية قام بها إلى هندوراس أواخر التسعينات تعرف من خلالها على بعض المسلمين فقال:"وصلنا بحمد الله تعالى إلى مدينة"سان بيدرودوسولا" ولم يكن من المقرر زيارة هذه المدينة إلاأن أسبابا فنية خاصة بالطائرة جعلها تهبط هبوطا اضطراريا في هذه المدينة ، فنجونا من الموت بأعجوبة، وهنا بدأنا بالبحث عن المسلمين في هذه المدينة ؛ رغم أن جهات مسيحية عربية أكدت لنا عدم وجود أي مسلم في هذه المدينة ؛ إلا أننا عثرنا على محلا تجاريا يملكه ويديره مسلما إسمه علي عبد الله ،من مواليد بلدة "القرعون" بلبنان ، ولما دخلنا عليه شاهدنا في محله لوحات بها آيات قرآنية كريمة معلقة في المحل وم زين بها الجدران ، وحييناه بتحية الإسلام ، فحيانا بأحسن منها ، وفرح فرحا شديدا بزيارتنا ، ولما سألناه عن أحوال المسلمين في هندوراس قال بأنه يوجد في هذه المدينة حوالي 30عائلة مسلمة من لبنان ، وفلسطين، ومن سنة إيران ويوغوسلافيا ..كما أن هناك 10 أفراد من أبناء هندوراس اعتنقوا الدين الإسلامي، وذلك عن طريق أحد المسلمين من الزنوج الأفارقة ، والذي تعرف هو الآخر عن الإسلام عن طريق أحد التجار السعوديين ، الذي دعاه لزيارة السعودية وبقي فيها حوالي سنة كاملة، تعلم خلالها مبادئ الدين الإسلامي ، ثم عاد بعد ذلك إلى هندوراس داعيا إلى الله سبحان وتعالى . وقد أكد لنا هؤلاء الإخوة جميعهم بأنه لايوجد أي مسجد ولامصلى في هندوراس تقام فيه الشعائر الدينية الإسلامية ،وإنما يصلون جماعة في بعض الأحيان في منزل السيد عبد الله محمد حسين " . عقبات تعترض الجالية المسلمة إن المتأمل لأوضاع المسلمين في هندوراس ، والمتتبع لأحوالهم والراصد لتاريخهم يدرك حجم المشكلات التي يعانون منها وينتظر أجيالهم القادمة أضعافها ، وإذا لم يأخذوا بأسباب علاجها وتخفيف أخطارها ، وتنوع هذه المشكلات وعمقها وتراكمها يزيد من المخاطر على هوية المسلمين ومستقبل أجيالهم القادمة من أبنائهم، ومن الوافدين من الدول العربية والإسلامية ، هذا مما يدفعنا إلى دق ناقوس الخطر في نعش المراكز والمنظمات الإسلامية بدول أمريكا اللاتينية، التي حملت –ظلما وسفاحا- شعار خدمة الأقليات المسلمة في هذه البلاد؛ في الوقت التي نجد فيه الجالية المسلمة في هندوراس تكاد أن تنقرض تماما ، ولايبقى لها أي أثر يذكر على خريطة دول أمريكا الجنوبية ؛ بحيث لاتتوفر على أدنى حد من استمرار نور الإسلام ، والمتجلي في الكتب الإسلامية ،والمساجد والمدارس ،والمراكز الإسلامية ،والمشايخ والدعاة إلى الله ..؛ وهذا غير متوفر إلى حد كتابة هذه السطور والله المستعان ؟!!. [email protected]